تواصل معنا

آخر الأخبار

لإنهاء الشائعات التي غزت طنجة.. هذه مشروعات تحتاج إلى الحسم الرسمي تشمل الترامواي والباصواي والتيليفيريك التي تنتظرها الساكنة منذ سنوات

مؤخرًا،‭ ‬عاد‭ ‬الجدل‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭ ‬بشأن‭ ‬مشروعات‭ ‬النقل‭ ‬الحضري‭ ‬المستقبليَّة‭ ‬التي‭ ‬ستحظى‭ ‬بها‭ ‬شوارع‭ ‬المدينة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬تداول‭ ‬مُعطيات‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬يطبعها‭ ‬التضارب،‭ ‬بين‭ ‬مَن‭ ‬يتحدَّث‭ ‬عن‭ ‬تنزيل‭ ‬مشروع‭ “‬الترامواي‭” ‬وبين‭ ‬من‭ ‬يُؤكّد‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬لمشروع‭ ‬مطروح‭ ‬على‭ ‬الطاولة‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭ ‬سوى‭ “‬الباصواي‭”‬،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬أثار‭ ‬لغطًا‭ ‬واسعًا‭ ‬بسبب‭ ‬حالة‭ ‬الحيرة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬ساكنة‭ ‬المدينة‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬المستقبليَّة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة،‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الحسم‭ ‬بشأنها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمي،‭ ‬إمّا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قرارات‭ ‬مركزيَّة‭ ‬أو‭ ‬جهويَّة‭ ‬أو‭ ‬محليَّة،‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬المؤسَّسات‭ ‬الرسميَّة‭ ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬تخصّصه،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬أماكن‭ ‬الإنجاز‭ ‬ومواعيدها‭ ‬وتكلفتها‭… ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يُشعر‭ ‬سكان‭ ‬المدينة‭ ‬بالاطمئنان‭ ‬تجاه‭ ‬مستقبل‭ ‬مدينتهم،‭ ‬كما‭ ‬سيكون‭ ‬أمرًا‭ ‬مفيدًا‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬الشائعات‭ ‬وتقليص‭ ‬فوضى‭ “‬التسريبات‭” ‬في‭ ‬زمن‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬فيه‭ ‬المعلومة‭ ‬تُصنّف‭ ‬ضمن‭ ‬خانة‭ ‬الرفاهيَّة‭.‬

*الــــتــرامــــواي‭..  شــائعـــات‭ ‬وشـــائعــات‭ ‬مضــادة

ربما‭ ‬لا‭ ‬يُسعف‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجماعيَّة‭ ‬لسكان‭ ‬طنجة،‭ ‬تذكّر‭ ‬مشروع‭ ‬اكتنفه‭ ‬الغموض‭ ‬مثل‭ ‬مشروع‭ “‬الترامواي‭”‬،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬يعي‭ ‬أنَّ‭ ‬هذا‭ ‬الورش‭ ‬أصبح‭ ‬ضروريًّا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمدينة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬رسميًّا‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬المدن‭ ‬المغربيَّة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التعداد‭ ‬السكاني‭ ‬بعد‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬بما‭ ‬مجموعه‭ ‬مليون‭ ‬و300‭ ‬ألف‭ ‬نسمة‭ ‬تقريبا،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬مسؤولي‭ ‬المدينة‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬المركزيّين‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬َ10‭ ‬سنوات،‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يُقدّم‭ ‬معطيات‭ ‬موثوقة‭ ‬بشأن‭ ‬إنجازه‭.‬

