مجتمع
فضائح شركة ألزا مستمرة.. من حافلات للنقل العمومي إلى أماكن مخصصة للمتسولين

يبدو أنَّ فضائح شركة «ألزا الإسبانية» لن تتوقف فبعد حادث احتراق حافلة، وعلى متنها أزيد من 50 راكبًا في ظروف غامضة، تحوّلت حافلات ألزا اليوم، إلى أماكن مُخصّصة للمتسولين من الدرجة الأولى.
في أحد الخطوط الرابطة ما بين حي طنجة البالية وبوخالف، يصعد أشخاص، لا يبدو عليهم الوهن أو الفقر، ثياب أنيقة ولحية مهذبة، يبدون كمن كسرتهم الجائحة وأخرجتهم لطلب المساعدة من الغير، يراقبون يمينًا يسارًا ينتظرون عطف الركاب، يمارسون فنّ التأثير العاطفي بمخاطبة المشاعر وليس العقل، متسولون يختارون أرقامَ خطوط حافلات بشكلٍ دقيقٍ ومُخططٍ له مسبقا، بعد أن يحجزوا تذاكرهم، بخطاب ممزوج بالبكاء والنواح، وطلب المساعدة، هكذا يتوجه المتسول إلى الركاب فردًا فردًا «لقد فقدت عملي وعندي أطفال ولا أجد مالًا لأطعمهم لم أكن أفكر يوما أنني سأمد يدي لغيري لكن قدر الله وما شاء فعل» تصدقوا علي ببعض النقود لأوفر وجبة طعام لأطفالي اليوم.. يستمر المتسول في طلب المساعدة وجمع بعض الدراهم من الركاب وينتظر المحطة الموالية للنزول وانتظار حافلة أخرى ليعود أدراجه ويبدأ رحلة جديدة في جمع الدراهم.
هَذِهِ الظاهرة تتمُّ على مرأى ومسمع من المسؤولين عن الشركة، دون التدخل لوقف هَذَا العبث، الظاهرة الجديدة أصبحت تثير استغراب الركاب؛ نظرًا لكون المكان الطبيعي للمتسوّلين في كثير من الأحيان، هو المقاهي والمطاعم أو المسجد أو المحطات الطرقية لكن وجود المتسولين بقلب «الطرمبية» أمرٌ جديدٌ في طنجة، فما ذنب الركّاب في أن يتم إزعاجهم دون موجب حقّ، فكل من على الحافلة يعاني مشاكل اقتصادية، ولو لم يكن كذلك، لما استقل الحافلة؟ الواقع يظهر أن أساليب التسوّل أصبحت تتطوّر وبدأت تتفشّى بشكل لافتٍ داخل المجتمع الطنجاوي، فلا يكاد المواطن يكمل رحلته على متن الحافلة، حتّى يصادف أربع أو خمس متسولين في نفس الخط.. فكيف تحوّلت الحافلات من وسيلة للنقل إلى أماكن التسوّل؟ ومَن المسؤول عن عدم ردع هؤلاء؟
