سياسة
الخردلي بالشنوك : طلع تأكل الكرموس هبط نحن هنا بالمرصاد

حزينة جدًا تلك التعابير المرسومة على وجه المُرشّحين الجُدد، الَّذِينَ بادروا عن حسن نية أو غيرها، إلى التسجيل في اللوائح الانتخابيَّة بصفة المرشح عن المُواطنين، والمؤسف في كل هَذَا تلك الفئة الَّتِي لم يسبق لها أن مارست أيَّ عمل سياسي، وترشَّحت باسم أحزاب لم يسبق لها أن انخرطت في أي هيئة أو مكتب، بل لم يسبق لها أن اطّلعت على مرجعية الحزب وقواعده، الَّتِي أضحت بين ليلة وأخرى خارج اللعبة السياسيّة، دون حصد نتيجة تُذكر، ما عدا نشر صورها المبعثرة هنا وهناك.
الفئة الأكثر تضررًا في هَذِهِ الأصناف، مجموعة الفاعلين الجمعويّين، الَّذِينَ امتلأت بهم لوائح المترشحين، الَّذِينَ فقدوا آخر معقل لهم، حين انسحابهم من العمل الجمعويّ والالتحاق بالسفينة السياسيّة، الَّتِي لها مهندسوها وساستُها الكبار. أغلب هَذِهِ الأسماء مُنيت بخسائر كارثية وسرعان ما تبخَّرت الوعود المُقدّمة لها كما تبخَّرت الوعود الَّتِي قدمتها لأهل الشأن قبل وقوع الاختيار عليها.
معظم هَؤُلَاءِ تمّ المناداة عليه لإكمال التشكيلة الانتخابيَّة، وتم تصريفه بنفس السرعة الَّتِي تمّ مناداته بها، ولم يتفطّن لمكر السياسيّة إلا حين انتهاء دوره الَّذِي أريد له، وهو استمالة الناخبين بحكم موقعه في العمل الاجتماعيّ، ليُعوّض مباشرة بعد حصد أصوات الناخبين، هَذَا إن حالفه الحظ، وحصد ما حصد من أصوات، لأنَّ الخريطة السياسية لا مجال فيها للعاطفة ولا ترضخ لمنطق الخطأ والصواب.
بعض هَذِهِ الأسماء قُدّمت إلى الحفلة الانتخابيَّة مُرتديةً زي الانتصار لكثرة الوعود المقدّمة لها، ولبست بعده لباس الحزن والندم، فلا هي حقَّقت وعودها للمواطنين، ولا احتفظت بصورتها الاجتماعية الَّتِي ظهرت بها لأوّل مرّة، وعسى أن تكون قد اكتسبت من تجربتها هَذِهِ مُوعظةً تهتدي بها في المقبل من الأيَّام.. والطماع ما يعبر عليه غير الكذاب وهم في الخندق سواء.
