تواصل معنا

رياضة

عين على أبناء طنجة الحلقة: الرابعة عشر: أحمد العروسي مسار شاق.. من طفل حالم إلى مدرب ناجح في مجال كرة السلة

مما لا شكّ فيه، لا يختلف اثنان، كون أنَّ مدينة طنجة أو طنجى أو طنجيس، ليست كجُلّ أو باقي المدن الأخرى، فهي مدينة الاستثناء في وطننا العزيز هذا، كيف لا وهي المدينة الَّتِي أنجبت على طول امتد عقود وسنوات مضت، جيلًا من النخب والأطر المثقَّفة والسياسيَّة والأكاديميَّة، وجيلًا من رجال المقاومة الوطنيَّة سواء كانوا أعضاء بالحركة الوطنيَّة أم بجيش التحرير، وأيضًا أنجبت مئات من الخبراء ومن الأساتذة الجامعيّين ومن الفنَّانين، كما أنجبت عددًا من الرياضيّين ومن المُسيّرين وغيرهم من الباحثين والمختصّين في مجالات مختلفة ومتعدّدة.

فقد استطاعت مدينة طنجة المغربيَّة إلهام عددٍ من الكتَّاب والفنَّانين والرسامين والمسرحيين والموسيقيين العالميين، فاختاروها مكانًا لإقامتهم الدائمة، أو وجهتهم المفضلة كلما زاروا المغرب، فحضرت في المتخيل الإبداعيّ والفنّيّ المغربيّ والعربيّ والعالميّ، من خلال قصص شفهيَّة، وروايات، ومسرحيات، ولوحات فنيَّة، وأعمال سينمائية خلدت اسمها، وأبرزت فضاءاتها وأمكنتها الساحرة، الَّتِي ما زالت إلى اليوم تستهوي عديدًا من الفنَّانين والمخرجين المغاربة والعالميّين، الَّذِينَ يختارونها فضاء لأعمالهم السينمائية.

 لكن من الصعب أو النادر أن تجد شخصًا رغم صغر سنه، فإنّه قرَّر تكريس نفسه لخدمة مدينته ووطنه، فهو يعشق التفاني في العمل، فكل من يعرفونه يقرون بصدقه ووفائه وعطائه، إذ يعتبره الكثيرون رمزًا للشباب المعطاء المكافح في مجاله.

كما من الصعب أن تجد شخصًا في مقتبل العمر، يكتسب شخصيَّة ناجحة في مساره المهني والرياضي والخيري، بل قادر على المساهمة في إعطاء إشعاعٍ كبيرٍ لمدينته كيف لا وهو الَّذِي قرر طوعا أن يمثل مدينته في العديد من المحافل الوطنيَّة، وهو أيضا الإنسان الشاب الَّذِي تربَّى على القيم التضامن والتعاون والتطوع.

حسن تواضعه وتواصله وإصغاؤه أيضًا للآخرين، جعل منه رمزًا يُحتذى به في صفوف كل من عايشوه، فرغم انتمائه لجيل شبابيّ، فإنّه يحسن التواصل مع جُلّ الفئات العمريَّة كانوا شيوخًا كبارًا شبابًا أو أطفالًا، وهَذَا ما يجعله محبوبًا عند الكلّ.

لا يمرّ يومٌ واحدٌ إلا وتجده يُعبّر عن عشقِه وحبِّه لمدينة طنجة، فهو الشخص الَّذِي لا يمكنه أن يتوانى عن خدمة مدينتِه وساكنتِها مهما حدث، وإن كان ذلك على حساب وقته، فالمدينة والوطن من أهمّ أولوياته.

اليوم وفي إطار سياسة جريدة «لاديبيش»، الَّتِي تحاول رصد كلِّ الشَّخصيات الشَّمالية والطَّنجاويَّة الناجحة بامتيازٍ وتقديرٍ في مجالها، أو الشَّخصيات الَّتِي قرَّرت شق مسار صعبٍ لكتابة اسمها بمداد من الافتخار، ارتأت أن تتوقَّف عند شاب، المجال الرياضي لغة له، فكلما تقدم في السن إلا وازداد حكمةً ونضجًا وعطاءً لمدينته ووطنه، وراكم نجاحات ذاتيَّة يشهد له بها الكلّ.

