تواصل معنا

في الواجهة

من مدينة مهمشة إلى مدينة ألهمت العالم.. هكذا أصبحت طنجة في عهد الملك محمد السادس

 يحتفل المغرب، يوم الغد الأحد 30 يوليوز الجاري، بمرور 24 سنة على تولي الملك محمد السادس -نصره الله- عرش المملكة المغربية، وهما عقدان من الزمن تغيّرت فيهما الكثير من ملامح المغرب في شتّى المجالات، الاجتماعية والاقتصاديّة والسياسيّة والرياضيّة.

وإذا كان الاقتصادُ هو المُحرك الأول لكلّ التغيرات السياسيّة والاجتماعيّة، فإن المغرب شهد في عهد محمد السادس ثورةً وقفزةً عملاقة في المشاريع الاقتصادية الَّتِي عرفتها البلاد، وهي مشاريع استهدفت البرّ والبحر في عددٍ من جهات المملكة ومدنها، أبرزها مدينة طنجة، الَّتِي تغيّرت ملامحها بشكل كلي.

فقد شهدت فارس البوغاز، بعد اعتلاء الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية سنة 1999، تحولاتٍ كثيرةً، نقلتها من مجرد مدينة عادية مهمّشة في فترة الراحل الحسن الثاني -رحمه الله- إلى واحدة من أكبر المدن المغربية وأفضلها، عادت لتجد ألوانها الزاهية في عهد نجله الملك الحالي، محمد السادس، حتّى أنَّ «جوهرة الشمال» صارت بمنزلة عاصمة ثالثة للمملكة، بعد الرباط العاصمة الإدارية، والدار البيضاء العاصمة الاقتصادية. إذ شهدت فترة الملك محمد السادس إنجاز العديد من المشاريع في طنجة، غير أنّ هناك مشاريع كبرى أسهمت بشكلٍ كبيرٍ في جُلّ التحولات الَّتِي عرفتها المدينة اجتماعيًّا وديموغرافيًّا واقتصاديًّا، لدرجة أصبحت طنجة ثاني قطب اصطناعي بالمغرب، ومن أبرز أربع المدن السياحية وطنيًّا.

  • مشروع طنجة الكبرى

مشروع طنجة الكبرى الَّذِي أعطى الملك محمد السادس انطلاقته في 2013، كان له الأثر الأكبر في تغير ملامح طنجة في مجال البنية التحتية نحو الأفضل، خصوصًا أنَّ المشروع رُفع سقفه إلى 9 ملايير درهم بعدما ما خصّص له 7 ملايير درهم؛ إذ جهزت الطرقات وحُسّنت، وبُنيت الأنفاق الأرضية، وأصلحت الشوارع والفضاءات العمومية، وشُيّدت الأسواق والمراكز التجارية الكبرى وعدد من المرافق الأخرى.

لكن أبرز منجزات مشروع طنجة الكبرى، الَّتِي أعطت صورة أخرى مغايرة لمدينة طنجة، هي إعادة تأهيل ميناء المدينة وتحويله إلى مارينا وإعادة تهيئة الكورنيش، وهما إنجازان غيّرا من صورة المدينة بشكل كلي.

فمشروع طنجة الكبرى، هدف إلى تحويل طنجة من مدينة عادية إلى مدينة تُعدُّ من كبريات حواضر البحر الأبيض المتوسط المنطقة المعروفة بالتسامح وبتلاقح الثقافات، كيف لا وطنجة مدينة ضاربة في القدم، وهي مهد الحضارات الَّتِي آمنت منذ القدم باختلاف الثقافات والحضارات، إذ فتحت ذراعيها لجُلّ الحضارات الَّتِي شهدها العالم.

فمشروع طنجة الكبرى أسهم -بشكل كبير- في تطوير طنجة بنيويًا واقتصاديًا واجتماعيًا، لتصبح مدينة تنموية بامتياز، وفي هَذَا الصدد يقول أمحجور عبد النبي: «مشروع طنجة الكبرى حول المدينة -بشكل كلي- من مدينة مهمشة إلى مدينة زاهية قادرة أن تمزج بين كل ما هو سياحي واقتصادي، دون أن تفقد هويتها».

وأضاف ذات المتحدث، مشروع طنجة الكبرى، الَّذِي حظي بعناية مولوية كبيرة، استطاع أن يبرز مؤهلات طنجة السياحية والطبيعية والجغرافية، الأمر الَّذِي جعلها اليوم من أبرز المدن المغربيّة، بل من أبرز المدن العالميّة، الأمر الَّذِي لم يلامسه المغاربة في فترة ما قبل 2000.

