تواصل معنا

الجهة

الخردلي بالشنوك : صحافي ومخزني وولد السوق

لم تعدْ من هيبة لصاحب قلم إلا وتمّ زعزعتها داخل المجتمع، إمَّا عبر مضايقات أو تقييد للحرّية أو انتقاص من قدره بين المجتمع، مما يفتح الباب للتطاول من قبل أشخاص لا يعرون اهتمامًا لمنصب أو لأيّ عمل إنساني قد يكون لصالحه. ما حدث مُؤخّرًا بسوق القرب بمدينة طنجة، على إثر الاعتداء على مصور صحافيّ واقتياده في الأخير إلى مخفر الشرطة، يظهر حجم الفاجعة الاجتماعيّة، الَّتِي أصبحت العديد من القطاعات تتخبّط فيها بسبب مسؤوليها والقائمين عليها اللامبالين بأحوالها وأوضاعها، الحاضرين عند كلّ غنيمة، المفترقين في المصلحة العامة.

ولعلّ أكبر القطاعات المتضرّرة في هَذَا الشأن قطاع الإعلام والصحافة، الَّذِي يتطاول عليه الجميع، ولا غرابة في ذلك، فما دام ربُّ الدار للدف ضاربًا فلماذا لا يعبث أهل البيت ويتطاول عليهم أوباش القوم وحرّاس أمنه؟!

واقعة سوق القرب تُثبت أنَّ الجسم الصحافي يحتاج إلى إصلاحات كبرى، تُغيّر نظرة المجتمع إلى هَذِهِ المؤسَّسات، الَّتِي لا راعي لها ولا مدافع، وأنَّ مزاولتها أصبحت تحمل من الخطر الشيء الكثير، خطر يحدق بها في فترات الاشتغال وما بعدها، إذ لا وجود لتفسير على تطاول رعاع السوق لمهني يمارس عمله! إن لم يدرك هَؤُلَاءِ مسبقًا ألَّا وصي لهَذِهِ الفئة ولا مدافع، وأن تعريضهم للعنف بشتّى ألوانه لا يضرّ ولا ينفع، طالما أنَّ الضرر واقع عليهم في جميع التظاهرات وأنَّ شكواهم من المضايقات اليوميّة قد تتحوّل ضدهم، وهو نفس الحاصل في الواقعة الأخيرة، إذ بعد أن حوصر المصوّر ونُعِتَ بأقبح النعوت والصفات من طرف فئة حاول بحكم ما تفرضه المهنية، نقل واقعها كما نقل من قبل معاناتها.

وإن افترضنا جدلًا أنَّ تصرف (ولد السوق) صدر عن جهل ضد المصوّر الصحافي ومن معه، وأنَّ تعامله هَذَا يعكس صورته النمطية داخل هَذِهِ البنايات، الَّتِي تتحوّل مع مرور الوقت إلى أرض مملوكة يغلب عليها منطق الغابة، فكيف أمكننا تصرف رجال السلطة الَّذِينَ حملوا معهم إلى المخفر رجلًا دعته مهنيته إلى الاصطدام مع بعض البؤساء في بقعة لا تتوفر فيها أدني شروط السلامة لا للصحافي ولا للرجل السلطة ولا لولد السوق نفسه؟!

تابعنا على الفيسبوك