تواصل معنا

مقالات الرأي

للعيد فيما يعشق الناس مذاهب

يختلف فرح الناس بالعيد وأيّامه بين مستقبلٍ مُهللٍ مُكبرٍ مبتهج بالطقوس الروحانيّة والتعبديّة المصاحبة للعادة والعرف عند أهل بلده، وقانط معبس متذمّر من هَذِهِ الأجواء بحججٍ واهية، وبين مسرور ضعيف الحال والقدرة يحاول جاهدًا الحصول على نشوة الفرح من شتّى أبوابه، يقدم العيد ويحرك في النفس هواجسَ واشتياقًا لأحباب بعدت بينهم الشقّة أو لمن فارق الحياة مُودعًا أعيادها ومسرَّاتها بلا عودة.

يقدم العيد وفي النفس أملٌ وأفراحٌ بأخذ قسط راحة تزيح عن الروح ما علق بها من أغيار وعوائق، يقدم العيد وللمسجون المغموم أملٌ وانتكاسة، يُقدّم العيد وللمريض المقعد رجاءٌ وحاجةٌ، يقدم العيد وفي النفس ما فيها من حوائج ورغبات تجدد العهد والظهور عند كلّ سنة.

في العيد يستحضر الإنسان أهمية هَذِهِ الشعيرة الدينيّة وقدسيتها ورمزيتها الروحيّة والتعبديّة كي لا يغلب عليها طبع العادة، وهنا كان من الواجب التذكير بهَذِهِ الإشارات، تنبيهًا للغافل وإيقاظًا للهمم؛ رغبةً في إحياء شعيرة من شعائر الله. وامتثالًا لقوله –عزَّ وجلَّ– {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، وتقوى القلوب تعطي صبغةً لهَذَا اليوم، بأنّه يومُ التسامح والتغافر، احتفالية العيد تكمن في احتفاء مسلمي العالم بترديد نفس التكبيرات، بلا حدود أو فوارق، احتفالية

المسلمين جميعًا تعني بأنّ قلوبهم معلقة بمكّة والبقاع المُقدّسة.

الاحتفاء بالعيد معناه استمرار لاتّباع سنة سيدنا إبراهيم –عليه السلام– وهو افتخار كذلك بأنّنا الأمة الَّتِي حافظت على هَذِهِ السنة واتّباع الخليل لقرون متتالية.

تابعنا على الفيسبوك