تواصل معنا

سياسة

الخردلي بالشنوك : انتخابات السعد

بضربة حظّ، يتحوّل الشخص من فقير وبليد إلى غنيّ وذكيّ وذي قيمة اجتماعيّة، «وضربة على ضربة» يتحوّل هَذَا الكائن إلى فاعلٍ سياسيٍّ، يُقرّر في قضايا الأمّة، وله من الحقوق ما يعجز عن امتلاكه مَن لهم باعٌ طويلٌ في الدراسة والتكوين، ليس هَذَا من معجزات المصباح السحريّ، بل من عجائب انتخابات السعد، الباب الكبير الَّذِي يلج إليه كلّ من هبّ ودبّ.

وإذا قمنا بالاطّلاع على سير أغلب، مَن يوجدون اليوم أو وجدوا بالأمس بقبة البرلمان، أو في باقي المجالس الأخرى فإنَّنا سنخرج مذهولين من هول الصدمة، مُتسائلين عن الكيفية الَّتِي أوصلت هَؤُلَاءِ للظفر بمناصب حسَّاسة تُعدُّ المفتاح الرئيس للنهضة الإصلاحية المتوخاة؟ بعض هَذِهِ النماذج لم يلج يومًا بابَ مُؤسّسة تعليميّة، مُعزيًا نفسه بين مجايليه وأقرانه بأنّ الحياة أكبر معلمٍ للإنسان، مُتناسيًا أنّ مِن شروط الانخراط الصحيح في الحياة، هو التعلَّم ولو من باب معرفة كتابة الاسم، ولما لا الصفة الَّتِي يحملها.

انتخابات السعد، تُمثّل فرصة لا ثانٍ لها عند هَذِهِ العيَّنات الَّتِي تقاتل أشدّ القتال، من أجل تحقيق هَذَا المطلب الغالي والنفيس، وهنا وجبت الإشارة إلى التفرقة بين هَذِهِ الأصناف كلّ صِنف على حدة.

صنف راكم ثروةً من هنا وهناك ويريد تلميع صورته بين الناس، لتفادي إشارة الإصبع إليه من كل جهة، وصنف آخر لا يملك مالًا ولا جاهًا أوصله حظّه أو جاء في سياق سدّ الخصاص، «وضرب ولصق في بلاصتو» إلى يوم الدين، وصنف آخر وهو الأكثر حضورًا خطَّط ودبَّر منذ البداية؛ لأن يصل إلى منصب يقيه حرَّ الجوع والمحن، ولا يحتاج في الظفر به لا إلى شواهد تكوين، ولا كبير علم أو دراية، يكفي طول اللِّسان والدفاع عن الباطل بدعوى الحق «وتخراج العينين» في الوقت المطلوب.

نماذج تتجوّل اليوم في الشوارع والدروب، وتحاول بكل ما أوتيت من قوّة الحفاظ على مكتسبها الوحيد طامحة في الزيادة جاهًا ومنصبًا، ولو كلفها هَذَا بيع وجهها في كلّ دورة من دورات انتخابات السعد.

تابعنا على الفيسبوك