  • ينحدر من طنجة العالية.. 36 سنة كافيَّة لنحت اسمه بطنجة العالية

لم يكن يظن «أحمد العروسي» المزداد سنة 1987، بمدينة طنجة، عاصمة شمال المملكة المغربيَّة، وبالضبط بحي «كاسطيا» التابعة لمقاطعة السواني، وهو الحي الَّذِي نشأ وترعّرع فيه، أنه سوف يصبح يومًا ما شخصيَّة رياضيَّة مرموقةً ومعروفةً، حظيت باحترام الجميع أو على الأقل شخصيَّة بصمت اسمها بمدينة طنجة، بل شخصيَّة أسهمت في تنشيط المجال الرياضيّ، فأينما وليت وجهك الا ووجدته حاضرًا في جُلّ قاعات كرة السلة، كمدربٍ وعاشقٍ للكرة البرتقاليَّة وأينما رصدت أذنيك الا والتقطت اسمه، ومتى ناديت عليه إلا ووجدته خدومًا حاضرًا معك في جُلّ أنشطتك.

أحمد العروسي من أصول جبليَّة، حيث ينحدر الأب من مولاي عبد السلام المنتمي لإقليم العرائش، بينما الأم من أصول ريفيَّة، وبالضبط الحسيمة، فأحمد لعروسي جمع ما بين التربيَّة والعادات والتقاليد الجبلية والريفيَّة الأصيلة، أطفأ شمعته السادسة والثلاثون يوم 29 غشت من السنة الماضيَّة، يحاول أن يشقّ طريقَه بكل ثبات، حتّى يترك بصمتِه في المجال الَّذِي يشتغل ويعمل فيه عن حبّ واقتناع.

أحمد لعروسي، متزوج وأب لطفلة واحد، وهي الطفلة الَّتِي يحاول رفقة رفيقة دربه، أن يربيها على قيم حبّ الوطن وقيم التعاون والتضامن والإخاء، فهو يحاول أن يزرع كل ما تربّى عليه لخلفِه الصالح، حتّى يكون خير خلف لخير سلف

العروسي أحمد النشأة والتربيَّة في وسط محافظ

نشأ وتربَّى أحمد العروسي، ابن الأسرة الطنجاويَّة في وسط محافظ على العادات والتقاليد والقيم الدينيَّة لديننا الإسلاميّ الحنيف، وفي الوقت نفسه أسرة منفتحة وحداثيَّة بشكل لا يختلف مع كل ما يحافظ على الموروث الإنسانيّ، ذو بعد مغربي. وهو الأمر الَّذِي ساهم في تكوين شخصيته القويَّة والشجاعة والمغامرة بشكلٍ كبيرٍ، بالإضافة إلى انتمائه للمدينة طنجة العالية، ملتقى البحرين، الَّتِي تُعدُّ أيضا ملتقى الثَّقافات ومهد الحضارات وتلاقح القيم الإنسانيَّة والدينيَّة، فهو من مواليد مدينة طنجة العالية، بوابة إفريقيا المطّلة على أوروبا، نتيجة لاستقرار أسرته الكريمة بمدينة طنجة وبالضبط بحي كاسطيا.

في هَذَا الحي رأى «العروسي أحمد» النور حيث تربَّى وترعرع وكوَّن علاقات مع مجموعة من أبناء الحي الَّذِي كان في حينه، تلك الصداقات ما زال يحتفظ بها لحدود الساعة رغم أنَّ السبل وظروف الحياة تعددت.

فأحمد العروسي، ككلٍّ طفلٍ مغربيٍّ وطنجاويٍّ، قضى طفولته رفقة أبناء الحي وكان يعشق لعب كرة القدم، إلى جانب لعبه كرة التنس بالملعب البلدي بطنجة، بحكم أن يسكن بالقرب منه.

