آخر الأخبار
نقابة الصيدليات.. صيدلي لامسؤول يُربك نظام الحراسة بطنجة

مقابلة مع السيّد زروق مصطفى، رئيس نقابة الصيادلة بطنجة، الَّذِي يُسلّط الضوء على واقع هَذَا القطاع ومشكلاته الحقيقيّة، في الآونة الأخيرة، ثار بعض الصيادلة على النقابة، لماذا وماذا يحدث بالضبط؟
يتعلّق الأمر بصيدلي في نزاع مع زملائه والسلطات، وأوقف فيما بعد يومين أو ثلاثة بسبب مشادة مع قائد بالدائرة، الَّتِي ينتمي إليها سنة 2013، وبفضل تدخل النقابة لدى وكيل الملك وتهدئة الوضع مع المشتكي سحب الأخير شكواه، وفي سنة 2017، مثل أمام مجلس تأديبي وحكم عليه بالإغلاق لمدة شهر، لعدم امتثاله للجداول الزمنية والحراسة.
وتجدر الإشارة، إلى أنّه دائمًا ما كانت نقابة طنجة وفيةً بالتزاماتها، وهي أوّل نقابة للصيادلة بالمغرب، إذ في عام 1930، قدَّم صيادلة طنجة لائحة تأسيس نقابة الصيادلة بطنجة لترسيخ الإنجازات وتنظيف المهنة، ومنذ ذلك الحين، حرصت نقابة طنجة على تحقيق هَذَا الهدف.
- يشتكي أهالي طنجة من الازدحام في صيدليات الحراسة.. كيف تُفسّر هَذَا الوضع؟
هَذِهِ حالاتٌ استثنائيّةٌ، يحدث هَذَا النوع من المواقف عندما تتزامن عطلة نهاية الأسبوع مع عطلة وطنيّة أو دينيّة، وتمتدُّ الحراسة إلى أكثر من يومين. ولكن الصيدليات ذات الموقع الَّتِي يسهل الوصول إليه فقط هي الَّتِي تتعرّض للضغط، حيث إنَّ من بين الصيدليات العشر العاملة، غالبًا ما ينتهي الأمر بثماني صيدليات فارغة.
- لماذا لا تقوم في الاتحاد من الزيادة في عدد صيدليات الحراسة؟ وما الَّذِي يمنعكم من القيام بذلك؟
أوّلًا، هو قرار ناتج عن اتّفاق بين السلطات المحلية ونقابة الصيادلة، ويجب على هَذَا الأخير الرجوع إلى الهيئة العليا، أي جمعيته العامة، للبتّ في مثل هَذَا القرار المهمّ، الَّذِي يُؤثّر في جميع صيادلة المدينة.
نقابة الصيادلة بطنجة تأخذ دائمًا في الاعتبار الزيادة الهائلة في عدد سكان المدينة، أولًا، تم توفير الحراسة من قبل مستودع ليلي، الَّذِي أصبح يزوّد 3 صيدليات، ثم 4 صيدليات، وحاليًا هناك 6 صيدليات تعمل كلّ ليلة.
بعد ذلك، يجب ألا نُقلّص من جانب الربح، ليس فقط من الناحية الاقتصاديَّة، ولكن أيضًا من الجانب الإنساني. لكن غالبية الصيدليات تقوم بالواجب، ومع ذلك ستجد من لا تُغطي مصاريفها بسبب عدم الإقبال الكبير للزبناء حتّى في الأوقات الطارئة.
جانب آخر مهمُّ يجب أخذه في الاعتبار، وهو الجانب الأمني، لأنّ أكثر من 60% من طواقم الصيدليات من النساء.
- ماذا تقول للصيادلة الراغبين في تحرير ساعات العمل؟
أوّلًا، إنَّها حالة أقلية صغيرة جدًا من الصيادلة الَّذِينَ يطالبون بهَذَا النوع من التحرير (بين 5 إلى 10). يوجد في طنجة حاليًا حوالي 400 صيدلية، وقد اتّفق الغالبية على مواعيد الافتتاح والإغلاق الحالية من 9 صباحًا إلى 1 مساءً ومن 4 إلى 8 مساءً.
لذلك خارج هَذِهِ الساعات، لا يمتلك الصيادلة الموارد البشريّة أو الاقتصادية للتعامل مع ساعات العمل الطويلة.
- ماذا تقدم تجارب الدول الأخرى؟
في إسبانيا، وفرنسا، وبلجيكا… في جميع هَذِهِ البلدان، تُدفع صيدليات الخدمة مقابل العمل خارج ساعات العمل. في فرنسا، هناك زيادة عند الطلب أعلى أحيانًا في سعر المنتجات المشتراة في الليل.
حتّى في المغرب يوجد سعر الليل في العديد من الخِدْمات، سيارات الأجرة، الأطباء، إلخ. يتم الدفع بزيادة في جميع القطاعات تقريبًا، باستثناء الصيدلي. ومع ذلك، فإنّ مُوظّفينا، وفقًا لقوانين العمل، يتقاضون رواتبَ إضافيةً، مقابل العمل الإضافي.
- لماذا يوجد في أوروبّا صيدليات تعمل على مدار الساعة؟
القانون الحالي يسمح لهم بالقيام بذلك، ولكن هَذِهِ الصيدليات قليلةُ العدد، خلافًا ذلك فإنّ غالبية الصيدليات لديها نفس الجدول الزمني لدينا.
ويُطلب من الصيدليات الَّتِي تعمل على مدار الساعة، طوال أيّام الأسبوع، أن يكون لديها ما لا يقل عن 7 أطباء في الصيدلة للحصول على هَذَا النوع من التفويضات أو الامتيازات.
- هل لديك رسالة أخيرة للرأي العام؟
نعم لدي رسالتان: واحدة لمواطني طنجة والأخرى لصناع القرار السياسي. رسالتي للمواطنين تجنّب ترك شراء الأدوية في المساء، لأنَّ 90% من الأدوية المُباعة في الحراسة هي أدوية غير طارئة يمكن أن يحصلوا عليها، خلال ساعات العمل من جميع الصيدليات في طنجة، لأنَّ الحراسة خُصصت هي للحالات المستعجلة.
الرسالة الأخرى مُوجّهة إلى البرلمانيّين وصانعي القرار، أود إخبارهم أنَّ القطاع المهني (الصيدلة) يواجه حاليًا صعوبات والعديد من الصيدليات مُفلسة أو على وشك الإفلاس. كان لانخفاض أسعار الأدوية منذ العقد الأخير تأثيرٌ سلبيٌّ في قطاع الصيدلة، وبلغ الانخفاض لنسبة تجاوزت 50% مما أثر سلبًا في معدل تناوب الصيادلة.
بالرغم من الطلب المتزايد على الأدوية خلال فترة الوباء، فمن المفترض أن يزداد معدل التناوب عند الصيدليات، ولكنه يظل مستقرًا نظرًا لانخفاض أسعار الأدوية. وأدى هَذَا القرار السياسي إلى تدهور قطاع الصيدلة لدينا بشكل غير مسبوق، وأضعفت المشاكل الصيادلة بسبب العوائق الَّتِي تمنعهم من ممارسة مهنتهم بكرامة.
مقابلة أجراها عبد السلام ردام
