مجتمع
ما الذي يحدث في سوق السمك بطنجة؟ أسعار ملتهبة وفوضى تتحدّى الضوابط المعمول بها
يُعدُّ سوق السمك بطنجة واحدًا من أهم أسواق السمك في شمال المغرب، إذ يُعدُّ مصدرًا رئيسيًا للمأكولات البحريَّة للسكان المحليين والسياح الَّذِينَ يزورون المدينة.
ويشتهر السوق بتوفير مجموعة واسعة من الأسماك الطازجة والمأكولات البحريَّة الأخرى، إذ يفتح أبوابه بشكل يومي باستثناء يوم الأحد، وتبدأ الأسعار في الارتفاع في ساعات الصباح الباكر عندما يزداد الإقبال على السمك الطازج، حيث يمكن للزوّار الاختيار من بين مجموعة متنوعة من الأسماك.
كما تتميز المنتجات المعروضة في سوق السمك في طنجة بالتنوع، إذ يمكن العثور على أنواع مختلفة من الأسماك والمأكولات البحريَّة، بالإضافة إلى الأدوات والمعدّات اللازمة لتحضير الأسماك وتقديمها.
ومع حلول فصل الصيف تكفي جولة قصيرة عبر فضاءات السوق ليتّضح للزائر عجز الكثير من المواطنين، عن اقتناء أنواع عدة الأسماك، بسبب ارتفاع أسعارها لمستويات قياسيَّة، إذ تكفي جولة في مختلف فضاءات سوق المنتجات البحريَّة، للوقوف على أسعار صاروخيَّة وصلت إليها هَذِهِ المواد الاستهلاكيَّة الَّتِي يكثر الإقبال عليها مؤخرًا.
كما أنَّ توسع أنشطة السوق واستمرار تدفق المنتجات البحريَّة عليها من مختلف المناطق الشمالية والجنوبيَّة للمملكة، أصبحت معه المساحة الحالية الَّتِي تشغلها مرافق السوق غير كافيَّة لاستيعاب هَذَا التدفّق المتزايد.
ما أسهم في خلق مشاهد الفوضى واستفحال ظاهرة الباعة الجائلين بشكل قويّ في سوق بيع السمك بطنجة، إذ أعرب فاعلون مهنيون عن سخطهم مما آلت إليه الأوضاع، ملتمسين من السلطات التدخّل لوضع حد لهَذِهِ الفوضى الَّتِي باتت تشكل واقعًا مقلقًا.
ومن جهة أخرى سبق للمهنيين أن طالبوا بالعمل على إنهاء هَذَا الوضع، وتخصيص مركز أمني لمصالح الدرك الملكي؛ للحفاظ على أمن السوق واستقراره، على غرار الإجراءات الَّتِي اتُّخذت في سوق الجملة للخضر والفواكه.
خاصة أنَّ التدخلات السابقة للسلطات المحلية لوقف ظاهرة الباعة الجائلين، سرعان ما تختفي مفاعيلها لتعود الأوضاع للمربع الأوّل، في فترات مثل فصل الصيف وشهر رمضان، وهو ما يتطلّب الحسم فيه عبر تدابير أكثر نجاعة وفعالية.
الجدير بالذكر، أنَّ سوق السمك جرى افتتاحه سنة 2018، وقد سلّم عملية تدبيره مصالح المكتب الوطني للصيد وجماعة طنجة، بتكلفة إجمالية تصل إلى 30 مليون درهم، بهدف ضمان تموين منتظم من الأسماك للساكنة على المستوى المحليّ والجهويّ، مع الالتزام بأعلى المعايير في مجال الصحة والسلامة.
لكن، يبدو أنَّ هَذِهِ الجهود لم تكن كافيَّة للحفاظ على حسن تنظيم وتأمين السوق، وذلك ما يستدعي تحسين الإجراءات الأمنيَّة والتدابير الوقائية الضروريَّة للحفاظ على استقرار هَذَا المرفق الحيوي لمدينة طنجة.