ولا‭ ‬شكّ‭ ‬أنَّ‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة،‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬تعداد‭ ‬سكانها‭ ‬يُعادل‭ ‬مرتين‭ ‬ونصف‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬الرباط،‭ ‬هي‭ ‬الأحوج‭ ‬إلى‭ ‬وسائل‭ ‬نقل‭ ‬جديدة‭ ‬أكثر‭ ‬فعاليَّة‭ ‬واستدامة،‭ ‬فالترامواي‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬وإلى‭ ‬مدينة‭ ‬سلا،‭ ‬الذي‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬تمارة‭ ‬أيضًا،‭ ‬والموجود‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬قد‭ ‬يُنهي‭ ‬معاناة‭ ‬الساكنة‭ ‬المحليَّة‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬النقل‭ ‬الحضري‭ ‬بواسطة‭ ‬الحافلات،‭ ‬التي‭ ‬تُعاني‭ ‬اكتظاظًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يعفيهم‭ ‬من‭ ‬إرهاق‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬سيّارات‭ ‬الأجرة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬والمناسبات‭ ‬وفي‭ ‬أوقات‭ ‬الذروة،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬يتطلَّب‭ ‬أشغالًا‭ ‬طويلةً‭ ‬ومُكلّفةً،‭ ‬قد‭ ‬تسبّب‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشوارع‭ ‬لأشهر‭ ‬وربَّما‭ ‬لسنوات‭.‬

وفكرة‭ “‬الترامواي‭” ‬في‭ ‬طنجة‭ ‬ليست‭ ‬جديدة،‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬طرحها‭ ‬رسميًّا‭ ‬عمدة‭ ‬طنجة‭ ‬السابق‭ ‬فؤاد‭ ‬العماري‭ ‬في‭ ‬دجنبر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2014،‭ ‬معلنًا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬دراسات‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬نتائجها‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2015،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الجماعيَّة‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬يبدو‭ ‬وكأنَّه‭ ‬مجرد‭ ‬كلام‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الإعلامي،‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬عدم‭ ‬ظهور‭ ‬أي‭ ‬معطى‭ ‬رسمي‭ ‬آخر‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭.‬

وفي‭ ‬غمرة‭ ‬تحضير‭ ‬المدينة‭ ‬لاحتضان‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬إفريقيا‭ ‬2025،‭ ‬التي‭ ‬ستستقبل‭ ‬فيها‭ ‬مباريات‭ ‬مهمة‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬دور‭ ‬نصف‭ ‬النهائي،‭ ‬ثم‭ ‬التحضيرات‭ ‬المستقبليَّة‭ ‬الجاريَّة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استضافة‭ ‬المغرب‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2030‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬إسبانيا‭ ‬والبرتغال،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ترشيح‭ ‬المملكة‭ ‬لاحتضان‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬للأنديَّة‭ ‬2029،‭ ‬عاد‭ ‬ملف‭ “‬الترامواي‭” ‬إلى‭ ‬الواجهة،‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬بروز‭ ‬مُخطّطات‭ ‬واعدة‭ ‬لشقّ‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬وإنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬الربط‭ ‬السككي‭ ‬المحلي‭ ‬والجهوي‭.‬

عودة‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬النقاش‭ ‬العام،‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬معطيات‭ ‬نشرتها‭ ‬صحيفة‭ “‬لوبينيون‭” ‬الناطقة‭ ‬بالفرنسيَّة،‭ ‬التي‭ ‬تُعدُّ‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال،‭ ‬الذي‭ ‬يتولَّى‭ ‬وزارة‭ ‬التجهيز‭ ‬والماء‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬نزار‭ ‬بركة،‭ ‬ووزارة‭ ‬النقل‭ ‬واللوجيستيك‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬عبد‭ ‬الصمد‭ ‬قيوح،‭ ‬وهو‭ ‬أيضًا‭ ‬جزءٌ‭ ‬من‭ ‬التدبير‭ ‬المحلي‭ ‬لمدينة‭ ‬طنجة‭ ‬باعتباره‭ ‬طرفًا‭ ‬مشاركًا‭ ‬في‭ ‬الأغلبيَّة‭ ‬المسيّرة‭ ‬لجماعة‭ ‬طنجة‭ ‬ولمجلس‭ ‬الجهة،‭ ‬ويترأس‭ ‬مقاطعة‭ ‬بني‭ ‬مكادة‭ ‬عبر‭ ‬النائب‭ ‬البرلماني‭ ‬محمد‭ ‬الحمامي‭.‬

