في الواجهة
نداء لعمدة مدينة طنجة وباقي المسؤولين.. أنقذوا المشردين بشوارع المدينة

تعيش طنجة –على غرار عددٍ من المدن المغربيَّة– موجةَ برد قارس، لدرجة أنَّنا لم نعد نحتمل هَذَا البرد، بالرغم من توفّر العديد مننا على غطاء ناعم وأفرشة ساخنةٍ ومنزل يأوينا، بالمقابل نجدُ العشراتِ؛ بل المئات من الأشخاص، منهم قاصرون وعجزة مردون في أزقّة «طنجة الكبرى».
إنَّ مدينة طنجة، انطلاقًا من يوم أمس الأحد 10 يناير إلى غاية 24 منه، تعرف درجات حرارة جدّ باردة، فمن المُتوقّع أن تصل الدرجة يوم الأربعاء المقبل 4 درجات، وتُسجّل في المتوسط 8 درجات خلال الأسبوعين المقبلين، إن صعوبة برودة الطقس تزداد مع حظر التجوال، خصوصًا أنّه مع حدود الساعة التاسعة مساءً يصبح التجوال محظورًا بالمدينة، فما المصير الَّذِي ينتظر مئاتُ الأشخاص المُشرّدين خلال هَذِهِ الفترة الشديدة البرودة؟
قد يبدو الوضع في طنجة غير مخالفٍ لما هو عليه في بعض المدن المغربيَّة الكبرى، لكن في ظلّ غياب أيِّ اهتمام من طرف السلطات المُنتخبة، يصبح سؤالًا جوهريًا، خصوصًا إذا ما علمنا أنَّ جمعيات المجتمع المدني –الَّتِي كانت تدعم هؤلاء المُشرّدين خلال السنوات الماضية، آخرها سنة 2020، من خلال توزيع الملابس والأغطية– أصبحت مسؤوليتهم صعبة في ظلّ حظر التجوال ليلًا، وما عاشته البلاد أيضًا من أزمات في ظلّ انتشار جائحة فيروس «كورونا» منذ مطلع شهر مارس الماضي.
لكنّ أسوأ ما في الأمر، هو الغياب النهائي للسلطات المُنتخبة، فعمدة طنجة بمعية نوّابه –على ما يبدو– لا يقلقهم وضع الأطفال والعجزة المُشرّدين، في الوقت الَّذِي كان من المفروض أن يجدوا حلولًا سريعةً لهَذِهِ الفئة؛ تفاديًا لكارثة موت العديد منهم.
فإيجاد الحلّ للمُشرّدين –خصوصًا في هَذِهِ الموجة الصعبة من البرد– لا يبدو أمرًا مستحيلًا، خصوصًا أنَّ المدينة تتوفر على قاعات مغطاة، وعلى مُخيّمات يمكن أن تأويهم على الأقل في الوقت الراهن. إن التفكير في خلق مشروع يأوي العشرات من العجزة في مدينة تُعدُّ القطب الاقتصادي الثاني ليس أمرًا مستحيلًا، خصوصًا في ظلّ وجود مؤسَّسات مواطنة ورجال أعمال من أبناء المدينة، وشركات أجنبيَّة كبرى واقتصاديّين وسياسيّين، فقط تنقص الإرادة لعمدة المدينة ولمجلسه المُسيّر.