طبعا المجال المكاني الأول هو الحي ومن خلاله كان انفتاحه على باقي فضاءات مدينة طنجة، وبالنسبة له في فترة الطفولة كان مبهورًا بمصطلح(المدينة) فكان هو الأكثر ترددا واستعمالا من اسم المدينة، كانت المدينة وزيارتها والغوص في عوالمها حلما وعشقا، خصوصا عندما يسمع «سيدي بوعراقيَّة والجبل الكبير وحسنونة والسوق دبرا والسوق الداخل والقصبة والحافة ومرشان والبلاية ووكسبراطا والسواني…».

كل اسم كان له بمنزلة تحدٍّ من أجل الاستكشاف، من أجل معرفة (أمم) هَذِهِ المدينة السرمديَّة، وكل حي كان يرتبط في استكشافِه بغرض أو موضوع، وغالبًا كان التحدّي يرفع بعد سماع قصص شباب الحي الَّذِينَ يكبرونه سنًا وعن مغامراتهم وزياراتهم والصداقات الَّتِي تكوّنت مع أبناء تلك الأحياء البعيدة، الَّتِي كانت هي حافة العالم الَّتِي ينتهي عندها كلَّ شيء.

طبعا كل تلك العوالم المشكلة لفضاء المدينة في أبعاده الزمانيَّة والمكانيَّة، كان لها الأثر الذهنيّ والنفسيّ والسوسيولوجيّ في تشكيل شخصيَّة العروسي الطفل ثم الشاب ثم الأب، بداية بتخيل المكان/ الفضاء والتموضع فيه لاحقًا حسًا وواقعًا.

كل هَذَا ساهم في تقويَّة شخصيَّة «أحمد العروسي» في السنوات الأخيرة بسبب انخراطه أيضًا في المجال الرياضيّ والخيريّ والتطوّعيّ، وهو العمل الَّذِي يمارسه في صمتٍ.

أحمد العروسي الابن البار لمدينة طنجة العالية، يبدي تتبعًا واهتمامًا دقيقًا بالقضايا الوطنيَّة، فهو متتبع جيّدٌ للشأن المحلي، كما أنَّه متابع جيّد لكل التفاصيل الدقيقة الَّتِي تعيشها أو تعرفها المدينة بشكل يومي بل لحظي، رغم أنه لا يمارس العمل السياسي ولا ينتمي لأي هيئة سياسيَّة

  • العروسي.. هوايات متعددة ومختلفة

لأحمد العروسي الشاب الحالم هوايات متعددة ومختلفة، هوايات ربما استمدها من عمق المحيط الَّذِي عاش فيه، فهو المحب العاشق للقراءة الصحف ومتابعة الأخبار الدولية والوطنيَّة والرياضيَّة على اعتبار أنه ينتمي للجسم الرياضيّ.

يمتلك العروسي هواية السفر، خصوصًا المناطق الَّتِي تجمع بين الجبل ليكتشف أسراره وما بين البحر ليكتشف أغواره، ولاكتشاف أيضا بلدان جديدة وثقافات جديدة، فهو عاشق للغابات والشواطئ والمناظر الطبيعيَّة الخلابة.

كما يعشق أحمد العروسي الَّذِي مارس ككلّ الأطفال لعبة كرة القدم في صغره، مشاهدة مقابلات الكرة، فهو عاشق لنادي اتّحاد طنجة لكرة القدم، ويتمنى لها حظًا موفقًا، حتى تعود إلى السكة الصحيحة، كما يحب لعبة التنس الَّتِي مارسها كما سلف الذكر، أما عشقُه الأبدي فيكمن في الكرة البرتقالية، كرة السلة.

  • أحمد العروسي.. مسار علمي وأكاديمي متميز

لأحمد العروسي مسار دراسي سلسٍ وناجحٍ بامتياز، فالرجل كان يعي جيّدًا أنَّ النجاح في مساره الحياتي لا يكمل الا بالنجاح على المستوى الدراسيّ والعلميّ، فلم يكن ليضيع وقته، وتمكن بأن يجمع ما بين دراسته حبه للرياضة الَّتِي تألق فيها وسطع اسمه على المستوى المحليّ.

