تواصل معنا

ثقافة

مهرجان «معالي الوزير».. تهميش لطاقات المنطقة و«استيراد» غالبية المشاركين من المركز!

انطلقت مساء أمس الجمعة 29 أكتوبر من الشهر الجاري، الدورة (42) من مهرجان أصيلة الثقافي الدولي، في ظرف سياسي محتقن على المستويين الوطنيّ والمحليّ، خصوصًا بعد مرور استحقاقات 8 شتنبر الماضي، أو الوضع الراهن بعدما قرَّرت الحكومة المغربيّة فرض جواز التلقيح. وعلى المستوى المحلي فشل وزير الخارجية السابق «محمد بن عيسى»، في أن يحسم لنفسه مقعد رئيس مجلس المستشارين، الَّذِي كان يحلم ويطمح به، أو من خلال السلوك الخطير الَّذِي نتج منه كرئيس لمجلس البلدي بأصيلة، عندما وصف أحد مستشاري المعارضة بالدورة الاستثنائية بالوقح والكلب، فقط لأنه خالفه الرأي.

الدورة (42) تأتي في ظروف عديدة، أوّلاها أنَّ المهرجان من هَذَا الحجم، لم يعد بالنفع على المدينة، فهو لا يُحقّق رواجًا اقتصاديًّا بالتساوي بين العاملين في قطاعات مختلفة، بل أتباع بن عيسى هم من يحددون مَن يستفيد من غيره. من جهة، ومن جهة ثانية المهرجان لا يلعب دور الترافع من أجل جلب استثمارات حقيقية قادرة على تطوير دور التنمية والاستثمار في البشر، بدل الاستثمار في مجالات لا تعود بالنفع على ساكنة أصيلة، الَّتِي ظلّت لسنوات تنتظر إنجاز المنطقة الصناعية لعلّها توفر مناصب شغل لشباب أنهكته البطالة وتناول المخدرات.

مهرجان أصيلة، الَّذِي يصرف عليه الملايين عديدة، أصبح يُوفّر فقط فضاء للتواصل، ما دامت غالبية المواضيع والندوات لا تناقش الشأن المحليّ، ولا تتطرق له بصفة نهائية، فحتّى الندوات الأخرى لا تعود بالنفع على المدينة، لأنَّ خلاصاتها لا تتحوّل إلى توصيات يتم متبعتها ومواكبتها من أجل تفعيلها، كما أنَّ غالبية المشاركين والحضور هم من خارج المدينة، بل حتّى الصحفيين والطاقم الإعلامي، يُجلب من المركز، كما أنَّ على المستوى الإقليمي والجهوي، لا يتوفر على منابر إعلامية قادرة على ابراز إشكالات حقيقية تعيشها أصيلة، وتربطها بالنقاشات الحاصلة داخل المهرجان، لعدل تترافع بشكل يجعل المدينة تستفيد من إصلاحات كفيلة بتنمية البشر وتوفير لهم شروط العيش أفضل.

مهرجان أصيلة، بدأ يفقد لمعانه ومع فقدانه لهذا اللمعان، بدأت الأغلبية المسيرة أيضًا، تفقّد أيضًا أغلبيتها الساحقة، الأمر الَّذِي ينذر أنَّ أنصار بن عيسى لن يستطيعوا، مستقبلًا، أن ينتجوا أغلبية ساحقةً للحفاظ على ما تمّ مراكمته خلال أربعة عقود مضت.

تابعنا على الفيسبوك