مقالات الرأي
نصيب الثقافة المنسي عند مرشحي طنجة الكبرى

مَن يُخفّف عن طنجة سوء حظّها الثقافي، بعد أن تصدّر مجالس مسؤولياتها أصحاب العقارات ورجال المال والأعمال والسياسة، وكلّ من هبّ ودبّ، ما عدا مَن يحمل لواء الهمّ الثقافي بالمدينة، وهم المحافظة على المكتسبات المحقّقة بهَذَا المجال طوال السنوات الماضية.
فبعد أن تحقَّق لها ما تحقَّق من بنية ثقافيّة مهمّة، عبر حيازتها فضاءات ومؤسّسات وبُنى تحتية تعزز الوجه الثقافي للمدينة، ها هي اليوم تستثنى من الحصة الثقافية في برامج المرشحين، الَّذِينَ ينظرون إلى الثقافة بعين المهرجانات الموسيقيّة أو المهرجانات، الَّتِي تستر عيوب الميزانيات الضخمة الموزعة هنا وهناك.
بطنجة اليوم، خليطٌ من أجناس مختلفة تربع على عرش المجالس، ولم يحوز اسمٌ ثقافيٌّ واحدٌ على عضوية في هَذِهِ المؤسّسات، ناهيك عن ترأسها لإحداها، جميع مَن ظفر بهَذِهِ المناصب لم يسبق له من قبل أنّ مثَّل المدينة في مناسبة ثقافيَّة، ولا تربطه أيَّ صلة بهَذَا الشأن، ما عدا بعض الأسماء الَّتِي عرفت بمتابعتها لبعض البرامج الثقافية هنا وهناك، ولا تُمثّل في الظرفية الحالية مسؤولية تُمكّنها من الدفاع عن الشأن الثقافي للمدينة.
ما تحتاجه طنجة اليوم، ليس كثرة المجالس المنتخبة ولا كثرة الغرف المتفرعة عنها، ولا جميع هَذِهِ الأسماء المتصدّرة، ما تحتاجه المدينة اليوم هو إنزال برنامجٍ ثقافيٍّ يتساوى مع حجم ما وصلت إليه المدينة في مجال العمران والبناء، ما تحتاجه المدينة هو وضع البرنامج الثقافيّ ضمن أولويات البرامج المُسطّرة، الَّتِي لا ينجز منها إلا القليل، ما تحتاجه المدينة اليوم إحداث منصات ثقافيّة جديدة تفتح للمبدعين في شتّى المجالات، وينتقى منهم من هو أهل للتدبير، هَذَا الشأن الَّذِي لا يختلف عن غيره من القطاعات الأخرى.
من تصدّر مجالس المدينة، وجب عليها مصاحبة أهل الثقافة وفتح حوارٍ جادّ وفعَّال للنهوض بالمجال الثقافيّ واسترجاع بريقه، الَّذِي غُيّب في فترة الجائحة، واستمرَّ هَذَا الغياب في فترة الانتخابات، والظاهر أنّه سيغيب بعد هَذِهِ الفترة إذا لم تستدعِ الهيئات الثقافية وإشراكها في البرنامج التنموي الجديد.
