مجتمع
مرضى السل يدقون ناقوس الخطر.. ومستشفى «بوعراقية» في سبات عميق

لا يختلف اثنان، على أنَّ جهة طنجة تطوان الحسيمة، من أكبر الجهات الَّتِي تسجل باستمرار ارتفاعَ نسبة الإصابة بفيروس السلّ بجُلّ أنواعه، إذ يبقى سلُّ الصدر الأكثر تسجيلًا بالجهة لعدّة اعتبارات وعوامل من بينها نسبة ارتفاع تعاطي المخدرات.
إلا أنَّ مدينة طنجة تبقى الأكثر تسجيلًا لهَذَا المرض المعدي، الَّذِي ينتقل عن طريق اللعاب والسعال وغيره من الأسباب، خصوصًا أنَّ نسبة تعاطي المخدرات بطنجة مرتفعة جدًا، والتعاطي في أماكن مغلقة، خصوصًا السجائر والحشيش والشيشا وإشراكها مع الآخرين، يكون سببًا إضافيًّا في الإصابة بالسل ونقلها للآخرين.
لكنَّ الإشكالَ الحقيقيَّ، يكمن في ضعف البنية الصحية والاستقبالية لهَؤُلَاءِ المرضى، فمستشفى «بوعراقية» هو مستشفى جهوي يستقطب الأشخاص من مدن أخرى، ويصل عدد المرضى لأزيد من 120 شخصًا كلّ يوم، الأمر الَّذِي يخلق صعوبةً كبيرةً في الاستقبال وأيضًا في جودة العلاج، فالطبيب يضطر لاستقبال عدد كبير من المرضى كل اليوم، كما أنَّ الوسائل الوقائية ضعيفة جدًا هَذَا من جهة، أمَّا من جهة أخرى فمختبر التحاليل التابع للمستشفى يستقبل ساعة واحدة في اليوم، حتّى يستطيع تحليل ما يستقبل، وهنا يحرم عدد كبير من الأشخاص للاستفادة من هَذِهِ الخِدْمات، خصوصًا القادمين من مدن أخرى، وفي بعض الأحيان المختبر لا يعمل نهائيًا، بسبب مرض أو غياب الشخص المعين في هَذَا المختبر أو المكلف بالمهمة.
بالمقابل المندوبية الإقليمية والجهوية في سبات عميق، لا تكلف نفسها نهائيًا في بذل مجهودٍ إضافيٍّ وكبيرٍ للتغلب على مثل هَذِهِ المعيقات والتحديات الَّتِي تواجه المرضى.