ففي سنة 1994، التحق الطفل أحمد العروسي، بابتدائية «الهدى»، وهناك درس مرحلة الابتدائي، ليحصل على شهادة المستوى السادس الابتدائيّ أو الإشهاديّ، ليلتحق بعد ذلك، إلى الثانويَّة الإعداديَّة عبد الخالق الطريس، الَّتِي تقع بمقاطعة السواني، وهناك بدأت تطفو على السطح اهتماماته بكرة السلة، أنهى مساره الإعدادي، ليلتحق بالسلك الثانوي بالثانويَّة التأهيلية «أبو بكر الرازي»، الَّتِي درس فيها سنة واحدة، ثم انتقل إلى مدينة الرباط.

في مدينة الرباط درس ما تبقى من مرحلة الثانوي بثانويَّة الحسن الثاني الموجودة بحي حسان، حيث حصل هناك على شهادة البكالوريا شعبة (الاقتصاد)، الأمر الَّذِي فتح شهيته لاستكمال مشواره الدراسي، الَّذِي يُعدُّ جزءًا مهمًّا من حياته

خلال مرحلته بالسلك الثانوي، بدأت تتشكل لبنات الأولى من شخصيَّة العروسي، فالدراسة والانخراط في الحياة المدرسيَّة وف أنشطتها لم تمنعه من مزاولة كرة السلة حيث تدرج في جل الفئات العمريَّة للمنتخب الوطني المغربي لكرة السلة، وقرَّر العودة مجددًا لمسقط رأسه طنجة العالية، ليكمل مشوارَه الدراسيَّ الجامعيَّ.

حيث أكمل أحمد العروسي مشوارَه الجامعيَّ بالمدرسة العليا للتجارة والتسيير، ونال من خلالها الإجازة ثم شهادة الماستر في شعبة التسيير وإدارة الأعمال، لينفتح بعد ذلك على المجال المهني.

  • أحمد العروسي.. مسار مهني ورياضي حالم وطموح

لأحمد العروسي مسار مهني وحياتي مختلف ومتميز، فالرجل بحكم تكوينه الأكاديمي، يعمل في المجال المهني في المواصلات واللوجيستيك بميناء طنجة المتوسطي.

عمله شكَّل لحظةً فارقةً في حياته، ووَفْق ما صرح به لمحيطه، فالمجال المهني الَّذِي ينتمي له يعتبرها نقلة نوعية لمساره المهني، حيث تعلّم من خلالها الكثير.

أحمد العروسي الشاب الوسيم ذو السادسة والثلاثون سنة، يطمح إلى تطوير ذاته مهنيا، وتسلق أعلى المراتب مستقبلًا، خصوصًا أنَّ مجال عمله مرتبط بمجالات اهتماماته حياتيًّا. أما على مستوى المسار الرياضي، فأحمد العروسي جمع ما بين لعب كرة السلة وتألق فيها وما بين مجال التدريب والتأطير وتألق أيضا رغم صغر سنه وترك بصمته في ذلك.

فأحمد العروسي، هو لاعب سابق لنادي اتّحاد طنجة لكرة السلة الفريق الأم وعشقه الأبدي والدائم، قضى معهم أوقاتًا جميلة جمعت بين الفرح والحزن أحيانًا، لعب أحمد العروسي أيضًا للفريق الثاني آنذاك لمدينة طنجة، نهضة طنجة، كما لعب أيضا في صفوف النادي المغرب الرياضي الرباطي العريق.

 فالعروسي تألق كثيرًا في مجال كرة السلة، عشقه واجتهاده ومثابرته، جعلته ليصبح لاعبًا دوليًّا مع المنتخب المغربي، حيث سبق وأن تدرج بكل الفئات العمريَّة للمنتخب الوطني كرة السلة.

مساره لم يكن ليخلو من إحراز بعض الألقاب، حيث حاز على لقب البطولة الوطنيَّة مع فريق اتّحاد طنجة بمدينة تطوان موسم 2008-2009، ثُمّ حاز على لقب بطولة المغرب للقسم الوطني الثاني مع فريق نهضة طنجة.

هَذَا وقد شارك أحمد العروسي في عدّة تظاهرات دوليَّة مع المنتخب الوطني وأهمها البطولة العربيَّة بسوريا سنة 2006، كما شارك في معسكر تدريبي بدولة جنوب أفريقيا تحت إشراف الرابطة الأمريكيَّة لكرة السلة سنة 2005.