وزعمت‭ ‬الصحيفة،‭ ‬أنَّه‭ ‬أُجريت‭ ‬دراسات‭ ‬تمهيديَّة‭ ‬لإنجاز‭ ‬هذه‭ ‬الخطوط‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اتفاقيَّة‭ ‬شراكة‭ ‬تضمّ‭ ‬عدة‭ ‬أطراف،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مجلس‭ ‬جماعة‭ ‬طنجة‭ ‬ومجلس‭ ‬الجهة‭ ‬ووكالة‭ ‬تنميَّة‭ ‬أقاليم‭ ‬الشمال‭ ‬ووزارة‭ ‬النقل‭ ‬واللوجستيك،‭ ‬وتهدف‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬تفاصيل‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬جوانبه‭ ‬التقنيَّة‭ ‬والماليَّة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المسافات‭ ‬التي‭ ‬ستُغطّيها‭ ‬الخطوط،‭ ‬والمناطق‭ ‬التي‭ ‬ستمرّ‭ ‬منها،‭ ‬ونوع‭ ‬العربات‭ ‬المستعملة‭ ‬والتكلفة‭ ‬الإجماليَّة‭ ‬للمشروع‭.‬

ومن‭ ‬المنتظر،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أورده‭ ‬المصدر‭ ‬نفسه،‭ ‬أن‭ ‬يتمّ‭ ‬تزويد‭ ‬طنجة‭ ‬بشبكة‭ ‬تضمّ‭ ‬ثلاثة‭ ‬خطوط‭ ‬ترامواي،‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬إجمالي‭ ‬يتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬25‭ ‬و30‭ ‬كيلومترًا،‭ ‬حسب‭ ‬المعلومات‭ ‬الرسميَّة،‭ ‬وتُقدّر‭ ‬تكلفة‭ ‬المشروع‭ ‬بنحو‭ ‬8,4‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬ويأتي‭ ‬ضمن‭ ‬الحلول‭ ‬المُقرّرة‭ ‬لتحسين‭ ‬النقل‭ ‬الحضري،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬الشروط‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ “‬الفيفا‭” ‬في‭ ‬إطار‭ ‬استعداد‭ ‬المغرب‭ ‬لتنظيم‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2030‭.‬

وأشار‭ ‬المقال‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬اللجنة‭ ‬المنظمة‭ ‬للمونديال‭ ‬أعطت‭ ‬تقييمًا‭ ‬سلبيًّا‭ ‬للمدينة‭ ‬بسبب‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬المحور‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬وسط‭ ‬المدينة‭ ‬والملعب‭ ‬الكبير‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬التقت‭ ‬تي‭ ‬ماي‭ ‬تران،‭ ‬المديرة‭ ‬العامة‭ ‬لشركة‭ “‬ألستوم‭” ‬ترانسبور‭ ‬المغرب،‭ ‬بعمدة‭ ‬طنجة‭ ‬منير‭ ‬ليموري،‭ ‬كما‭ ‬أنَّ‭ ‬فرنسا‭ ‬والبنك‭ ‬الأوروبي‭ ‬للاستثمار‭ (‬BEI‭) ‬قدما‭ ‬مقترحات‭ ‬لتمويل‭ ‬المشروع‭. ‬ويهدف‭ ‬الترامواي‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬التلوث‭ ‬وتحسين‭ ‬حركة‭ ‬السير‭ ‬والاستجابة‭ ‬لمتطلّبات‭ ‬دفتر‭ ‬تحملات‭ “‬الفيفا‭”‬،‭ ‬حسب‭ ‬نفس‭ ‬المصدر،‭ ‬والذي‭ ‬أورد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬أن‭ ‬65%‭ ‬من‭ ‬تمويل‭ ‬المشروع‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬العموميَّة‭ ‬الفرنسيَّة‭ ‬عبر‭ ‬منح‭ ‬وقروض،‭ ‬و35%‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬العموميَّة‭ ‬المغربيَّة‭.‬