  • مصنع رونو نيسان

افتتاح مصنع رونو نيسان بالمنطقة الصناعية طنجة المتوسط في سنة 2012، يُعدُّ بمنزلة الشرارة الَّتِي دفعت بالنمو الديموغرافي الهائل الَّذِي عرفته المدينة.

المشروع وفَّر أزيد من 6 آلاف فرصة شغل، وأسهم في جلب العشرات من الاستثمارات العالمية في قطاع السيارات، ما يعني استقطاب الآلاف من اليد العاملة.

انتعاش فرص الشغل بطنجة رفع الهجرة إليها من كل مناطق المغرب، الأمر الَّذِي إلى نمو ديموغرافية طنجة، لتصبح من أكبر المدن المغربية من حيث النسمة السكانية.

يُعدُّ هَذَا المصنع الضخم، الَّذِي شُيّد على مساحة 280 هكتارًا، أحد المكونات المندمجة للمشاريع المهيكلة، الَّتِي تشمل على الخصوص ميناء طنجة المتوسط، الَّتِي تروم مواكبة التنمية الاقتصادية للجهة الشمالية للمملكة. وسيمكن هَذَا المشروع النموذجي، المغرب من أن يتحول إلى قطب صناعي متخصص في مجال السيّارات، على المستوى الإقليمي.

وفضلا عن الجوانب المرتبطة بالإنتاج، فإن مصنع رونو – نيسان طنجة سيعد الأول من نوعه في العالم في مجال محاربة التلوث وذلك بتحقيق مستويات غير مسبوقة فيما يخص التأثير على البيئة، حيث سيتمّ في هَذَا الصدد، الحد من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون بشكل تامّ، وهو ما يُمثّل تجنب طرح ما يعادل 135 ألفَ طنّ من ثاني أوكسيد الكربون سنويًّا، إلى جانب عدم طرح أي مياه عادمة ذات أصل صناعي في الوسط الطبيعي، وكذا تقليص استعمال الماء في الدورة الإنتاجية للمصنع بنسبة 70 في المئة.

وقد حُقّقت هَذِهِ النتائج والمكتسبات بفضل ما تحقّق من ابتكارات على مستوى عملية التصنيع والإنتاج، وبفضل استخدام الطاقات المتجددة والتدبير الأمثل للمياه، كما يُعدُّ ثمرة الشراكة الَّتِي جمعت شركة «رونو» لصناعة السيَّارات والمكتب الوطني للكهرباء، الَّذِي سيتولى تأمين جميع حاجيات المصنع من الكهرباء، الَّتِي ستُولّد من الطاقة الريحية والمائية.

أمَّا على مستوى الاستثمارات في قطاع السيارات، فقد مكّن المشروع من استقطاب شركات عالمية ذات باع طويل في صناعة أجزاء السيارات، تُقدّر قيمة استثماراتها بنحو مليار أورو.

وبخصوص تأثيراته على صعيد المبادلات التجارية، فإنَّ من شأن إنتاج المصنع أن يساهم بشكل كبير في تحسين وضعية الميزان التجاري المغربي، حيث ينتظر أن يُحقّق صادراتٍ إضافيةً بقيمة 5،3 مليار أورو.

ويعتبر محللون اقتصاديون، أنَّ مشروع مصنع رونو بطنجة، هو واحد من المشاريع العملاقة في عهد محمد السادس، نظرًا لوزنه الثقيل في الاقتصاد المغربي حاليًا، لدرجة أصبحت الصادرات المغربية من السيّارات تفوق صادرات المغرب من الفوسفاط، وهو أمر لم يحدث سابقًا.

  • ميناء طنجة المتوسط

يُعدُّ ميناء طنجة المتوسط من المشاريع العملاقة في عهد الملك محمد السادس، وقد أسهم منذ افتتاحه في سنة 2007، في جلب أنظار العالم والتجارة البحرية إلى طنجة.

هَذَا المشروع كان له أثرٌ كبيرٌ في نمو الاقتصاد في طنجة بشكلٍ واضحٍ، وانتعشت التجارة الدولية بين المغرب والعالم عبر طنجة، وساهم في جلب استثمارات كبرى، كان لها أثرٌ كبيرٌ في تغيير ملامح طنجة.

ميناء طنجة هو مجمع ميناء صناعي مغربي، ويقع عند مدخل مضيق جبل طارق على الطرف الغربي بِمَرْفأ طنجة مفتوح في اتجاه الشمال الغربي.

