ثقافة
مهرجان أصيلة الدولي.. ما بين إقصاء المثقف الزيلاشي والإعلام الجهوي

على بعد يومٍ واحدٍ من انطلاق الدورة (43) من مهرجان أصيلة الدولي، المُنظّم من طرف مؤسَّسة منتدى أصيلة، الَّتِي يرأسها الأمين العام، محمد بن عيسى، تميّزت هَذِهِ الدورة من تغييب أبناء أصيلة في جُلّ محاور المهرجان، الَّذِي يمتدّ ما بين 16 أكتوبر الجاري و6 نونبر من الشهر المقبل.
المهرجان الَّذِي ستُعقد ندوته الافتتاحية بعنوان: الحركات الانفصالية والمُنظّمات الإقليميَّة في أفريقيا، بين 16 و18 أكتوبر. أمَّا الندوة الثانية، فتنظّم بشراكة مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، حول موضوع: «الأمن الغذائي في إفريقيا في حقبة الحرب بأوكرانيا»، يوم 19 أكتوبر، وتقوم بتسيير الندوة السيدة نسمة الجرندي، الخبيرة في التنمية المستدامة. يعرف إقصاءً مُمنهجًا للمثقف الزيلاشي، وكأن المهرجان يُقام في مدينة أخرى غير مدينة أصيلة، الَّتِي منحت كلّ الشروط لإنجاح مهرجان ثقافي بهَذَا الشكل.
وإذا كان المهرجان، خصوصًا في نسخة الخريفيَّة، يعرف إقصاء للمثقف الزيلاشي، فإنَّ المهرجان يشهد إقصاء للصحافة الجهوية والمحلية، إذ مازالت إدارة مؤسَّسة منتدى أصيلة، الَّتِي يترأسها وزير الخارجية السابق، محمد بن عيسى، تنهج سياسة الإقصاء والتهميش للمنابر الإعلاميَّة المحلّيَّة والجهوية، لتكرس بذلك سياسة المنع من ولوج المعلومة، الَّتِي يُؤكّد عليها الدستور المغربي.
ففي الوقت الَّذِي يجب أن يكون الانفتاحُ الدائمُ على المقاولات الإعلاميَّة المحلّيَّة والجهويَّة بشمال المملكة، الَّتِي من شأنها أن تلعب دورًا رائدًا في خلق إشعاع كبير لمدينة الثقافة والفنون، ما دامت أصيلة تنتمي لشمال المملكة، لكنَّ سياسة الإقصاء الممنهجة بشكلٍ مُستمرٍّ، الَّتِي يتقنها المسؤول عن الإعلام بذات المؤسّسة تسبَّبت في خلقٍ قطيعةٍ ما بين مسؤولي المهرجان والمنابر المحلية والجهوية، الَّتِي تبذل مجهوداتٍ كبيرةً في التعريف بالمدينة وبالمؤهلات الَّتِي تزخر بها على المستوى الثقافيّ والسياسيّ، حتَّى تقلع المدينة وتلتحق بالركب التنمويّ، الَّذِي يشرف عليه صاحب الجلالة بنفسه.
فخلال إعلان إدارة المنتدى عن موعد انطلاق الدورة (43) لمهرجان أصيلة الدولي، تفاجأ عددٌ من المهتمّين والإعلاميّين من هَذَا التعامل «البربري» وغير المفهوم، فعلى مدى مدّة طويلة من عمر منتدى أصيلة، سُجّل إقصاء عددٍ كبيرٍ من المنابر الإعلاميَّة والاعتماد في بعض الأحيان على منبر أو منبرين كأقصى حد، ليتمّ التأكيد أنَّ مهرجان أصيلة غير مُوجّه للساكنة الزيلاشية وللمنابر الجهويَّة والمحلّيَّة.
والغريب في الأمر، أنَّ هَذِهِ السياسة الدائمة، الَّتِي تُعبّر عن «رعونة» كبيرة، لا يتمُّ فيها إشراك رئيس المؤسّسة، الَّذِي كان حريصًا دائمًا على التواصل وإعطاء المكانة الحقيقيَّة للإعلام الجهوي والمحلّي، فهل أصبح هَذَا المسؤول الإعلامي فوق الكل؟ ولماذا يحرص على توريط رئيس منتدى أصيلة؟
الجدير بالذكر، أنَّ مهرجان أصيلة ظلَّ دائمًا يعتمدُّ على الإعلام العمومي، أيْ القنوات والإذاعات العمومية، بالإضافة للإعلام الموجود بالخليج العربي وإعلام مدن الخليج، وبعيدًا عن إعلام القرب، رغم أنَّ الحفل الختامي للدورة (42) من مهرجان أصيلة الدولي لم يُسجّل تغطية إعلام المركز والخليج العربي، في الوقت الَّذِي حضر فيه الإعلام المحلّيّ والجهوي الَّذِي يؤمن بالعمل عن قرب.