وتشير‭ ‬المعطيات‭ ‬نفسها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬اجتماع‭ ‬عمومي‭ ‬حول‭ ‬المشروع‭ ‬عُقد‭ ‬يوم‭ ‬3‭ ‬دجنبر‭ ‬2014،‭ ‬بحضور‭ ‬أطر‭ ‬من‭ ‬شركات‭ “‬ألستوم‭”‬،‭ ‬و‭”‬SNCF‭”‬،‭ ‬و‭”‬ترانسديف‭”‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عمدة‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭ ‬آنذاك‭ ‬فؤاد‭ ‬العماري،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬منتخبي‭ ‬جهة‭ ‬باريس‭ – ‬إيل‭ ‬دو‭ ‬فرانس‭. ‬وخلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬تم‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭ ‬ستستفيد‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬ترامواي‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬خطوط،‭ ‬يبلغ‭ ‬طولها‭ ‬الإجمالي‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬25‭ ‬و30‭ ‬كيلومترًا،‭ ‬وتُقدَّر‭ ‬تكلفتها‭ ‬بـ‭ ‬8,4‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭. ‬وفي‭ ‬بداية‭ ‬سنة‭ ‬2015،‭ ‬أعلنت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬طنجة،‭ ‬وولاية‭ ‬الجهة،‭ ‬ووكالة‭ ‬تنمية‭ ‬الشمال‭ ‬عن‭ ‬إنشاء‭ ‬شركة‭ ‬التنمية‭ ‬المحلية‭ (‬SDL‭)‬،‭ ‬برأسمال‭ ‬قدره‭ ‬8,4‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭.‬

وادعى‭ ‬المصدر‭ ‬نفسه،‭ ‬أنَّه‭ ‬بعد‭ ‬أشهر‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬انطلقت‭ ‬الدراسات‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬شركة‭ ‬Wahlstrom،‭ ‬والفكرة‭ ‬الأساسيَّة‭ ‬كانت‭ ‬انطلاق‭ ‬الترامواي‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬الصناعيَّة‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬محطة‭ ‬القطار‭ ‬فائق‭ ‬السرعة،‭ ‬ومن‭ ‬هناك،‭ ‬سيتّجه‭ ‬خط‭ ‬أول‭ ‬نحو‭ ‬مغوغة‭ ‬وبني‭ ‬مكادة،‭ ‬وسيكون‭ ‬هناك‭ ‬خط‭ ‬ثانٍ‭ ‬سيعبر‭ ‬المدينة‭ ‬عبر‭ ‬شارع‭ ‬مولاي‭ ‬إسماعيل‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬أحياء‭ ‬الحسني،‭ ‬المدينة‭ ‬الرياضيَّة،‭ ‬المناطق‭ ‬الصناعيَّة‭ ‬بالقصر‭ ‬الصغير‭ ‬والمنطقة‭ ‬الحرة‭ ‬لطنجة‭ (‬TFZ‭)‬،‭ ‬مرورًا‭ ‬بجنوب‭ ‬بني‭ ‬مكادة،‭ ‬ومقاطعة‭ ‬السواني‭ ‬والحي‭ ‬الجامعي‭.‬

وحسب‭ ‬التقرير‭ ‬نفسه،‭ ‬فقد‭ ‬وجهت‭ “‬ألستوم‭ ‬ترانسبور‭ ‬المغرب‭” ‬دعوة‭ ‬رسميَّة‭ ‬لعمدة‭ ‬طنجة‭ ‬وبعض‭ ‬أعضاء‭ ‬فريقه‭ ‬لزيارة‭ ‬مدينة‭ ‬لا‭ ‬روشيل‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬فرنسا،‭ ‬للاطّلاع‭ ‬على‭ ‬ورشات‭ ‬تجميع‭ ‬عربات‭ ‬الترامواي،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭ ‬أمام‭ ‬فرصة‭ ‬ثانيَّة‭ ‬لإعادة‭ ‬التقييم‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬لجنة‭ ‬الفيفا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬بشأنه‭ ‬أيّ‭ ‬تأكيد‭ ‬رسمي‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬الجماعة‭.‬

