في الواجهة
هل يعيد الليموري الإعتبار لشخصيات ورموز طنجة ؟

شكلت مدينة طنجة منهلا للثقافة والإبداع وسحرا يلامس الصادقين من الأدباء والفنانين والشعراء ولحدود اليوم لا تزال أرواح الشخصيات التاريخية التي مرت بطنجة واستقرت بها تحوم في سماء عروس الشمال ، أرواح هذه الشخيصيات بقيت حبيسة فكر وذاكرة وأدب لكنها لم تترجم لمجسمات أو تماثيل عرفانا لما قدموه لهذه المدينة التي قدمت لهم الكثير بدورها ، بل العكس يبدو أن أرواحا معاكسة تحاول طمس الهوية التاريخية للمدينة بدءا بتغيير ملامح أسماء أزقتها وحرمان أبرز الأماكن السياحية من نصب تذكارية لرجالاتها ونساءها .
النقاش حول إقامة التماثيل نقاش قديم جديد خصوصا وأن العمدة السابق لمدينة طنجة البشير العبدلاوب خلق الجدل بعد أن برزت مطالبات بإقامة تمثال للرحالة الشهير ابن بطوطة بمسقط رأسه العمدة السابق وبغض النظر عن مرجعيته وإديولوجيته الفكرية التي جعلت منه يطلب فتوى من المجلس العلمي لإقامة تمثال فالفتوى أو المراسلة أثارت الإستغراب لأن الجميع يعلم أن المجلس لن يجيب والواقع يكشف ذلك اليوم ، الليموري العمدة الجديد امامه خيارات متعددة لإعادة الإعتبار لشخصيات طنجة التاريخية خصوصا وأن البنية التحتية للمدينة تم تأهيلها ورأت النور مشاريع ضخمة، منها ميناء طنجة المتوسط الذي ينافس الموانئ العالمية الكبرى، ومشروع إعادة تأهيل المدينة العتيقة بالإضافة الى مشروع مارينا طنجة وغيرها أوراش لها وزن سياحي وثقافي كبيرين فلماذا لا تكون مكانا لإقامة تماثيل أحد رموز طنجة كالرحالة ابن بطوطة ، أو الروائي والكاتب محمد شكري ،المخرج الإيطالي بيرناردو بيرتولوتشي ،او إقامة نصب للكاتبين جان جيجينيه وبول بولز ؟
يبقى السؤال المطروح هل سيسير الليموري في نفس مسار العبدلاوي ويراسل المجلس العلمي أم أنه سيأخد المبادرة ويساهم في إعادة الإعتبار للذاكرة الهوياتية للمدينة وهو شئ سينعكس بالإيجاب على المدينة خصوصا وأن التمثايل والمجسمات لشخصيات تاريخية تصيح محج الزوار والسياح من كل بقاع العالم الراغبين في النبش في تاريخ طنجة نقطة التقاء الحضارات
