مضيق جبل طارق
هل تقتدي المندوبية الإقليمية للصيد البحري بنظيرتها في الأندلس وتقدم منحًا مالية لمهنيي قطاع الصيد البحري؟

يُعاني مهنيّو الصيد التقليدي بطنجة، من وضع اجتماعيّ واقتصاديّ، جد صعب يتطلّبُ الدعم من طرف المندوبية الإقليمية للصيد البحري، وكذا طرح إجراءات من طرف الوزارة الوصية على القطاع لدعم الصيادين، الَّذِينَ يعانون في صمت، ناهيك عن تأهيل البنية التحتية الضرورية وضمان العيش الكريم وتفعيل برنامج انخراط البحَّارة في صندوق الضمان الاجتماعي، الَّذِي يُمثّل أحد أهمّ الأولويات الملحة نظرًا لحرمان مئات البحَّارة من الاستفادة من خدماته.
وبالرغم من أنَّ قطاع الصيد البحري بعاصمة البوغاز يُمثّل أحد أهمّ القطاعات الحيويّة، ويُشغّل يدًا عاملةً ليست بالهينة، فإنّ مهنيي الصيد لا يزالون يعانون مجموعةً من الإشكالات، الَّتِي تُؤثّر سلبًا في مداخيل البحارة، خاصّةً بعد أن كشف الوباء الاختلالات الكبيرة، الَّتِي يتخبّط فيه القطاع ويتحمّلها الصيّادون، من بين أبرز الإشكالات الَّتِي ظهرت عدم الاستفادة من صندوق «الدعم» مقابل استفادة «المضاربين والوسطاء» ما جعل عائدات «السمك» تجد طريقها لجيوب أشخاص خارج منظومة قطاع الصيد.
بالمقابل وعلى بُعد كيلومترات قليلةٍ من مدينة طنجة، تبنّت السلطات الأندلسيّة، تدبيرًا للدعم المباشر لقطاع الصيد البحري المتأثر بانتشار الطحالب الآسيويّة في مضيق جبل طارق والساحل الغربي لألميريا، بحيث من المتوقع أن تستفيدَ السفنُ الموجودةُ بالمنطقة، وكذا الصيّادون من مساعدات ماليّة.
وتفتتح وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والثروة السمكية والتنمية المستدامة، الثلاثاء المقبل، فترة 15 يومًا لتقديم طلبات المساعدة لقطاع الصيد البحري المتأثر بانتشار الطحالب الآسيويّة على الساحل الأندلسي، بحيث نشرت الجريدة الرسمية للمجلس الأندلسي الدعوة الاستثنائية لهَذَا النوع من الإعانات الممنوحة بميزانية قدرها 1.5 مليون يورو.
ووَفْق المعطيات المتوفرة للجريدة، سيكون الحد الأقصى لمبلغ المساعدة للسفن المتضررة من وجود الطحالب 100 يورو لكلّ يوم بحد أقصى 4000 يورو لكلّ سفينة، دون أن تتمكّن الشركة المالكة للسفن الَّتِي لديها العديد من السفن المتضرّرة من تجاوز 30 ألف يورو كمنحة.
المنحة المقدمة من طرف السلطات الأندلسيّة، من المتوقع أن تواكبها إجراءاتُ دعم من الحكومة الإسبانيّة، خصوصًا بعد تسجيل انخفاض دخل الأسطول الأندلسي؛ بسبب تراجع أو استحالة مزاولة نشاطه في ظلّ الظروف العادية، نتيجة تكاثر الطحالب الآسيويّة، إذ يعيش الصيّادون وضعًا صعبًا يحول دون القيام بنشاطهم؛ لأنَّ شباكهم تمتلئ بالطحالب بدلًا من الأسماك.