*الحافلات‭ ‬الكهربائيَّة‭ ‬السريعة‭.. ‬مــــــتـــــى؟

وإلى‭ ‬حدود‭ ‬الآن،‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ “‬الترامواي‭” ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تنزيله‭ ‬في‭ ‬طنجة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المنظور،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الصمت‭ ‬الذي‭ ‬تلتزمه‭ ‬الجهات‭ ‬الوصيَّة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬المكلفة‭ ‬بالتجهيز‭ ‬والنقل،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يسهل‭ ‬انتشار‭ ‬الشائعات‭ ‬بخصوص‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬آخر‭ ‬بديل‭ ‬للنقل‭ ‬الحضري،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنَّ‭ ‬جماعة‭ ‬طنجة‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬صادقت‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬الحافلات‭ ‬العاليَّة‭ ‬الجودة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬ونصف،‭ ‬لكن‭ ‬الأطراف‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬مسؤوليَّة‭ ‬الدراسات‭ ‬وتوفير‭ ‬التمويلات،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تلتزم‭ ‬الصمت‭.‬

ومنذ‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬تنتظر‭ ‬شوارع‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭ ‬استقبال‭ ‬حافلات‭ ‬الخط‭ ‬السريع‭ ‬BRT،‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬النقاط‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬دورة‭ ‬أكتوبر‭ ‬العاديَّة‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بمشروع‭ ‬صديق‭ ‬للبيئة‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الكهرباء،‭ ‬ويُمَكِّنُ‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬ربح‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬خدمة‭ ‬عاليَّة‭ ‬الجودة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬النقل‭ ‬الحضري،‭ ‬وستكون‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭ ‬رابع‭ ‬مدينة‭ ‬مغربيَّة‭ ‬تستقبله،‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مراكش‭ ‬وأكادير‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء‭.‬

وكشف‭ ‬بلاغ‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬جماعة‭ ‬طنجة‭ ‬بتاريخ‭ ‬4‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬أنَّه‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الدورة‭ ‬على‭ ‬النقطة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالدراسة‭ ‬والمصادقة‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬لشركة‭ ‬التنميَّة‭ ‬المحليَّة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنجاز‭ ‬وتتبع‭ ‬استغلال‭ ‬وصيانة‭ ‬مشروع‭ ‬خط‭ ‬النقل‭ ‬الحضري‭ ‬بواسطة‭ ‬الحافلات‭ ‬السريعة‭ (‬BRT‭) ‬طنجة‭ – ‬اكزناية،‭ ‬وكذا‭ ‬النقطة‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بالدراسة‭ ‬والمصادقة‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬المساهمين‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬التنميَّة‭ ‬المحليَّة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذات‭ ‬الغرض،‭ ‬وأيضًا‭ ‬تلك‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بالدراسة‭ ‬والمصادقة‭ ‬على‭ ‬مساهمة‭ ‬جماعة‭ ‬طنجة‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬التنميَّة‭ ‬المحليَّة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمشروع‭ ‬نفسه‭.‬

وقبل‭ ‬ذلك،‭ ‬وبتاريخ‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬شتنبر‭ ‬2023،‭ ‬صادقت‭ ‬لجنة‭ ‬المرافق‭ ‬العموميَّة‭ ‬والخِدْمات‭ ‬بجماعة‭ ‬طنجة‭ ‬على‭ ‬مقترح‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬التنميَّة‭ ‬المحليَّة‭ “‬البوغاز‭ ‬للنقل‭” ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنجاز‭ ‬خط‭ ‬الحافلات‭ ‬السريعة،‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬وكالة‭ ‬إنعاش‭ ‬وتنميَّة‭ ‬أقاليم‭ ‬الشمال،‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬سابقا‭ ‬عن‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طلب‭ ‬عروض‭ ‬لإنجاز‭ ‬مخطط‭ ‬مديري‭ ‬ودراسة‭ ‬تقنيَّة‭ ‬أوليَّة‭ ‬مفصلة‭ ‬للخط‭ ‬الأول‭ ‬بطنجة‭.‬