يوجد الميناء في مدينة طنجة، الَّتِي تُعدُّ بوابة المغرب البحرية الرئيسية المطلة على البحر المتوسط ويقع عند تقاطع المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط على مستوى خليج يقع بين رأس سبارتل ورأس مالاباطا، وهو الميناء الأكبر في أفريقيا والبحر المتوسط.

وقد جعل هَذَا الموقع الفريد والاستراتيجي -منذ فترة طويلة- من ميناء طنجة الميناء المغربي الأول لحركة المسافرين والنقل الدولي عبر الطرق. وكان يعرف بخطوطه المنتظمة الَّتِي تربطه بمختلف الموانئ الأوروبيّة: الجزيرة الخضراء وبرشلونة وطريفة في إسبانيا وسيت ومرسيليا وميناء فوندر في فرنسا وجنوة بإيطاليا.

ويتميّز أيضًا بوجود منطقة حرة تقع مباشرة على المسطحات التابعة له، الَّتِي جذبت شحنات ذات قيمة مضافة عالية.

مع تشغيل ميناء طنجة المتوسطي الجديد الواقع على بعد 40 كلم شرق طنجة، تمَّ تحويل كل رواج الميناء تقريبًا له من ميناء طنجة تدريجيًّا من أواخر 2008 حتى أواخر 2010.

وبدأ العمل في مشروع إعادة توظيف الميناء من قبل شركة تهيئة ميناء طنجة في سنة 2010. ويهدف إلى إعطاء الميناء وجهةً جديدةً نحو سياحة الرحلات البحرية وركوب القوارب.

  • القطار الفائق السرعة «تي جي في»

في سنة 2007، وقع الملك محمد السادس مع شركة «أليستوم» الفرنسية اتّفاقية إنجاز القطار فائق السرعة «التي جي في» في خط يربط بين طنجة والدار البيضاء، ليكون ثاني أكبر المشاريع العملاقة الَّتِي أعطى الملك محمد السادس انطلاقتها بعد توليه العرش، هَذَا المشروع العملاق الَّذِي شهد النور، يجعل المغرب البلد الإفريقي الوحيد الَّذِي يمتلك قطارًا فائق السرعة والثامن عالميًا من حيث السرعة.

  • المستشفى الجامعي

رغم التأخر الكبير في عملية افتتاح المستشفى الجامعي بطنجة، غير أنَّ تدشين هَذِهِ المعلمة الصحية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أوضحت مدى اعتناء جلالته بالبنيات الأساسية الَّتِي يجب أن توفر للمواطنين، وهي البنيات الَّتِي من شأنها أن تُسهم في المزيد من تطوير المدينة وتقدمها والرفع من مستوى برامجها التنموية والاقتصادية.

ويُعدُّ المستشفى الجامعي الأكبر في إفريقيا، وأيضًا المستشفى الجامعي بمدينة طنجة لبدء استقبال المرضى، حيث أُنجز على مساحة تبلغ 23 هكتارًا (منها 89 ألفًا و72 مترًا مربعًا مغطاة)، بطاقة استيعابية تصل إلى 771 سريرًا، بكلفة مالية تُقدّر بـ1،3 مليار درهم، ممولة من طرف الصندوق القطري للتنمية.

ويتوافر المستشفى الجامعي على قطب لـ«الأم والطفل»، وقطب طبي- جراحي، وقسم للعمليات يحتوي على 15 قاعة مركزية للجراحة وقاعة للمصابين بحروق بليغة، وأقطاب للتميز (المستعجلات، ومركز للصدمات)، ومختبر مركزي، ووحدة للتطبيب عن بعد، ومصالح للتكوين، ومرافق أخرى إدارية وتقنية.

وتُعدُّ هَذِهِ المؤسّسة الصحّيّة المشروع مستشفى مرجعيًا من الجيل الثالث، وسيُسهم في تطوير البنيات الاستشفائية على مستوى جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، وتعزيز الخدمات الصحية الأساسية وتقريبها من المواطنين، الَّذِينَ لن يكونوا في حاجة إلى التنقل للرباط من أجل إجراء جراحات معقدة أو الخضوع لبعض العلاجات الصعبة.

ويدخل تدشين المستشفى الجامعي في إطار افتتاح عددٍ من المؤسَّسات الاستشفائية الجامعية الأخرى، منها المركز الاستشفائي الجهوي الرباط 380 سريرًا، والمركز الاستشفائي الإقليمي تمارة 250 سريرًا، والمستشفى الإقليمي بالدريوش 150 سريرًا، ومستشفيات أخرى للقرب.

