تواصل معنا

آخر الأخبار

على مشارف الصيف.. هل استعدت الوقاية المدنية لمواجهة حوادث الغرق بشواطئ طنجة؟‎

تشهد الفضاءات الشاطئية لمدينة طنجة وضواحيها، إقبالًا متزايدًا من طرف المصطافين في ظل ارتفاع درجات الحرارة، الَّتِي وصلت معدلاتها إلى 34 درجة مئوية، وفق بيانات مديرية الأرصاد الجوية.

غير أنَّ هَذَا الإقبال المُبكّر على الفضاءات الشاطئية لم يمر دونما حوادث، حيث سجّل كلٌّ من شاطئ أشقار التابع للمجال الحضري لمدينة طنجة، وشاطئ الغابة الدبلوماسية الواقع ضمن تراب جماعة اجزناية، حالات غرق راح ضحيتها أربعة أشخاص خلال الأيام الماضية.

ومع تكرار حوادث الغرق المؤسفة، تتعالى الأصوات المطالبة بالعمل على زيادة عدد المنقذين ومعدات الإنقاذ بشواطئ المدينة لتفادي تكرار حالات الغرق الموسميَّة على غرار السنوات السابقة.

ويرى متابعون، أنَّ أسباب حوادث الغرق بشواطئ طنجة، يعود إلى اختيار بعض الشباب السباحة في شواطئ غير محروسة ويمنع فيها السباحة، خاصّةً في الفترات الَّتِي تعرف المنطقة أجواءً مُتقلّبةً، وهبوب رياح «الشرقي» القوية بشكل مفاجئ أحيانًا، فضلا عن سلوكيات فردية خطيرة، رغم افتقارهم مهارات كبيرة في السباحة، كما يسجل عدم اهتمام بعض الأسر بأطفالهم على الشواطئ.

وتُوظّف مصالح الوقاية المدنية بعمالة طنجة أصيلة، موسميًا أكثر من 250 سباحًا منقذًا، لمراقبة عدة شواطئ والحرص على عدم حدوث حالات غرق في صفوف المصطافين.

وحسب مصادر مطلعة، فإنَّ السبَّاحين المنقذين يتمّ اختيارهم عبر مباريات الانتقاء، يخضعون لتداريب وتكوينات في مجال الإسعافات الأوّلية وتدبير الإجهاد وباقي المجالات المرتبطة بالسباحة والإنقاذ، تحت إشراف مؤطرين ضبّاط وضباط الصف تابعين لجهاز الوقاية المدنية.

كما يجري تمكينهم من ألبسة خدمة مناسبة، وتعبئة عددٍ من القوارب المطاطية وجيت سكي، ودراجات كواد للشواطئ المفتوحة، غير أنّه رغم اختيار مصالح الوقاية المدينة عددًا من المنقذين، فإنَّ العدد يبدو لكثيرين أنّه غير كافٍ مُقارنةً بالمساحة الشاسعة لشواطئ عمالة طنجة أصيلة، خاصّةً أنَّ بعض الشواطئ تقع في أرض مسطحة، وهو ما يجعل من الصعوبة وضع المنقذين في نقاط متقاربة.

كما يُساهم كل ذلك في الحد من الاستفادة بشكلٍ سريعٍ وفعّالٍ من تجهيزات ومعدّات الإنقاذ، الَّتِي لا يُمكن غير أن تتناسب وعدد فرق الإنقاذ والمساحات الَّتِي تسهر على حراستها الَّتِي تمتد على طول أزيد من 109 كيلومترات، بدءًا من شاطئ الأميرالات قرب سيدي قنقوش، حتَّى شاطئ سيدي مغيث ضواحي أصيلة.

وسبق للسلطات المحلية بطنجة، أن وضعت بعدد من الشواطئ الخطيرة علامات «ممنوع السباحة» وعلامات «شاطئ غير محروس»، بينما تظل شواطئ أخرى تفتقر لهَذِهِ العلامات التحذرية إما لغيابها أو لتعرضها للتلف.

وحسب مصادر لجريدة «لاديبيش» فإنَّ أكثر حالات الغرق تُسجّل بشواطئ الواجهة الأطلسية -المصنفة شواطئ خطيرة- ومن بينها مرقالة، والغابة الدبلوماسية، وسيدي قاسم، وبعض النقط بشاطئ أشقار، بالإضافة إلى شواطئ قريبة من مدينة أصيلة، حيث تُسجّل فيها سنويًا العديد من حالات الغرق لكون مياهها عميقةً وتتميّز بالتدرجات الحادة في قعر البحر، وكذا قوة التيارات المائية غير المرئية، الَّتِي تكون في باطن البحر وتجذب الضحايا بطريقة فجائية.

تابعنا على الفيسبوك