وخُصـــص‭ ‬لطلب‭ ‬العـــروض‭ ‬حيــــنها،‭ ‬غــــلاف‭ ‬مــــالي‭ ‬بقيمة‭ ‬12‭ ‬مليــون‭ ‬درهـــــم‭ ‬لإنـــــــجاز‭ ‬مخطط‭ ‬مديري‭ ‬ودراسة‭ ‬تقنيَّة‭ ‬أوليَّة‭ ‬مفصلة‭ ‬لمشروع‭ ‬إحداث‭ ‬الخط‭ ‬الأول‭ ‬لحافلات‭ ‬النقل‭ ‬الحضري‭ ‬عــــاليَّة‭ ‬الجـــــودة،‭ ‬الذي‭ ‬سيـــــربط‭ ‬المستشفى‭ ‬الجامعي‭ ‬بمنطقة‭ ‬طنجة‭ ‬الباليَّة،‭ ‬كما‭ ‬يشمل‭ ‬طلب‭ ‬العروض‭ ‬الحالي‭ ‬إنجاز‭ ‬مخطط‭ ‬مديــــري‭ ‬لكل‭ ‬خطوط‭ ‬منــــــظومة‭ ‬النقل‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬مسارات‭ ‬خاصة‭ (‬TCSP‭) ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مدينة‭ ‬طــنجة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دراسة‭ ‬تقنيَّة‭ ‬مفصــلة‭ ‬لإنجاز‭ ‬الخط‭ ‬الأول‭ ‬الممتد‭ ‬على‭ ‬مســـافة‭ ‬تصـــل‭ ‬إلى‭ ‬21‭ ‬كيلومترًا‭.‬

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬كشفتها‭ ‬الجماعة،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬يربط‭ ‬الخط‭ ‬الأول‭ ‬بين‭ ‬المركز‭ ‬الاستشفائي‭ ‬الجامعي‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬بمنطقة‭ ‬طنجة‭ ‬الباليَّة،‭ ‬عبر‭ ‬الطريق‭ ‬الوطنيَّة‭ ‬رقم‭ ‬1‭ ‬وشارع‭ ‬الجيش‭ ‬الملكي‭ ‬وشارع‭ ‬مولاي‭ ‬إسماعيل‭ ‬وشارع‭ ‬إدريس‭ ‬الأول‭ ‬وشارع‭ ‬أبي‭ ‬جرير‭ ‬الطبري‭ ‬وشارع‭ ‬الرشيديَّة‭ ‬وطريق‭ ‬مالاباطا،‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬بمدن‭ ‬جهة‭ ‬طنجة‭ ‬تطوان‭ ‬الحسيمة‭.‬

هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يُدرج‭ ‬أيضًا‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬جماعة‭ ‬طنجة‭ ‬الممتد‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬سنة‭ ‬2027،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برنامج‭ ‬التنقّل‭ ‬الحضري‭ ‬والركن‭ ‬المستدام،‭ ‬الذي‭ ‬يشمل‭ ‬خمسة‭ ‬مشروعات‭ ‬رئيسيَّة‭. ‬ويهم‭ ‬الأمر‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تنزيل‭ ‬مخرجات‭ ‬مخطط‭ ‬التنقل‭ ‬الحضري‭ ‬المستدام‭ (‬PMUD‭) ‬بقيمة‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬درهم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬رأسمال‭ ‬شركة‭ ‬التنمية‭ ‬المحلية‭ “‬البوغاز‭ ‬للنقل‭” ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنجاز،‭ ‬وتتبع‭ ‬استغلال،‭ ‬وصيانة‭ ‬مشروع‭ ‬خط‭ ‬النقل‭ ‬الحضري‭ ‬بواسطة‭ ‬الحافلات‭ ‬السريعة‭ (‬BRT‭) ‬طنجة‭ – ‬اكزناية،‭ ‬بقيمة‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬درهم،‭ ‬وكذا‭ ‬دراسة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬تحسين‭ ‬الربط‭ ‬الحضري‭ ‬المستدام‭ ‬بين‭ ‬وسط‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭ ‬ومدينة‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬عبر‭ ‬اكزناية،‭ ‬بقيمة‭ ‬1,4‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭.‬