  • مراكز طب علاج الإدمان 

جرأة كبيرة تحلّى بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عندما استجاب إلى الأصوات المنادية بضرورة العناية بمرضى الإدمان على المخدرات، خصوصًا أنَّ طنجة تحتضن عددًا كبيرًا من متعاطي ومتعاطيات المخدرات، الَّذِينَ يستعملون جُلّ أنواعها، خصوصًا الهيروين والكوكايين.

فخلال عهد الملك محمد السادس، شهدت مدينة طنجة وحدها تدشين ثلاث مراكز ممتدة على ثلاث مقاطعات، هي بني مكادة ومقاطعة السواني ومقاطعة مغوغة، وتضم هَذِهِ المراكز القطب الطبي والاجتماعي.

هَذِهِ المراكز الَّتِي توفر إلى جانب الدواء لأزيد من 2000 شخص، توفر لهم أيضا الرعاية الاجتماعية من خلال الدعم والمواكبة النفسية والاجتماعية، حتّى يتمكنوا من الاندماج تدريجيا في المجتمع، ويتم رفع الحيف والوصم والتمييز الَّذِي يتعرضون له.

وبفضل هَذِهِ المشاريع والمجهودات من طرف فعاليات المجتمع المدني الَّتِي تسير هَذِهِ المراكز وبالضبط جمعية حسنونة، استطاع المغرب خلق التميز باعتباره الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط الَّتِي أخدت غمار فتح شباك التكوين والإدماج المهني لهَذِهِ الفئة، وهي التجربة الَّتِي أصبحت اليوم رائدة.

  • تأهيل المدينة القديمة

في ظل الثورة الَّتِي شهدتها مدينة طنجة على مستوى البنيات التحتية وإحداث المشاريع الاقتصاديّة والتنمويّة الكبرى، المدينة القديمة وجهت طنجة لم تسلم من العناية المولوية، حيث شهدت مشروع إعادة تهيئتها وتأهيلها، إذ أصبحت اليوم من أبرز المشاريع الَّتِي يتمّ الترويج لها.

اذ عمل برنامج تأهيل المدينة العتيقة لطنجة 2020 – 2024، على تأهيل المجال العمراني الَّذِي تأثّر بفعل عوامل متعدّدة، خاصّة منها الَّتِي كانت نتاج هجرة قوية عرفتها المدينة العتيقة، أدَّت إلى ظهور أحياء هامشية عشوائية، أثَّرت سلبًا في المشهد العمراني للمدينة، فالبرنامج سيعمل على إعادة إسكان قاطني البنايات الآيلة للسقوط بحي الحافة، الَّذِي عرف مراحل سابقة من إعادة الإسكان خارج المدينة العتيقة، حيث رُصد مبلغ 40 مليون درهم من أجل إعادة إسكان 254 أسرة، وتم تنزيل المشروع بدعم مالي من طرف وزارة الداخلية، وزارة الاقتصاد والملية وإصلاح الإدارة، وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة وجماعة طنجة.

وهو مشروع أولوي سمح ببروز أسوار المدينة العتيقة الممتدة من باب البحر إلى برج النعام، الَّذِي من المتوقّع أن يُقام بالموقع خط القاطرة المعلقة (Téléphérique) الَّذِي سيربط بين الميناء الترفيهي وحي القصبة. كما عمل البرنامج على تأهيل مجموعةٍ من البنايات التابعة للأحباس بتكلفة 10 ملايين درهم، خصصتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لنحو 28 بناية بالمدينة العتيقة، ما يعني إعادة جمالية البنايات وصيانة الواجهة بما يليق بالمدينة العتيقة، الَّتِي عرفت بها البنايات تدهورًا ملحوظًا.

أمَّا محور تأهيل المجال العمراني سيهمّ أيضًا الفضاء العام، وذلك بإعادة ترصيف الممرات والساحات، وتهيئة المساحات الخضراء، وتأهيل 1360 نقطةً ضوئيّةً وتهيئة المدينة القديمة بتوفير التاثيث الحضري.

ومن أجل تسهيل انسيابيّة عملية التنقل داخل المدينة، سيتم بناء مرآب للسيّارات بمدخل باب القصبة، مع إحداث مرافق لتأمين الأمن، بإحداث مراكز للشرطة، كما سيهم البرنامج إحداث مرافق اجتماعية للساكنة من قبيل دار الشباب، نادي نسوي، حضانة، مكتبة، تأهيل شبكة الماء والكهرباء وتطهير السائل، إحداث مراحيض عمومية.

