تواصل معنا

سياحة

انتعاش القطاع السياحي بطنجة.. وضرورة تطوير مرفق الشرطة السياحية‎‎

حقَّقت مدينة طنجة، خلال صيف هَذَا العام، رواجًا سياحيًّا قياسيًّا، مستفيدةً من تدفقات جد هائلة من طرف السياح والمصطافين وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ما جعل المدينة تعيش واحدة من أكثر فصول الصيف رواجًا.

وترافقت هَذِهِ الحركية السياحية بعاصمة البوغاز، مع ازدحام كبير للمارة ووسائل النقل على الطرقات وبمختلف الفضاءات العامة بالمدينة، بعد سنتين عانى فيها القطاع ركودًا حادًا، إذ كشف تصريح صحفي لفاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أنَّ المغرب فقد نحو 20 مليون وافدٍ في العامين الماضيين، و90 مليار درهم من مداخيل العملة الصعبة، بسبب أزمة جائحة كورونا.

ومن أهم المؤشرات الدالة على التدفق البشريّ القياسي على مدينة طنجة، من سياح أجانب ومغاربة، وكذا مغاربة الخارج، إحصائيات نشرها المكتب الوطني للمطارات، تكشف أنَّ مطار طنجة ابن بطوطة استعاد أكثر من 87%، من حجم النشاط المسجل قبل الجائحة. ومن شأن هَذِهِ الحركية أن تنعكس بشكل إيجابي على المواطنين، عبر إعطائها دفعةً قويةً للرواج التجاري وسوق الشغل بالمدينة، خاصّة في ظلّ حالة الاضطراب واللايقين الَّتِي تسود الاقتصاد العالمي.

ورغم حيويته الاقتصادية واستعادة عافيته، فلا يخلو المشهد السياحي لطنجة من ظواهر سلبية وجب الوقوف عندها ومعالجتها، حتّى لا تضيع منافع الحركية السياحية على طنجة وساكنتها.

وتعمل شرطة السياحة، الَّتِي أصبحت تتعاظم أهميتها يومًا بعد يومٍ، على تأمين المناطق السياحيّة وزوّارها وبالتعامل مع المخالفات الَّتِي قد تطال السائح من قبيل التعرض للاستغلال في فندق أو مطعم أو سيارة أجرة، أو حوادث السرقة أو الابتزاز أو مضايقات أو سوء المعاملة.

وتعنى الشرطة السياحية أيضًا بالمحافظة على أمن وسلامة المجموعات السياحية في كلّ مراحل العملية السياحية، مع تأمين زيارتهم للمواقع الأثرية والسياحية، القيام بأعمال الدورية في المناطق السياحية والأثرية والفنادق من خلال الوظائف الثابتة والدوريات المتحركة والراجلة، مراقبة أداء الفعاليات السياحية ومدى مطابقتها للتشريعات، وضبط المخالفات، واتّخاذ الإجراءات العملية والقانونية اللازمة. كما تعمل فرقة الشرطة السياحية على مكافحة المتربصين بالسياح، وكذلك ضبط مُنتحلي صفة المرشد السياحي دون سند قانوني.

وبالوقوف عند الأهمية الاقتصاديّة، الَّتِي تكتسيها الفضاءات السياحيّة، وما يرتبط بها من مهن وأنشطة، فإن تأمين هَذِهِ الأخيرة وما تستقطبه من سواح يندرج ضمن الرهانات المطروحة على القطاع بعاصمة البوغاز، خاصّةً في ظل تنامي ظواهر اجتماعية جد مستعصية كالتسوّل والجريمة العنيفة، ما يستدعي بالضرورة الرفع أكثر من دعم الشرطة السياحية بالموارد البشرية والتقنية، خاصّةً أنَّ الشرطة السياحية، وبالإضافة إلى مهامّها الأساسية، انخرطت بشكلٍ واضحٍ في محاربة الجريمة بشتّى صورها وكلّ تمظهراتها، بمجال عملها ونفوذها، ما أسفر عن توقيف عددٍ كبيرٍ من المجرمين والمبحوث عنهم في قضايا جنحية وجنائية خطيرة، أحيلوا جميعًا على المحكمة المختصة.

تابعنا على الفيسبوك