تواصل معنا

مجتمع

كاراجات تكوين الفاشلين تتكاثر في مدينة طنجة.. هل يتدخل الوالي؟

لا يخفى عن أحد، كون أبرز الإشكالات الحقيقية، الَّتِي رصدها المختصّون في مجال الشغل، هو عدم تأهيل الشباب وإدماجهم في سوق الشغل، فغالبية الشباب خريج المعاهد الخاصة والتكوين المهني يعاني -بالدرجة الأولى- تملك ميكانيزمات العمل التطبيقي في أرض الواقع.

إنَّ هَذَا الإشكال يعود لعدّة أسباب، أوّلًا أنَّ هَذِهِ المؤسّسات الخاصة بالتكوين، كانت عمومية تابعة للدولة أو خاصة، فهي تعتمد فقط على كل ما هو نظري بعيدًا عن التطبيق، بالرغم من توفير بعض التكوينات في المجال التطبيقيّ، فإنّه يبقى غير كافٍ بشكل نهائي.

كما أنَّ هَذَا المشكل، الَّذِي أصبح يُراكم الفشل، وينتج جيشًا من العاطلين، ناتج إلى تناسل المعاهد الخاصة بشكل كبير جدًا، دون أن تخضع هَذِهِ المعاهد لمعايير علمية دقيقة تفرض عليهم، قبل أن يسمح لهم بفتح أبوابهم للآلاف من الشباب.

سعيد، أستاذ بأحد معاهد التكوين المهني في مجال الخياطة، يُؤكّد أنَّ هَذِهِ المعاهد لم تنجح في الرهان الَّذِي كان ملقيًا على عاتقها، فرغم أن فترة التكوين تدوم سنتين متتاليتين، وأنه يمزج بين الجانب النظري والتطبيقي، فإنّه لم يستطع من إنتاج شباب مؤهل للاندماج في سوق الشغل، بشكل يُلبّي حاجيات السوق المغربي. وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح خصّ به جريدة «لاديبيش»، أنَّ جيشًا من العاطلين اليوم هم نتاج هَذِهِ المعاهد، الَّتِي يجب أن يعاد النظر في طريقة تدريسها وتكوينها.

عبد الجليل، أستاذ في أحد المعاهد الخاصة، يقول في تصريح خص به «لاديبيش»، إنّ هَذِهِ المعاهد عبارة عن «كراجات تراكم الفشل لأنها تنتج ثلّة من شباب فاشل في المجال الَّذِي أراد أن يتكون فيه، ليصبح قادرًا على الاندماج في سوق الشغل». وأضاف قائلًا على الحكومة والوزارة الوصية، أنّ تتحمل مسؤوليتها وتُعيد الاعتبار لهَذَا النوع من التكوين؛ لأنّه لا يعقل أن تصبح هَذِهِ المعاهد بسبب استراتيجية غير ناجعة أن تُراكم في تأزيم الوضع.

من جهته، أكَّد معاذ الجباري، شاب يبلغ من العمر 20 سنة، تخرج بعد تكوين دام ثلاثة سنوات بمعهد خاص، أنه صدم بالواقع، فبعد حصوله على شهادة بكالوريا، رفض الالتحاق بالجامعة، راغبًا في الاستفادة من تكوين خاصّ في المجال الَّذِي يهواه، ظنًا منه أنَّ التكوين الخاص، سيساهم في إدماجه بسوق الشغل لكن ما وقع عكس ما كان يطمح له.

وأضاف ثلاثة سنوات من الدراسة، مع توفير «سطاج» في بعض الشركات، لم تُساهم نهائيًا في إنتاج شاب قادر على الانخراط بسلاسة وسهولة في عالم الشغل، بعد حصول على دبلوم تيقنت أنَّني أضعت ثلاث سنوات من حياتي، بفضل التوجيه الخطأ من جهة، وعدم توفر استراتيجية ناجعة للتدريس والتكوين بهَذِهِ المعاهد.

تابعنا على الفيسبوك