كما ستعزّز المرافق السياحية بمكتب للتوجيه والتنشيط السياحي، كما خصص لهَذَا المحور أي محور التأهيل العمراني مبلغ 370 مليون درهم يهدف إلى إعادة الاعتبار للمجال العمراني للمدينة العتيقة، فمن المفترض توحيد تجهيزات الإنارة وإدخال إنارة التزيين وتأهيل الممرات والساحات وتجهيزها وطلاء البنايات وتأهيل واجهاتها وتوفير مرافق عمومية في خدمة الساكنة والزوار. 

  • مشروع توسعة ملعب طنجة الكبير ليصبح من أكبر الملاعب الإفريقية

لا يختلف اثنان على أن ملعب ابن بطوطة أو ملعب طنجة الكبير، بفضل اهتمام الملك بالقطاع الرياضي شهد اهتمامًا كبيرًا، الأمر الَّذِي منحه فرصة تنظيم افتتاح مونديال الأندية واحتضن مقابلات كبرى لكبريات الفرق العالمية، مثل فريق برشلونة وبعض الفرق الأخرى، كما احتضن أول مقابلة للمنتخب المغربي ضد البرازيل بعد الملحمة التاريخية الَّتِي حققها المنتخب الوطني المغربي بقطر بعد تأهله إلى نصف نهائي كأس العالم واحتلاله المرتبة الرابعة عالميًا.

الملعب خضع لإصلاحات كبيرة، إذ أصبح ملعبًا بمواصفات عالمية، وارتفعت طاقته الاستيعابية من 45 ألف متفرج إلى 65 ألف متفرج، كما أُهّل محيط الملعب بشكل مهمّ، تحت إشراف ومواكبة السيد الوالي الجهة محمد المهيدية، الَّذِي نجح بشكلٍ كبير خلال فترة توليه المهام بهَذِهِ الجهة؛ غير أنّه -وبفضل رغبة المغرب في احتضان منافسات كأس افريقيا 2025 وكأس العالم 2030- فالملعب يخضع من جديد إلى التوسعة لتصبح طاقته الاستيعابية 85 ألفَ متفرج.

وسيعطي الشكلُ الجديدُ لملعب ابن بطوطة بمدينة طنجة، رونقًا إضافيًا، إذ سيكون بمدرجات كاملة في شكله الدائري. وانطلقت أشغال التأهيل والتوسعة قبل عامّ فقط، لتتقدّم بشكلٍ سريعٍ، رغم إكراها عدّة تتعلق بالخرسانة والشكل القديم للجانبين المراد توسيعُها. 

  • تدشين ملعب كرة المضرب ومضمار ألعاب القوى ومسبح أولمبي

ملعب كرة المضرب الَّذِي يُوجد على مساحة 74 ألف هكتار، ويشمل ملعبًا رئيسيًّا يتسع لأكثر من 3000 متفرج بالإضافة إلى 17 ملعبًا فرعيًّا، كما يتوفر على قاعة للندوات وقاعة للاجتماعات ومستودعات للاعبين والحكام ومرفق طبي ومجموعة من المرافق التجاريّة والترفيهيّة.

ومن المنتظر أن يحتضن الملعب -مستقبلًا- كأس الحسن الثاني للتنس، الَّذِي يُجرى على ملاعب النادي الملكي لكرة المضرب في مراكش منذ 2017، بعدما ظلّ مركب «الأمل» بالدار البيضاء مسرحًا له منذ 1990.

ويتفوّق ملعب التنس الجديد بطنجة حاليًا على جميع الملاعب الوطنية، بالإضافة إلى كونه يتوفر على أرضية ترابية، يمكن بسهولة نقل البطولة إليها بما يتماشى وأجندة الاتحاد الدولي.

وكان الملك محمد السادس، قد أعطى انطلاقة الأشغال بهَذَا المركب في مارس من سنة 2014، ليكون جزءًا من القرية الرياضيّة، الَّتِي يدخل إنجازها ضمن برنامج طنجة الكبرى، ووَفْق ما أعلنته ولاية طنجة تطوان الحسيمة، فإنَّ القيمة المالية لهَذَا الفضاء تبلغ 600 مليون درهم. 

