تواصل معنا

سياسة

الخردلي بالشنوك : انتخابات البوادي «خدم التاعس لسعد النائب الناعس»

معظم الأحزاب السياسيّة العتيدة، تعرف قيمة الانتخابات القرويّة والأهمية الكبرى الَّتِي تحظى بها هَذِهِ المناطق، عند كلّ موسمٍ انتخابيٍّ باعتبارها أوّلًا مناطق مؤهلة لنشر التنمية وتحتاج بشكلٍ دائمٍ إلى دعاماتٍ ومقوماتٍ، لا يُنفّذ منها إلا شعارات وخطابات في افتتاح الموسم الانتخابي، ثُمَّ تتلاشى عند حصاد الأصوات بصفة نهائية.

ولعلّ أغلب المناطق الَّتِي يحتدّ فيها الصراعُ السياسيُّ دائمًا، تلك الَّتِي تقع في النفوذ الترابيّ للقرى والبوادي، لا لحسن جمالها ولا رغبةً في تنميتها وَفْق البرنامج المزعوم، الَّذِي يتجوّل به الزعماء السياسيّون ويطرقون به أبواب الساكنة؛ بل للغلّة الكبرى الَّتِي تجنى بسهولة وراء تمثيل مناطق البوادي.

وعن حسن نيتهم ككلّ موسم، تستقبل الساكنة الجبليّة نوابًا وممثلين عنهم، بعضهم نسي الطرق المُؤدّية إلى المداشر لكثرة غيابه عن المنطقة طوال السنوات الَّتِي مثّلها، مُكتفيًا بمكتبه في الجماعة أو مقعدها في البرلمان، والبعض الآخر في بداية طموحه للظفر بمنصب جديد يُمثّل فيه هَذِهِ الساكنة وينهج نفس مسلك سلفه، طالما أن الأعين قليلةٌ بهَذِهِ المناطق ولا تكثر فيها معارضة أو مراقبة، يكفي تغيير الملبس والشكل أحيانًا وحفظ بعض المصطلحات السياسيّة ومخاطبة القوم بلغة خشب تظلّ سارية المفعول إلى انقضاء المدّة الزمنية للمعني بالأمر.

هَذَا التطاول، لا يعني أن أهل البادية لا يكترثون بناهب أصواتهم ولا بالمحصول الَّذِي يجنيه من ورائهم، بل ليقينهم التام أوّلًا بأنّ هَذِهِ الحال ستظلّ على ما هي عليه، وثانيًا لكثرة انشغالهم بأمور من الأحرى أن يتحرك فيها نوابهم والمسؤولون عنهم. والله يجيب الغفلة بين السياسي والمواطن.

تابعنا على الفيسبوك