سياسة
ما سر دعم «إخوان العثماني» لأمحجور على حساب «محمد خيي»؟

على ما يبدو أنَّ القاسم الانتخابي الجديد، أرخى بظلاله على حزب «العدالة والتنمية» بمدينة طنجة، بالرغم من أن الحزب أقوى الأحزاب تنظيميًا وأقربها إلى الالتزام بالديمقراطية الداخلية، إذا ما قُورِنَ بالأحزاب الأخرى، سواء أكانت إداريّة أم يمينيّة أم يساريّة.
فالقاسم الانتخابي الجديد سيعمل بشكلٍ كبيرٍ ومُكثفٍ على تقزيم عدد مقاعد حزب المصباح بالدائرة الإقليمية طنجة أصيلة، خصوصًا أنَّ الحزب حاز ثلاثة مقاعد برلمانيّة بذات الدائرة خلال الانتخابات التشريعية 2011، وثلاثة أخرى خلال الانتخابات التشريعية 2016، إلا أنّه مع القاسم الانتخابي الجديد فلن يتمكّن من حصد أكثر من مقعد بلغة الأرقام فـ60 ألف صوت سوف يمنح الحزب مقعدًا واحدًا بإقليم طنجة أصيلة.
ومع تقزيم عدد المقاعد، ستتبخّر طموحات عددٍ من السياسيّين بهَذَا الحزب، سواء ممَّن سبق لهم أن حصدوا مقاعدَ برلمانيّةً، أو منهم يمنّون النفس بحصد مقعدٍ برلمانيٍّ، خلال الانتخابات التشريعية المقبلة، الَّتِي من المنتظر أن تُجرى بحر هَذِهِ السنة.
جريدة «لاديبيش» علمت من مصادر مُقرّبة من حزب «العدالة والتنمية»، أنَّ الحزب يتّجه نحو تزكية عضو أمانته العامة والنائب الأوّل لعمدة المدينة طنجة السيد «محمّد أمحجور»، الأمر الَّذِي يجعل العديدَ يتساءل بشأن المعايير المعتمدة في التزكية، خصوصًا وإذا ما علمنا أن حزب «العثماني» يتوفّر على طاقات وكفاءات أخرى يُمكنها أن تُمثّل الحزب أحسن من أمحجور، خصوصًا أنَّ الأخير يتميّز بشخصية اندفاعية واصطداميه مع الفرقاء السياسيّين الآخرين، ولعلّ تصريحه الإعلامي الأخير، الَّذِي انتقد فيه بشكل لاذعٍ و«مبالغ فيه» المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار يبرز ذلك جليًا.
إنَّ اختيار أمحجور يدعونا للتساؤل، لماذا يتخلّى الحزب عن البرلماني محمد خيي مع تهميشه؟ مع العلم أن تسيير خيي لمقاطعة بني مكادة (أكبر مقاطعة في المغرب وأحسن وأهم المقاطعات في طنجة)، كما استطاع أن يحصد مقعدًا برلمانيًّا لولايتين متتاليتين. وخلال سنة 2016، فإن المقاطعة الَّتِي يسرها خيي، حصل فيها على أزيد من 60% من مجموع الأصوات النهائية، الَّتِي حصل عليها الحزب بالدائرة الإقليمية طنجة أصيلة.
الجدير بالذكر، أنَّ خيي غير راضٍ نهائيًا، على القاسم الانتخابي الجديد، وعبَّر سابقًا في صفحته الرسمية بشبكة التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، أنّه لن يشارك في الانتخابات المقبلة، إذا ما اعتُمد على القاسم الانتخابي الجديد، الأمر الَّذِي فسَّره البعض أنَّ خيي غاضب من قيادة الحزب، لأنّه يعلم جيّدًا أنَّ الحزب لن يُزكّيه.