أيضًا طنجة تحظى بمسبح أولمبي زين البنيات التحتية الرياضية، وعزز القرية الرياضية الَّتِي تتوفر عليها المدينة لتكون إجابة حيّة على مناظرة صخيرات، الَّتِي رسخت للرؤية المستقبليّة والاستباقيّة لصاحب الجلالة على المستوى الرياضي.

فهَذِهِ المنشأة إلى جانب قاعة لألعاب القوى، ستُؤهل المدينة إلى استقبال أنشطة ومنافسات عالمية ودولية مستقبلًا، وهو ما يطمح له المغرب في الأونة الأخيرة.

 جماعة اجزناية

 في عهد الملك محمد السادس -نصره الله- تحوّلت المنطقة من منطقة قروية مهمشة، إلى أكبر وأهمّ جماعة قروية في المغرب، إذ استقبلت مشاريع بملايير دراهم على جُلّ المستويات مكنت من تأهيل المنطقة على كلّ الأصعدة، وأصبحت نموذجًا يحتذى به في طنجة العالمية كما يحلو للبعض تسميتها.

عبد الحميد من أقدم سكان المنطقة، أكَّد في تصريح خص به جريدة «لاديبيش»، أنَّ العناية الملكية جعلت من منطقة اجزناية منطقة رائعة يتسابق الناس للسكن فيها ولتشييد عدد من المشاريع الاقتصادية.

وأضاف ان اجزناية تتأهل اليوم لتصبح جماعة حضرية، وهَذَا إن دلّ فإنه يدل على مدى العمل والاهتمام الكبير الَّذِي شهدته المنطقة.

  • المناطق الخضراء «فيلا هاريس»

على مرمى حجر من المسرح الكبير لمدينة طنجة، تنتصب فيلا هاريس شامخة وسط حديقة تمتد على مدى تسعة هكتارات، وارتبطت بالمراسل الصحفي لجريدة نيويورك تايمز، والتر بورتون هاريس، خلال بداية القرن التاسع عشر، ما يجعلها تحتل مكانة خاصة في ذاكرة وتاريخ ساكنة طنجة والمغاربة بشكل عام.

وأصبحت فيلا هاريس من أبرز وأهم الوجهات للعلائلات الطنجاوية لما تزخر به من مرافق ومؤهلات طبيعية متميزة، خصوصًا في ظل ضعف أو قلة المساحات الخضراء بالمدينة.

وإن كانت طنجة اليوم تعيش نهضة حقيقية على هَذَا المستوى، خصوصًا بعد تأهيل الغابة الدبلوماسية وغابة مديونة.

  • مارينا باي

الميناء الترفيهي لمدينة طنجة، الَّذِي أحيا المدينة وأهلها وجعلها منارة المدينة، فكل زائر لطنجة لا يشعر حتّى يجد نفسه بمعلمة مارينا باي، الَّتِي حظيت بشرف تدشين صاحب جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، مرافق وبنيات تحتية وترفيهية كبيرة من المطاعم والمقاهي ومرأب لركن السيّارات وغيرها، بالإضافة إلى الإطلالة البهية على البحر، كلها جعلتها من أبرز الوجهات السياحية لمدينة طنجة ملهمة زوارها.

  • مدينة طنجة تيك

 إنشاء الشركات الصينية لمدينة «محمد السادس طنجة تيك» بضواحي مدينة طنجة، وهو المشروع الَّذِي بدأ العمل فيه، ويُتوقع أن يكون واحدًا من أبرز إنجازات الملك محمد السادس.

إنجازات ملكية دقيقة وعلمية بمدينة طنجة جعلتها من أجمل وأهم المدن المغربية وجعلتها من أبرز الوجهات السياحيّة والاقتصاديّة لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد. 

با ادريس من سكان مدينة القديمة، يحكي لجريدة «لاديبيش»، أنَّ طنجة في ظرف 20 سنة عرفت تحولًا كبيرًا جدًّا، على كل الأصعدة وتحوّلت من طنجة المهمشة إلى طنجة المدينة العادية غير المغرية للسيّاح، إلى مدينة عالمية مطلّة على الضفة الأخرى.

مدينة تغري كل سيّاحها وتُشجّع الناس على الاستقرار بها وعلى إنجاز مشاريع اقتصادية وسياحية، وهَذَا لم يكن لولا النظرة الثاقبة لصاحب الجلالة، وأيضًا إلى وجود رغبة سياسية في تأهيل هَذِهِ المدينة، المدينة الَّتِي ألهمت الملك قبل أن تلهم العالم.

تابعنا على الفيسبوك