رياضة
كومان.. خطيئة لابورطا

سجَّل المدرب الهولندي رونالد كومان، مدرب برشلونة الحالي، أسوأ النتائج منذ عهد مواطنه الآخر فرانك ريكارد، الَّذِي درَّب الفريق بين (2008-2003)، ففي 62 مباراة، انتصر كومان في 38 مقابلة، وتعادل في 11، وانهزم في 13 مناسبة، بنسبة 61% من الانتصارات. وبمعدل 2.02 نقطة في كلّ مباراة، وبمقارنته مع سلفه كيكي ستيين، المقال من تدريب الفريق في 17 غشت 2020، نجد أنَّ المدرب الهولندي سجَّل أرقامًا أضعف من كيكي الَّذِي حقَّق 16 انتصارًا، و4 تعادلات، و4 هزائم في 25 مباراة، بحيث حقَّق 64% من الانتصارات ومعدل نقط يصل إلى 2.08 في كلّ مباراة.
من الإنصاف أن نذكر أنَّ كومان واجه هَذِهِ السنة أزمةً رياضيَّةً وإداريَّةً داخل النادي، أبرزها انتقال نجم الفريق ميسي لباريس سان جيرمان، إضافة إلى الوضع المالي المتأزم الَّذِي لم يُمكّنه من التعاقد مع لاعب من قيمة ميسي كـ(هالاند أو مبابي).
على صعيد الألقاب سيترك كومان البارسا وقد حقَّق كأس العرش في الموسم الماضي، على عكس الموسم الَّذِي قبله، حيث خرج الفريق خاوي الوفاض، ودرَّبه مدرّبان، فابتدأ البطولة مع فالفيردي وأنهاها مع كيكي ستيين.
لابورطا رئيس نادي برشلونة، اتَّخذ قرارَ إقالة كومان قبل أيَّام، قد تكون مباراة هَذَا اليوم ضد أتليتيكو مدريد في ملعب واندا ميتروبوليتانو آخر لقاء له مع الفريق، الخسارة المذلة أمام بنفيكا (3-0) والتشكيلة الَّتِي دخل بها، أنهت صبر لابورطا عليه، خصوصًا أنَّه لم يحصد أيَّ نقطة في مقابلتيه ضمن دوري مجموعات تشامبيونز ليغ بعد الهزيمة الأولى مع بايرن ميونخ (3-0).
تأخر لابورطا في إقالة كومان يعود لسببين: أوّلهما الكلفة المالية العالية الَّتِي ينبغي لإدارة البارسا أن تدفعها للمدرب الهولندي، الَّتِي تُقدّر بـ12 مليون أورو، وثانيهما عدم الاستقرار على خلف كومان، الَّذِي ينبغي أن يكون اسمًا كبيرًا يزرع الأمل في جماهير البارسا، ويعيد لها الحماس والانتصارات، وذلك قبل انعقاد الجمعية العامة لمُنخرطي النادي المزمع عقدُها يوم 17 أكتوبر الجاري، الَّتِي يريد لابورطا أن يعقدها وقد جلب مدربًا مقنعًا للبارسا.
تناقلت وسائل الإعلام وجودَ أربعة أسماء على طاولة لابورطا لتدريب الفريق، أوّلها روبيرتو مارتنيز الإسباني، الَّذِي يدرب منتخب بلجيكا، الَّذِي تنتظره الأسبوع المقبل منافسات بطولة كأس الأمم الأوروبيَّة، فهو ذو تجربة كبيرة ويعرف النوادي الأوروبيَّة جيّدًا، في حال اختياره لن يُمكّنه الالتحاق بالبارسا إلا بعد انتهاء البطولة السالفة الذكر. كما يطرح اسم أندريا بيرلو الإيطالي الَّذِي خرج حديثًا من تجربة فاشلة مع فريق جوفينتوس رغم تردّد اسمه في وسائل الإعلام، فإنّه لا يحظى بدعم إدارة برشلونة؛ والاسم الثالث فهو تشافي هرنانديز اللاعب السابق للبارسا ومدرب فريق السد القطري، الَّذِي رفض خلال الحملة الانتخابية اختيار رئيس برشلونة الاصطفاف بوضوح لأي مرشح، الَّذِي لن يكلف خروجه من النادي القطري خزائن برشلونة شيئًا لعدم وجود شرطٍ جزائيٍّ في العقد، ويتمتع بتعاطف كبير من جماهير برشلونة، لكن قلّة خبرته تجعل لابورطا غير متحمسٍ لاختياره؛ وأمَّا مونييكو كايادو الأرجنتيني الَّذِي درَّب ريفير بلايت بنجاح، الَّذِي يريد الانتقال إلى أوروبّا، لكن انعدام خبرته بكرة القدم الأوروبيّة سيجعل من اختيارِه مغامرةً كبيرةً.
لابورطا ملزم باتّخاذ قرار اختيار مدرب جديد للفريق، اسم معروف بضمانات كبيرة، الَّذِينَ يعرفون لابورطا عن قرب يصرحون أنّه يُفضّل المدرسة الألمانيَّة (كلوب مدرب ليفربول أو توتشل مدرب تشيلسي) لكن الإمكانات المالية للفريق وارتباط هَذِهِ الأسماء بفرقها الحالية، ستضطره للاختيار بين الأربعة المذكورين أعلاه أو البحث في قائمة المدربين غير المرتبطين بأي فريق.
محمد بوزيدان
