آخر الأخبار
الخردلي بالشنوك: يتامى وأعضاء مجالس

ملامح الحزن بادية على من وصل أوّل مرّة إلى تمثيل الساكنة بغرف ومجالس المدينة، الوافدون الجدد على المناصب، الَّذِينَ سيذوقون لأوّل مرّة طعم السلطة، ولو من باب نافذتها الصغرى، ومَن يدري ربَّما يكبر طموح هَؤُلَاءِ ويتحوّلون إلى أصحاب مناصب عُليا في الجماعات المحلّيَّة وغيرها من المجالس، الَّتِي تحتوي على أسماء لم يسبق لها أن قطعت أشواطَ تكوين في معاهد أو مؤسّسات، ما عدا سكة الانتخابات الَّتِي توصل صاحبها دون عناء يُذكر.
أغلب الأسماء التي ولجت العالم الجديد، وجوه شابة، وغالب الظنّ أنَّ بعضَها سمع عن هَذِهِ المجالس دون معرفة ما يدور في فلكها من مصائب ومكائد، وأنَّ النظرة عن قرب تختلف عن الَّتِي كان يرمق بها من سبقه إلى هناك.
واستبشارًا للخير فبعض مَن وصل يحمل كميةً من الوعي والتكوين ستُمكّنه، ولا شكّ، من سلوك معبرين اثنين لا ثالث لهما، معبر خدمة الصالح العامّ دون الاكتراث إلى عباد المناصب وسماسرة المجالس، وسيخدمه في ذلك، ولا شكّ، خبرته في العمل الجمعويّ واحتكاكه بمآسي المواطن، ومعبر ثانٍ هو الإخلاص السلبي لذوي النعمة والتحوّل من ممثّل للساكنة إلى خادم مطاع.
وما جرى ويجري مؤخرًا داخل الغرف المُغلقة لعملية الاقتراح وأساليب التحالفات، الَّتِي سلكها البعض، يُنذر أنَّ المعبر الثاني سيكون الأكبر حظًّا في هَذِهِ القسمة، وهنا سيكون على هَؤُلَاءِ الأعضاء الحذر مما وقع فيه الغراب، حين أراد محاكاة اليمامة، فلا هو احتفظ بمشيته ولا نجح في هَذَا التقليد.
وأخوف ما يمكن حدوثه في مثل هَذِهِ الحالات، أن تتّخذ هَذِهِ العينة لنفسها نموذجًا يهتدى به في عالم السياسة، وأغلب من تربّع على كرسي المجالس اليوم، لهم باعٌ طويلٌ في الهندسة الانتخابيّة والسياسيّة للمدينة، ولم يسبق لأغلبهم أن ترك للناس ما يحمد عليه.
التهافت الحاصل على هَذِهِ المجالس بهَذِهِ الحدّة، هو نفسه المطلوب في التنافس حول تنزيل برامج إصلاحية تنموية لأغلب المناطق الَّتِي فوّضت دون شعور للمنتخبين الجدد تمثيلها وإيصال معاناتها لمَن يهمّه الأمر، وتفويضها هَذَا معناه وضع الثقة في الفئة الجديدة وقطع الصلة مع السكة القديمة، الَّتِي جعلت من هَؤُلَاءِ عند وصولهم كراكيز ويتامى لا سند لهم، ولا ظهر سوى الثقة المؤقتة.
