سياسة
الخردلي بالشنوك : فئران السباق في الانتخابات منطق (تحريم اللعب)

من طرائف الانتخابات عندنا ومن فرط الحُرّية وغلبة الديمقراطية بإمكانك أن تسمع عن ولادة حزب في الساعة الأخيرة من إعلان الحملة الانتخابية، وهَذِهِ محمدة تحسب لمُهندسي التشكيلة الانتخابيّة، الَّذِينَ يبدعون في بثّ الثقة عند أشخاص لا يطلب منهم شهادةً جامعيةً أو تكوينًا معرفيًا مسبقًا أو على الأقل التوافر على نسبة ضعيفة من المستوى الثقافي العام، بل فقط هي سمات بليدة، إن توافرت في المعني بالأمر أو زاد عليها من تلقاء نفسه، فذاك عين الطلب وتختلف الطلبات بحسب المنتوج المعروض للبيع، وهَذِهِ الفئة ليست كالأكباش تُقاد إلى السوق وتنحر باحترام، بل أدوارها متعدّدة وطريقة نحرها حسب الموقع الَّذِي ستنزل فيه، إما صعقًا بالكهرباء، أو طعنًا في العلن، أو شنقًا بالفنّ.
العينات المختارة في كلّ مدينة غالبًا ما تتّسم بكثرة الكذب وتشعّب العلاقات ولو من باب التقاط الصور مع شخصيات بالصدفة، وغالبًا ما تضع نفسها موضعًا وتجعل لها من الاختصاصات ما لا يملكه وزير مُقرّب أو شخصية نافذة، ويرتفع الثمن والطلب على كلّ تجربة مرّ منها هَذَا الشخص ولو كلَّف يومًا بحمل قفة رمضان أو ساند عن غير قصد في مهمّة من المهامّ الوطنية المحدودة، ومن طرائف هَذِهِ النوازل الأسماء والرسوم، الَّتِي تعلق كلوائح انتخابية لهَذِهِ الفئة، الَّتِي تستشعر حجمها يوم الاقتراع، حين تجد أنَّ أقرب المُقرّبين إليها من الأسرة الصغيرة لا يكلف نفسه وضع علامة على صورة شخص قطع الصلة مع كلّ خصلة حميدة ووهب نفسه فأرًا للسباق في كلّ موسم انتخابي.
وبحسب اجتهادي الشخصي المتواضع جدًا، حبذا لو يُنشر هؤلاء على قارعة الطريق ليختار من بينهم من الأصلح لتمثيل نموذج فأر السباق، الَّذِي يمشي مرحًا بين الناس ويتباهى بتحقيقه منجزات ومشاريع تفوق حجم خياله الواسع، الَّذِي يوهمه أنّه ذو مكانة وسمعة وأنَّ الرضى يلاحقه من الجميع على المهام الجسام المقدمة في السرّ والعلن، ولست أدري إلى غاية اليوم أين تختفي هَذِهِ العينة مباشرةً بعد الإعلان عن نتائج الاقتراع؟ وكيف تعود بسرعة البرق دون خجل أو ماء وجه لتنخرط من جديد في مهامّ أخرى تفصل على حجمها تمامًا؟ «والله يعطينا الوجه ديالوم وخا غير في بعض الحالات».
