تواصل معنا

سياسة

انتخابات في زمن الجائحة.. أساليب متعدد لذات المضمون‎

يبدو أنَّ الضغوطَ والرهاناتِ، الَّتِي فرضتها جائحة (كوفيد -19)، لن تقتصر على قطاعات الصحّة والاقتصاد، بل ستبلغ تفاصيل أخرى في مظاهر الحياة اليومية للمغاربة، الَّذِينَ يعملون على التأقلم مع كل هَذِهِ المتغيرات المفاجئة والمتسارعة. وفضلًا عن التحدّيات المطروحة في سبيل تأمين المحطة الانتخابيَّة لـ2021، سيعيش المغاربة مُصوّتين كانوا أم مقاطعين انتخابات بمظاهر مختلفة عن سابقتها 2015.

إذ لم يكن معهودًا في السابق، أن نتحدّث عن محطة انتخابيَّة، دون تجمعات خطابيّة، الَّتِي كان يعمل المترشّحون من خلالها على استعراض عضلاتهم الانتخابيَّة وحشد الساكنة من جهة، ومن جهة أخرى استضافة أمناء عامين ووزراء كنوعٍ من استعراض النفوذ، وبعث الرسائل السياسيَّة والانتخابيَّة.

ومن المستبعد جدًا في زمن «كورونا»، أن يسمح للمُترشّحين بتوزيع مختلف أنواع المطبوعات ومطويات الدعاية الانتخابيّة، الَّتِي كان عددٌ من الشباب ضحايا البطالة، يتحصّلون منها على حفنة من الدراهم بعد أيّام من العمل بين المقاهي والشوارع المزدحمة. ومستبعد أيضًا أن تُسيّر المسيرات الانتخابيَّة في الشوارع وبين الأزقة وتقذف الملصقات في الهواء، وتنشد ذات الشعارات البالية، لا لأنَّها بالية؛ بل لأنَّ «كورونا» لن تتيح مجالًا لذلك.

وبما أنَّ الجائحة حرمت كثيرين من الاحتفالات والأعراس، فمن المستبعد كذلك أن يُنظّم أصحاب الولائم الانتخابيَّة ولائمهم، لكنّ خدمة التوصيل المنزلي قد تكون متاحةً. وفي زمن العمل والاجتماع والندوة عن بُعد، لن تكون الحملةُ والدعايةُ الانتخابيَّة إلا عن بُعد، وهناك من الوجوه الانتخابيَّة من بدأ السباق الالكتروانتخابي مبكرًا.

وتُصنّف إحصائيات حزب العدالة والتنمية في المرتبة الأولى من حيث الحضور في الويب المغربي، فيما يُصنّف التقدّم والاشتراكيّة والأصالة والمعاصرة وفيدرالية اليسار الديمقراطي، ضمن الأحزاب، الَّتِي ولجت الشبكة العنكبوتيَّة مُبكرًا، قبل أن يلتحق بهم في السنوات القليلة الماضية حزب التجمّع الوطني للأحرار، الَّذِي استثمر بشكلٍ لافتٍ في بناء واجهة له على منصات التواصل الاجتماعيّ.

وفيما تتعاقد بعضُ الأحزاب إلى شركات مُتخصّصة في التسويق الإلكترونيّ؛ للاستفادة من خبرتها في المجال، تعتمد أحزابٌ أخرى على أعضاء شبيبتها، الَّذِينَ يشكلون ما يُسمّى بـ«اللجان الإلكترونيَّة». وذلك لتدعيم حملاتهم الانتخابيَّة وكذا استهداف رواد الشبكة العنكبوتيَّة البالغ تعدادُهم بالمغرب نحو الـ20 مليونًا أغلبهم من فئة الشباب، فيما عددُ المسجلين في اللوائح الانتخابية يُناهز الـ15 مليونًا، وأغلبهم من الفئات العمرية أكثر من 40 سنة، ومن مجموع هؤلاء لم تتعدَ نسبة التصويت في الانتخابات السابقة 53.67% على الصعيد الوطني، بينما كانت نسبة المصوتين بطنجة في حدود 37.66%.

ويُعدُّ موقع فيسبوك من أهمّ منصات التواصل الاجتماعي، وأكثرها نشاطًا، حيث يفوق عددُ مستعمليه من المغاربة الـ11 مليونًا، وهو الفضاء الَّذِي في غالب الأحيان، يستحيل لساحة حرب يتبادل فيها أنصار هَذَا الحزب أو ذاك المرشح الاتّهامات والسباب أيضًا، حيث يسعى كلُّ طرف إلى تسجيل نقاط على الآخر.

غير أنَّ أناقة التواصل من خلال الوسيلة الإلكترونيَّة، لا يعفي المترشحين وأحزابهم من سؤال المضمون الَّذِي صار مُكرّرًا وضعيفَ المصداقية، بل فاقدًا أسبابَ وجوده أحيانًا. فكيف تكون لهَذَا الفاعل الحزبي مصداقية وهو ينشد مهمة تمثيل ساكنة لم يعمل يومًا في تأطير أفرادها وهي مهمته الأولى؟

وبمَّ يمكن أن يتعهد هَذَا المنتخب المستقبلي –الَّذِي لا يكاد يتبوأ مقعده– حتّى يشهر ورقة «المحدوديات» محدودية الصلاحيات ومحدودية الميزانيات…؟

تابعنا على الفيسبوك