تواصل معنا

آخر الأخبار

فاعلون مؤسساتيون يؤكدون ضرورة إعادة هندسة حكامة منظومة التهيئة المجالية

شدد‭ ‬عددٌ‭ ‬من‭ ‬الفاعلين‭ ‬المؤسّساتيين‭ ‬والمنتخبين‭ ‬وممثلي‭ ‬النسيج‭ ‬المدني،‭ ‬على‭ ‬أهميَّة‭ ‬تمتين‭ ‬المقاربة‭ ‬التشاركيَّة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الالتقائيَّة‭ ‬المؤسساتيَّة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنزيل‭ ‬سليم‭ ‬وناجع‭ ‬لتصاميم‭ ‬التهيئة‭ ‬بالمجالات‭ ‬الترابيَّة‭ ‬التابعة‭ ‬لعمالة‭ ‬طنجة‭-‬أصيلة،‭ ‬داعين‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تحديد‭ ‬الأدوار‭ ‬والاختصاصات،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬تقويَّة‭ ‬الوظيفة‭ ‬التقريريَّة‭ ‬للجماعات‭ ‬الترابيَّة‭ ‬وتعزيز‭ ‬نجاعة‭ ‬منظومة‭ ‬التخطيط‭ ‬الترابي‭.‬

وأكَّد‭ ‬المتدخلون،‭ ‬خلال‭ ‬ندوة‭ ‬موضوعاتيَّة‭ ‬نظَّمتها‭ ‬جمعيَّة‭ ‬الأعمال‭ ‬الاجتماعيَّة‭ ‬للصحفيين‭ ‬الشباب،‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬عددٍ‭ ‬من‭ ‬المنابر‭ ‬الإعلاميَّة‭ ‬الإلكترونيَّة،‭ ‬أنَّ‭ ‬التأخر‭ ‬في‭ ‬إخراج‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬تصاميم‭ ‬التهيئة‭ ‬إلى‭ ‬حيز‭ ‬الاعتماد‭ ‬النهائي‭ ‬يشكل‭ ‬عائقًا‭ ‬بنيويًّا‭ ‬أمام‭ ‬استدامة‭ ‬الاستثمار،‭ ‬واستقرار‭ ‬المعاملات‭ ‬العقاريَّة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬المجاليَّة،‭ ‬داعين‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬آليات‭ ‬لتجويد‭ ‬الحكامة‭ ‬الترابيَّة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الورش‭ ‬الاستراتيجي‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أكَّد‭ ‬عبد‭ ‬العظيم‭ ‬الطويل،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬جماعة‭ ‬طنجة،‭ ‬أن‭ ‬وثيقة‭ ‬تصميم‭ ‬التهيئة‭ ‬تندرج‭ ‬ضمن‭ ‬المنظومة‭ ‬القانونيَّة‭ ‬المؤطرة‭ ‬للتنميَّة‭ ‬المجاليَّة،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تنزيلها‭ ‬العملي‭ ‬يواجه‭ ‬إكراهات‭ ‬مرتبطة‭ ‬بتعدد‭ ‬المتدخلين،‭ ‬وتداخل‭ ‬الاختصاصات،‭ ‬وضعف‭ ‬التنسيق‭ ‬البيني‭ ‬بين‭ ‬القطاعات‭ ‬المعنيَّة‭.‬

وأبرز‭ ‬الطويل،‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬الحالي‭ ‬للجماعات‭ ‬الترابيَّة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسطّرة‭ ‬يظل‭ ‬استشاريًّا،‭ ‬ما‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬فاعليتها‭ ‬المؤسساتيَّة،‭ ‬داعيًّا‭ ‬إلى‭ ‬تأهيلها‭ ‬للاطّلاع‭ ‬بوظيفة‭ ‬تقريريَّة‭ ‬فعليَّة،‭ ‬انسجامًا‭ ‬مع‭ ‬مقتضيات‭ ‬الديمقراطيَّة‭ ‬التشاركيَّة‭ ‬ومبادئ‭ ‬التدبير‭ ‬الحر‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬شدَّد‭ ‬محمد‭ ‬الحمامي،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬مقاطعة‭ ‬بني‭ ‬مكادة،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تمكين‭ ‬الفاعل‭ ‬الترابي‭ ‬من‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬المساطر‭ ‬المرتبطة‭ ‬بإعداد‭ ‬وتصديق‭ ‬تصاميم‭ ‬التهيئة،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أنَّ‭ ‬إسناد‭ ‬هذا‭ ‬الورش‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬إلى‭ ‬مكاتب‭ ‬دراسات‭ ‬خارجيَّة‭ ‬يفرغه‭ ‬من‭ ‬مضمونه‭ ‬المجالي،‭ ‬ولا‭ ‬يعكس‭ ‬الخصوصيات‭ ‬الترابيَّة‭ ‬الدقيقة‭.‬

