الجهة
اتحاد طنجة في مفترق الطرق

يُعاني فريق اتحاد طنجة لكرة القدم –منذ عقود– ما تعانيه كرة القدم الوطنية، من خللٍ بنيويٍّ كبيرٍ، حيث غياب التدبير المؤسّساتي، وعدم وضوح الهيكلة الرياضيّة والإداريّة لبعض الفرق الوطنيّة، مع الاعتماد على التسيير الفرديّ للرئيس، الَّذِي عليه أن يحلّ جميع مشاكل النادي وأوّلها الإكراهُ الماليُّ.
لذلك ارتبطت العديدُ من الأندية المغربيّة بأسماء رؤسائها، عوض الارتباط بمنخرطيها أو تأسيس شركات لتسييرها باحترافية، فمصير الفريق مرتبط بمصير الرئيس، الَّذِي في الغالب يترك النادي غارقًا في الديون المالية.
اتّحاد طنجة ارتبط بعدّة أسماء في الماضي والحاضر، القاسم المشترك بينها أنّها تترك فريقًا هاويًا، إداريًا وماليًّا، تتركه ليبدأ من الصفر كأنه حديث التأسيس. كما يقع داخل فرق أخرى كالمغرب التطواني، حيث ارتبط بأبرون، الَّذِي ضخَّ في ميزانية الفريق أموالًا ضخمةً، جعلت من الفريق بطلًا للدوري المغربي في مناسبتين، لكنّه عندما غادر النادي هوى إلى القسم الثاني. كما أنَّ الوداد البيضاوي –الفريق العريق– يُعرف برئيسه الناصري، الَّذِي يُخطّط وينفذ ويُقرّر في الشؤون الماليّة والإداريّة والكرويّة، وشباب المحمدية بآيت منا، والمغرب الفاسي بالجامعي.. هَؤُلَاءِ كلّهم رجال أعمال استطاعوا في مدّة وجيزة تخليص فرقهم من المشاكل المادية، وقاموا بانتدابات كبيرة، لكنهم لم يعملوا على تأسيس بنية تنظيميّة قويَّة لفرقهم، لذلك تبقى هَذِهِ الفرق مُهدّدة بالتراجع إذا انسحب هَؤُلَاءِ المُسيّرون. على عكس الفرق الأوروبيّة الَّتِي تعود لمنخرطيها أو للمساهمين فيها الَّذِينَ يُقرّرون مصيرها، ويجدون البدائل في حال تطلّب الأمر تغيير رئيس الفريق، لا ينتظرون قرارًا من خارج إدارة فريقهم، بل يُسارعون إلى تكليف لجنة للإشراف على الانتخابات وتنظيم حملةٍ انتخابيّةٍ، يقوم فيها المرشحون بالدعاية لحملتهم، وإقناع الناخب المنخرط للتصويت لفائدتهم.
اتحاد طنجة اليوم، أمام فرصة تاريخيّة لبداية مشوار جديد يقترب من الاحترافيّة ويقطع مع الهواية، لا يعقل أن تحلّ مشاكل النادي في مكتب السيد الوالي، المفروض أنَّ للنادي منخرطيه وتضبطه قوانينه الداخليّة، وله جامعةٌ مشرفةٌ على القطاع. على المكتب الجديد للنادي أن يُهيكل الفريق بشكلٍ احترافيٍّ ويفتحه للانخراطات بأثمنة معقولة، تُشجّع أبناء المدينة على المساهمة في تسييره وتنمية موارده المالية وإعداد خلف لرئاسة النادي يكون من بين المنخرطين.
محمد بوزيدان
