سياسة
هل يراهن الاتحاد الاشتراكي على «الرحل» لإصلاح ما أفسده الدهر؟

أعادت استقالة محمد الحمامي، المستشار البرلماني عن عمالة طنجة-أصيلة، والرئيس السابق لمقاطعة بني مكادة من حزب الأصالة والمعاصرة، الحديث عن احتمالات التحاقه بحزب الاتّحاد الاشتراكي. وحسب المعطيات المتوافرة لجريدة «لاديبيش»، فإنَّ الحمامي دخل في نقاش بشأن التزكية للترشح في التشريعيات المقبلة مع أحزاب الاتّحاد الاشتراكي والحركة الشعبية والاستقلال.
ويُرجّح متابعو الشأن الحزبي بعاصمة البوغاز، أن يلتحق الحمامي بحزب الاستقلال والترشّح على رأس لائحته الانتخابية، خاصّةً بعد لقاء عقده مع نزار بركة، الأمين العام للحزب. وكان الاتحاد الاشتراكي بطنجة قد ضمّ إلى صفوفه رجل الأعمال محمد كماح، ونصبّه منسقًا إقليميًا للانتخابات، فيما يظلّ الوضع داخل حزب «الوردة» ومدى استعداده غير واضح، خاصّةً مع تفجّر العلاقة بين الكاتب الإقليمي من جهة، والكتابة الجهوية وأعضاء المكتب السياسي من جهة أخرى.
وقد بلغ تأزم العلاقة بين الطرفين، حدّ التراشق الإعلاميّ، بإطلاق العنان لحرب البيانات، الَّتِي لم تخلُ من معطيات ومضامين مُثيرة، إذ اتّهم الكاتب الإقليميّ للحزب عبر الحساب الرسمي للكتابة الإقليميَّة بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، عضو المكتب السياسي مصطفى عجّاب، بتحويل أموال دعم كراء المقرّات الحزبيَّة بجهة طنجة تطوان الحسيمة لحسابه الخاص، مشيرًا إلى تلقي هَذَا الأخير سنة 2015 «مبلغ 14 مليونَ سنتيم لأداء واجب كراء مقر الحزب بطنجة، لكنه استحوذ على المبلغ…».
من جانبه نفى عجَّاب عبر تدوينة بحسابه الشخصي على موقع فايسبوك، أن يكون قد توصّل سنة 2015، ولا قبلها ولا بعدها وإلى اليوم بمبلغ 14 مليونَ سنتيم المزعوم، سواء لأداء كراء مقر الحزب بطنجة أو لأي غرض آخر، مُعتبرًا هَذِهِ الاتّهامات الَّتِي عمّمها الكاتب الإقليمي أحمد يحيى تمسّ بذمته وكرامته وصدقية انتمائه. مُشيرًا إلى أنّه يحتفظ لنفسه بحقّ اللُّجوء إلى القضاء إن اقتضى الأمر ذلك.
وفي أعقاب ذلك، أصدرت الكتابة الجهوية لحزب الوردة، بلاغًا ضمّنته «رفضها المطلق لهَذَا الأسلوب التشهيري الباطل الَّذِي أمعن الكاتب الإقليمي في الاستمرار فيه، في تحدٍ سافر لكلّ الضَّوابط الأخلاقيَّة والقانونيَّة للأنظمة الداخليَّة للحزب».
كما عبَّرت عن قلقها «عمَّا يُروجه أحمد يحيى في مواقع التواصل الاجتماعي من اتّهامات باطلة في حقّ مصطفى عجاب، من شأنها أن تمسّ ذمته المالية والأخلاقية وتنسب إليه وقائع غير صحيحة تهزّ مساره النضالي». وأصدرت على خلفية ذلك قرارًا بحلّ جميع الأجهزة الإقليمية للحزب مع تجميد عضوية أحمد يحيى في الحزب وتكليف الكاتب الجهوي محمد المموحي بالإعداد للمؤتمر الإقليمي.
وردًا على هَذَا القرار، صدر بيانٌ عن الكتابة الإقليميَّة بطنجة جاء فيه: «إن أصل المشكل لا يتعلق بملف أداء مستحقات كراء مقر الكتابة الإقليمية للحزب بطنجة، وإن النفخ في فقرة بيان اجتماع الكتابة الإقليمية للحزب ليوم الجمعة 11/01/2021، وتحميله ما لا يطيق ليس إلا لتضليل الرأي العام الحزبي وجرَّه إلى حرْبِ بلاغات للتستر على محاولات تفويت الحزب لأحد الأشخاص بطرق أقل ما يمكن قوله بشأنها إنها تخالف الضوابط والمساطر التنظيمية والنظام الأساسي والداخلي والأعراف الحزبية الاتحادية بشكل سافر وخطير».
وأضاف ذات البيان «علاقة بهَذَا الشخص الَّذِي لا نعرفه والَّذِي تصلنا معلومات من جهات حزبية، وأخرى مختلفة بالإقليم حول اتّصالاته بها، الَّتِي أكَّد ويُؤكّد لها أنَّه مُرشّح الحزب للانتخابات البرلمانية وأنَّه يحظى بدعمٍ مباشرٍ من الكاتب الأول للحزب، وأنَّه بناءً على ذلك عيّنه محمد المموحي (الكاتب الجهوي) بقرار مُوقّع باسمه وصفته منسقًا للجنة الإقليمية للانتخابات، قبل أن تبت الهيئات المخولة قانونًا وتنظيميًا في ذلك، وأنّه اكترى مقرًّا لحملته الانتخابية بشارع محمد الخامس بطنجة، وحصل على غطاء شرعي للعمل به بقرار مُوقّع من محمد المموحي (الكاتب الجهوي) يجعل فيه هَذَا المكتب مقرًا للكتابة الجهوية بطنجة، والأغرب والأدهى، أنَّ هَذَا الشخص يصول ويجول داعيًا بعض الناس للقاء حزبي سيحضره الكاتب الأول للحزب ومحمد بنعبد القادر وزير العدل بالموازاة مع زيارته طنجة لتدشين المبنى الجديد للمحكمة الابتدائيَّة بطنجة، ويجري كل هَذَا في تغييب تام للأجهزة الحزبيَّة الشرعية ولأعضاء المجلس الوطني للحزب، إضافة إلى انخراط هَذَا الشخص في تعبئة ثلاثة آلاف استمارة حزبية بالدفع المسبق؟».
وحسب مصادر لجريدة «لاديبيش» فإنَّ أحمد يحيى، وتحت ضغوط المكتب السياسي وعلى رأسه إدريس لشكر، الأمين العام للحزب اضطرّ للاعتذار في بيان مكتوب نُشر على صفحات موقع التواصل الاجتماعي ضمّنه «أنّه تبديدًا لسوء الفهم الَّذِي ترتب عن تفاعلات ما أصبح یعرف بقضية مقر الحزب بطنجة، وبعد اطّلاعي على الوثائق المحاسباتیة بالمقر المركزي، شدَّد وبكلّ أُخویة السحب والتراجع النهائي عن كل ما سبق نشره بهَذَا الصدد مع «تقدیم اعتذار أخوي لكلّ الإخوة الَّذِينَ لحقهم ضرر مما نشر وفي مقدمتهم، أخونا مصطفى عجاب عضو المكتب السياسي لحزبنا».