وأكَّد‭ ‬الحمامي،‭ ‬أنَّ‭ ‬مجلس‭ ‬جماعة‭ ‬طنجة،‭ ‬باعتباره‭ ‬مؤسّسة‭ ‬منتخبة‭ ‬ديمقراطيًّا،‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجيَّة‭ ‬متكاملة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تُؤخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬كإطار‭ ‬مرجعي‭.‬

أما‭ ‬رضوان‭ ‬غيلان،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬جماعة‭ ‬اكزناية،‭ ‬فقد‭ ‬اعتبر‭ ‬أنَّ‭ ‬تمركز‭ ‬القرار‭ ‬لدى‭ ‬الوكالة‭ ‬الحضريَّة‭ ‬يُضعف‭ ‬من‭ ‬الممارسة‭ ‬الفعليَّة‭ ‬للاختصاصات‭ ‬الموكولة‭ ‬للجماعات‭ ‬بموجب‭ ‬القوانين‭ ‬التنظيميَّة،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬التمثيليَّة‭ ‬المؤسساتيَّة‭ ‬للجماعات‭ ‬داخل‭ ‬اللجان‭ ‬المعنيَّة‭ ‬بإعداد‭ ‬هذه‭ ‬الوثائق‭ ‬تبقى‭ ‬شكليَّة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬وظيفيَّة،‭ ‬مما‭ ‬يُفقد‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابيَّة‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬السياسات‭ ‬المجاليَّة‭.‬

بدوره،‭ ‬عبر‭ ‬المستشار‭ ‬الجماعي‭ ‬حسن‭ ‬بلحيضر‭ ‬عن‭ ‬قلقه‭ ‬إزاء‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بغياب‭ ‬الشفافيَّة‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬مراحل‭ ‬إعداد‭ ‬التصاميم،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجماعات‭ ‬تُستدعى‭ ‬للمصادقة‭ ‬دون‭ ‬تمكينها‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬فعليَّة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تُهيمن‭ ‬منطقيا‭ ‬تعليمات‭ ‬فوقيَّة‭ ‬ومصالح‭ ‬فئويَّة‭ ‬ضيقة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الورش،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬وثائق‭ ‬التهيئة‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬الإنصاف‭ ‬المجالي‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬في‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬العقار‭ ‬والتجهيزات‭ ‬العموميَّة‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬دعا‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬جناتي،‭ ‬رئيس‭ ‬مرصد‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬والمآثر‭ ‬التاريخيَّة،‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬التصوّر‭ ‬العملي‭ ‬لوثيقة‭ ‬التهيئة،‭ ‬بما‭ ‬يجعلها‭ ‬مرجعيَّة‭ ‬لتدبير‭ ‬المجال‭ ‬الحضري‭ ‬في‭ ‬شموليته،‭ ‬مبرزًا‭ ‬أنها‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تعالج‭ ‬رهانات‭ ‬البيئة،‭ ‬وتثمين‭ ‬المناطق‭ ‬الخضراء،‭ ‬وتحسين‭ ‬الولوجيَّة،‭ ‬وضمان‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الترفيه،‭ ‬وصيانة‭ ‬الهويَّة‭ ‬العمرانيَّة‭ ‬والمعماريَّة‭ ‬للمدينة،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬طنجة‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬مؤهلات‭ ‬واعدة‭ ‬تؤهلها‭ ‬لتصبح‭ ‬نموذجًا‭ ‬وطنيًّا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاستدامة‭ ‬الحضريَّة‭.‬

وقدَّمت‭ ‬ناديَّة‭ ‬الخمال،‭ ‬ممثلة‭ ‬المجلس‭ ‬الجهوي‭ ‬للموثقين،‭ ‬عرضا‭ ‬تركيبيا‭ ‬حول‭ ‬المرتكزات‭ ‬القانونيَّة‭ ‬والمؤسساتيَّة‭ ‬لتصميم‭ ‬التهيئة،‭ ‬باعتباره‭ ‬وثيقة‭ ‬ذات‭ ‬أثر‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬منظومة‭ ‬التوثيق‭ ‬والمعاملات‭ ‬العقاريَّة،‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وضوح‭ ‬مضامينه‭ ‬وشموليته‭ ‬المجاليَّة‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أكَّد‭ ‬النائب‭ ‬البرلماني‭ ‬الحسين‭ ‬بن‭ ‬الطيب،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬والخدمات‭ ‬لجهة‭ ‬طنجة‭-‬تطوان‭-‬الحسيمة،‭ ‬أن‭ ‬تأخر‭ ‬إخراج‭ ‬هذه‭ ‬الوثائق‭ ‬مرهون‭ ‬بوثائق‭ ‬استراتيجيَّة‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬التصميم‭ ‬الجهوي‭ ‬لإعداد‭ ‬التراب،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اعتماده‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬المعطيات‭ ‬الجديدة،‭ ‬ما‭ ‬يستدعي‭ ‬تحيينه‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬استشرافيَّة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬المتغيرات‭ ‬المجاليَّة‭ ‬والتحولات‭ ‬الاقتصاديَّة‭ ‬والاجتماعيَّة‭ ‬المتسارعة‭.‬

تابعنا على الفيسبوك