في سنة 2014، قرر اللاعب المغربي ابن مدينة طنجة، أن يعتزل بشكلٍ نهائيٍّ لعب كرة السلة وهو في أوج عطائه، ليبدأ تجربة جديدة في عالم كرة السلة، فقد انتهى مساره كلاعب، لكن سوف يبدأ مشواره مدربًا.

في سنة 2015 بدأ، أحمد العروسي مشوار التدريب، فبدايته كانت كمساعد مدرب بفئة الكبار لفريق نهضة طنجة لموسمين، لعب خلال نهائيي البطولة والكأس العرش، بعد ذلك اشتغل كمدربٍ رئيسيٍّ بفئة أقل 16 سنة لفريقه الأم اتّحاد طنجة سنة 2017.

بعد تألق مع الفئة العمريَّة، عمل كمساعدٍ مدرب لفريق مجد طنجة سنة 2018 بالقسم الوطني الثالث وحقَّق معه بطولة المغرب والصعود للقسم الوطني الثاني، الأمر الَّذِي جعله يتحمل المسؤولية كمدربٍ رئيسيٍّ للفريق الثاني للمدينة حاليًا مجد طنجة سنة 2019 اشتغلت وحقَّق معه الصعود للقسم الوطني الأول.

خلال سنة 2022، وبعد مرور جائحة كورونا الَّتِي اجتاحت العالم، عاد مجدّدًا العودة للفريق الأم اتّحاد طنجة واشتغلت مع فئة أقل من 18 سنة، شارك معه ببطولة القسم الوطني الثالث وحقَّق لقب بطولة المغرب دون أي هزيمة، وهي سابقة في تاريخ النادي.

 في سنة 2023 التحق بالطاقم التقني لفريق الكبار كمدرب مساعد، ليكمل الموسم كمدرب رئيسي وحقَّق معهم التأهل لمرحلة البلاي أوف محتل المرتبة الرابعة في الترتيب العام، ونصف نهائي كأس العرش، في السنة نفسها شارك بالبطولة الإفريقيَّة لكرة السلة الثلاثيَّة (3×3) بمصر كناخب وطني لفئة الكبار.

  • أحمد العروسي والمجال التكويني

خاض اللاعب السابق لكرة السلة والمدرب الحالي، عدّة دورات تكوينيَّة داخل المغرب وخارجه مع مدربين دوليين كبار أمثال ناخب المنتخب الإسباني سيرجيو سكاريولو وبابلو لاسو المدرب السابق لريال مدريد وزيلو أوبرادوفيش الصربي شيخ المدربين في أوروبا والمدرب الأكثر تتويجًا ببطولة عصبة الأبطال الأوروبيَّة 9 بطولات.

أحمد العروسي حائز اليوم على دبلوم دولي درجة 2 FIBA، وما زال يواصل مشواره التكويني حتى يصل لأعلى المراتب، تكوينه في مجال التدريب، ومراكمته للخبرة في مجال التدريب، تفتح له أفق تدريب أعتد الفرق الوطنيَّة في مجال كرة السلة، وربَّما مستقبلا تدريب المنتخب الوطني المغربي لكرة السلة.

فإذا كان العروسي قد آمن بضرورة الدراسة للنجاح في مساره الحياتي، فهو يؤمن اليوم بضرورة التكوين وتطوير الذات للنجاح في مساره الرياضي.

  • أحمد العروسي والعمل الجمعوي والتطوعي

لم تكن لشخصيَّة أحمد العروسي أن تتقوّى بهَذِهِ الكيفيَّة، دون انخراطه في العمل الجمعوي والتطوعيّ، والخيريّ، لكنَّه يعمل في صمت ولا يحب البهرجة.

يقول احمد العروسي في إحدى تصريحاته الإعلاميَّة، «أعشق العمل التطوعي والخيري لكن دون بهرجة وأخذ صور وفيديوهات شاركت في عدة أعمال خيريَّة وإنسانيَّة في سبيل الله».