*التـــيليـــفـيـــــريــــــك‭.. ‬الحـــاضــر‭ ‬الغـــائــب

ومن‭ ‬المشاويع‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬توضيحات‭ ‬رسميَّة‭ ‬بخصوص‭ ‬مستقبلها،‭ ‬نجد‭ ‬مشروع‭ ‬التيليفيريك‭ ‬المعلق‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬15‭ ‬سنة،‭ ‬حيث‭ ‬طرح‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬سنة‭ ‬2010‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬وإعادة‭ ‬توظيف‭ ‬ميناء‭ ‬طنجة‭ ‬المدينة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تحويله‭ ‬لمينا‭ ‬ترفيهي،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬الأوّل‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬غير‭ ‬أنَّه‭ ‬دخل‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الجمود،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنَّ‭ ‬مدينة‭ ‬أكادير‭ ‬سبقت‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2022‭.‬

وحاول‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬الحالي،‭ ‬الذي‭ ‬يرأسه‭ ‬العمدة‭ ‬منير‭ ‬ليموري،‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عبَّر‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬صحفيَّة‭ ‬تمَّ‭ ‬عقدُها‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2023‭ ‬إثر‭ ‬الدورة‭ ‬العاديَّة‭ ‬للمجلس‭ ‬الجماعي،‭ ‬وحينها‭ ‬أكَّد‭ ‬العمدة،‭ ‬أنَّ‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنزيل‭ ‬مشروع‭ “‬التلفريك‭” ‬مستمرُّ‭ ‬بالفعل،‭ ‬متوقعًا‭ ‬أن‭ ‬يُدشّن‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬موعد‭ ‬فتح‭ ‬الأظرفة‭ ‬تأخر‭ ‬مُجدّدا‭.‬

وأطلقت‭ ‬جماعة‭ ‬طنجة‭ ‬طلبات‭ ‬عروض‭ ‬دوليَّة‭ ‬للتدبير‭ ‬المفوض‭ ‬للخدمة‭ ‬العامة‭ ‬للنقل‭ ‬الجماعي‭ ‬العمومي‭ ‬عبر‭ ‬التيليفريك،‭ ‬في‭ ‬نونبر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2022،‭ ‬بهدف‭ ‬تقديم‭ ‬الطلبات‭ ‬لاختيار‭ ‬مفوَّضٍ‭ ‬له‭ ‬يتمتع‭ ‬بالمؤهلات‭ ‬التقنيَّة‭ ‬والبشريَّة‭ ‬والماليَّة‭ ‬والقدرات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتمويل‭ ‬وتصميم‭ ‬وبناء‭ ‬وتشغيل‭ ‬وصيانة‭ ‬نظام‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬بجميع‭ ‬مكوّناته،‭ ‬مبرزةً‭ ‬أنَّ‭ ‬المشروع‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تتمة‭ ‬أشغال‭ ‬تهيئة‭ ‬ميناء‭ ‬طنجة‭ ‬المدينة،‭ ‬الذي‭ ‬عُهد‭ ‬بتنفيذه‭ ‬للشركة‭ ‬المُكلّفة‭ ‬بإعادة‭ ‬توظيف‭ ‬منطقة‭ ‬ميناء‭ ‬طنجة‭ ‬المدينة‭.‬

