مقالات الرأي
من هنا يبدأ الإصلاح

لا حديث للناس اليوم إلا عن خطط الحكومة المقبلة، وإمكانية النجاح أو الفشل في تحقيق البرامج الانتخابيّة، الَّتِي أطلقتها هَذِهِ الأحزاب أيَّام الاستحقاق كميثاق شرف يربطها بين الناخب واقتراعات الصندوق.
اليوم وبعد أن أُعلنت ملامح تشكيل الحكومة، بات من الواجب على من حمل لواء الأغلبية، أن يُسارع الزمن للكشف أوّلًا عن برنامج إصلاحه ومدى توافقه مع باقي الهيئات الأخرى، الَّتِي كانت في الأمس القريب تنافح عن برنامجها وتدعي أفضليته عن غيره، في منافسة ديمقراطية لا يمكن الجزم بنجاحها قبل التعرَّف على بوادر الإصلاح الموعود.
ما ينتظره المواطنون جميعًا، ليس الالتفاف لأجل إعلان التحالف وإبداء مظاهر الفرح، فهَذَا سابق لآوانه، بل المنتظر هو الالتفاف حول حقول الإصلاح. والإسراع في تشكيل حكومة، والتعثّر في ذلك لا يعد معيار للنجاح أو فشل التجربة بقدر ما يعني تمهيد الطريق بحظّ أوفر وعدم الاتّكال على شعارات التجاذب السياسي وتحميل مسؤولية طرف دون غيره، وهَذَا أوّل مفاتيح الإصلاح.
ملامح التفاؤل الَّتِي أبداها زعماء الأحزاب المنتصرة في اقتراع 08 شتنبر والمشكلة للأغلبية، لا يجب أن تمحى في الأسابيع المقبلة، كي لا يتكرّر نفس الإحباط بنفس السيناريو، ونحصد نفس النتائج، بل وجب تضافر جميع الجهود والتحلّي بالحكمة والتبصّر، وعدم الإكثار من الوعود الَّتِي يتطلّبُ إنجازُها وقتًا طويلًا، وأن تتوافق هَذِهِ البرامج مع الإمكانيات المتاحة الَّتِي يشوبها الكثير من العراقيل، لا سيَّما في القطاعات الَّتِي لقيت ضررًا كبيرًا بسبب أزمة (كوفيد -19).
الإصلاح الَّذِي ينتظره الناس اليوم لا يحتاج إلى كبير توضيح أو إلى كثرة دراسات حول مكامن الخلل، فبإمكان المواطن البسيط أن يتحدّث اليوم عمَّا يراه مناسبًا لمعالجة واقعه الاجتماعي، الكل متوافق اليوم على الهيكلة الإصلاحية الَّتِي ينبغي أن يلتزم بها المجلس الحكومي الجديد، خاصّةً أنَّ من تصدّر المجلس له مشاركات سابقة في الحكومات الماضية، الَّتِي تلقت جوابًا مقنعًا من أبناء المجتمع.
ما يهم المواطن اليوم هو تدارك الأخطاء السابقة والإسراع في إيجاد حلول بديلة تصبّ رأسًا في المصلحة العامة، وسواء أنجزت الوعود المتفق عليها سلفًا أم لم تُنجز فقد أصبح للشارع اليوم من يمثله ولو من باب المشاركة.