فالعمل الخيري والتطوعي، في نظره، لا يحتاج إلى البهرجة، وإنَّما يحتاج إلى الصدق والإخلاص في العمل والوفاء لما يقوم به، فعكس ذلك يفقد الأمر مصداقيته. ولا ينكر أحمد العروسي، أنَّ للإعلام والصحافة مكانة مهمة في حياة كل رياضي، فالاهتمام الإعلامي أمر محمود ومشجع للغاية، فلعروسي يحظى بثقة طرف الإعلاميّين والصحفيّين الشباب الَّذِينَ يواكبون مساره الرياضي.

لكن ربما خجل أحمد العروسي، لم يجعله يحظى بالاهتمام الكافي رغم ما حققه من النتائج المتميزة في مواره كلاعب وكمدرب.

  • أحمد العروسي المغربي الَّذِي لا يحب مزاولة العمل السياسي

يبقى أحمد العروسي كأغلب الشباب المغربي الَّذِي يعزف على ممارسة العمل السياسي بشكل مُنظّم داخل أي حزب سياسي بالمغرب، هَذَا النفور يجعله يلتحق بركب الآلاف من الشباب المغربي الَّذِي لا يحب خوض هَذِهِ التجربة لعدّة عوامل موضوعيَّة.

بالمقابل هَذَا لا يعني أنَّ العروسي لا يهتم بالشأن السياسي المحلي والوطني، فهو متتبع لأدق التفاصيل، الَّتِي تشهدها المدينة، لكن التمييع للعمل السياسي يجعله دائما يتفادى الاهتمام التنظيمي أي تجربة سياسيَّة كيف ما كانت.

فخلال انتخابات 8 شتنبر 2021، لم يغريه جُلّ العروض السياسيَّة أو الخطابات السياسيَّة الَّتِي اجتاحت بلادنا على المستوى الوطني أو طنجة على المستوى المحلي، فالمشاركة المواطنة في عملية التصويت كناخب والتعبير عن الرأي كيف ما كان لا يعني ممارسة العمل السياسي المنظم.

  • أحمد العروسي وارتباطه بالقضيَّة الفلسطينيَّة

أحمد العروسي مثله مثل غالبيَّة المغاربة، يُعدُّ القضيَّة الفلسطينيَّة قضيَّة وطنيَّة، فبالنسبة له القضيَّة الفلسطينيَّة هي إحدى القضايا الدولية المعقدة الَّتِي تمتد لعقود طويلة من الزمن، قضيَّة تاريخيَّة تتعلق بحقوق الفلسطينيين ووجودهم في دولتهم فلسطين المحتلة ومنطقة الشرق الأوسط.

فالعروسي تعتبر القضيَّة الفلسطينيَّة مرتبطة بمجموعة من الأحداث والمستجدات الَّتِي شهدتها المنطقة على مر العقود وهي محور صراع دموي طاحن أثّر في حياة ملايين الناس.

  • الموت يفجع أحمد العروسي

خلال مسار حياته مرر «أحمد العروسي» بأوقاتٍ صعبةٍ للغاية، محطات أفجعته في حياته أبرزها مفارقة جدته.

أحمد العروسي، لحظة حزينة أثَّرت فهي كثيرًا يوم وفاة جدته عندما كان صغيرا وكان خارج مدينة طنجة في تلك اللحظة ولم يتمكن من الحضور لجنازتها وكان قريبًا جدا منها حيث كانت تمنحه كل الحب والحنان والعطف رحمها الله.

 فالموت أفجع لعروسي، كما يفجع جُلّ البشر، فالفقدان النهائي دائمًا ما تكون محطة صعبة في حياة كل إنسان.

  • أحمد العروسي.. محطات أمل

في مقابل لحظات الحزن والضعف والأسى الَّتِي مر بها اللاعب الدولي السابق لكرة السلة والمدرب الحالي «أحمد العروسي» هناك فترات وأحداث كان لها أثر التخفيف، خصوصًا بعد نجاحِه في مسارِه العلمي والأكاديمي، أو من خلال نجاحه في مساره الرياضي. لكن تبقى أبرز لحظة في حياته هو اليوم الَّذِي رزقه الله بمولودة كانت لحظة جد مؤثرة في حياته.

تابعنا على الفيسبوك