وصادقت‭ ‬الجماعة‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬سنة‭ ‬2021،‭ ‬وحسب‭ ‬المعطيات‭ ‬التقنيَّة‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬ستتمُّ‭ ‬مرحلة‭ ‬التنفيذ‭ ‬على‭ ‬شطرين،‭ ‬أحدهما‭ ‬إلزامي‭ ‬والآخر‭ ‬خاضع‭ ‬لشروط،‭ ‬ويظلّ‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬هو‭ ‬تجويد‭ ‬الجاذبيَّة‭ ‬السياحيَّة‭ ‬لمدينة‭ ‬طنجة،‭ ‬مع‭ ‬تبنّي‭ ‬أعلى‭ ‬المعايير‭ ‬الدوليَّة‭ ‬والالتزام‭ ‬بضمان‭ ‬جودة‭ ‬وسلامة‭ ‬المرافق‭ ‬والخِدْمات‭ ‬المقدمة‭ ‬لمستخدمي‭ ‬التيليفريك‭.‬

وظهر‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬مُجدّدًا‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬التنقّل‭ ‬الحضري‭ ‬والركن‭ ‬المستدام،‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬جماعة‭ ‬طنجة‭ ‬الممتد‭ ‬لسنة‭ ‬2027،‭ ‬الذي‭ ‬اقترح‭ ‬إنجــــاز‭ ‬دراســـة‭ ‬حول‭ ‬تنظيم‭ ‬الســـير‭ ‬بطــــنجة‭ ‬عبـــر‭ ‬وســـائل‭ ‬التنـــقل‭ ‬الصـــغيرة‭ ‬الصـــــديقــة‭ ‬للبيئة،‭ ‬مثل‭ ‬الســــكوتر‭ ‬التروتـينـــيت‭ ‬والدراجـات‭ ‬الكهــــربائيَّة‭ ‬وكـــــراسي‭ ‬متحــــــركة‭ ‬كهــــربائيَّة‭ ‬للأشخاص‭ ‬في‭ ‬وضــعيَّة‭ ‬إعاقة،‭ ‬وربـط‭ ‬محطات‭ ‬ساحة‭ ‬فارو‭ ‬والمدينة‭ ‬القديمة‭ ‬بالميناء‭ ‬الترفيهي‭ ‬عبـــــر‭ ‬النقـــــل‭ ‬الحضـــــري‭ ‬الجمــــاعي‭ ‬بواسطة‭ ‬العربــات‭ ‬المعــلقــــة‭ “‬التــيليــفيـــريـــك‭”.‬

ومنذ‭ ‬نونبر‭ ‬الماضي،‭ ‬عاد‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬مع‭ ‬قبل‭ ‬احتضان‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬إفريقيا،‭ ‬إذ‭ ‬تحدَّثت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬عمومـــيَّة،‭ ‬خاصــــّةً‭ ‬عـــن‭ ‬بـدء‭ ‬العــــمل‭ ‬فيه‭ ‬عبر‭ ‬مرحلتــــين،‭ ‬الأولـــى،‭ ‬تتـــعلق‭ ‬بإحداث‭ ‬مقطعين،‭ ‬الأوّل‭ ‬ســـيربط‭ ‬محطة‭ ‬بــــرج‭ ‬النــــعام‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬القصـــبة‭ ‬بالمحــــطة‭ ‬البحـــــريَّة‭ ‬في‭ ‬مـــيناء‭ ‬طنـــجة،‭ ‬والمقــــطع‭ ‬الثاني‭ ‬مـــــــن‭ ‬المحــــطــــة‭ ‬البحــريَّة‭ ‬إلـــى‭ ‬محطة‭ ‬المينــــاء‭ ‬التــــرفيهي‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الميناء،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ثانيَّة،‭ ‬سيتمُّ‭ ‬تنفيذ‭ ‬المقطع‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬سيربط‭ ‬محــــــطة‭ ‬المينـــاء‭ ‬التــــرفيــــهي‭ ‬بســــــاحة‭ ‬فــــارو‭ “‬ســـور‭ ‬المعكازيـــــن‭”.‬

تابعنا على الفيسبوك