تواصل معنا

مجتمع

طنجة.. مختصون يدعون إلى مقاربة متعددة الأبعاد للحد من ظاهرة التنمر المدرسي

دعا‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬الدولية،‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬17‭ ‬أبريل‭ ‬الجاري،‭ ‬بمدينة‭ ‬طنجة،‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬مقاربة‭ ‬متعدّدة‭ ‬الأبعاد‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬التنمر‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬المدرسي،‭ ‬إذ‭ ‬أشار‭ ‬المتدخلون‭ ‬في‭ ‬الندوة،‭ ‬المنظمة‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬المركز‭ ‬الجهوي‭ ‬لمهن‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭ ‬لجهة‭ ‬طنجة‭-‬تطوان‭-‬الحسيمة‭ ‬بشأن‭ ‬موضوع‭ “‬التنمر‭ ‬بين‭ ‬التلاميذ‭.. ‬رؤى‭ ‬متقاطعة‭”‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬مناخ‭ ‬ملائم‭ ‬للتعلم‭ ‬بالوسط‭ ‬المدرسي‭ ‬يُعدُّ‭ ‬مسؤوليَّة‭ ‬جماعية‭ ‬تقتضي‭ ‬مقاربة‭ ‬شاملة‭ ‬ومتعددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬لاحتواء‭ ‬ظاهرة‭ ‬التنمّر‭ ‬والعنف‭ ‬المدرسيين،‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الوقاية‭ ‬والرصد‭ ‬والعلاج‭.‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬أكدت‭ ‬مديرة‭ ‬برنامج‭ “‬جيني‭”‬،‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬والتعليم‭ ‬الأولي‭ ‬والرياضة،‭ ‬إلهام‭ ‬لعزيز،‭ ‬أن‭ ‬إرساء‭ ‬جوّ‭ ‬آمن‭ ‬تسوده‭ ‬الثقة‭ ‬بالمؤسَّسات‭ ‬التعليمية‭ ‬يُعدُّ‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬التزامات‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬2022‭-‬2026،‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬تنفيذها،‭ ‬مُشدّدة‭ ‬على‭ ‬أنَّ‭ ‬جميع‭ ‬المتدخلين‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬التربوية‭ ‬وشركاءها‭ “‬مسؤولون‭ ‬عن‭ ‬تحسين‭ ‬مناخ‭ ‬التعلم‭ ‬داخل‭ ‬المدارس‭”.‬

كما‭ ‬تطرقت‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬تكوين‭ ‬المكوّنين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تحسين‭ ‬البيئة‭ ‬المدرسية‭ ‬والرامي‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬التلاميذ‭ ‬من‭ ‬التحرُّش‭ ‬والتنمر،‭ ‬لا‭ ‬سيَّما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الرقمي،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬خلق‭ ‬فضاء‭ ‬آمن‭ ‬داخل‭ ‬المؤسَّسات‭ ‬التعليمية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتلاميذ،‭ ‬موضحةً‭ ‬أنَّ‭ ‬البرنامج‭ ‬يستهدف‭ ‬نحو‭ ‬2200‭ ‬مؤسسة‭ ‬للتعليم‭ ‬الثانوي‭ ‬الإعدادي‭ ‬بجميع‭ ‬الأكاديميات‭ ‬الجهوية‭ ‬للتربية‭ ‬والتكوين‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬سنة‭ ‬2026،‭ ‬وتكوين‭ ‬ما‭ ‬يناهز‭ ‬6600‭ ‬مؤطر‭ ‬مختصّ‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬التربوي‭ ‬والتوجيه‭ ‬بمعدل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أطر‭ ‬لكل‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية‭.‬

بالمقابل،‭ ‬أكدت‭ ‬رئيسة‭ ‬المشروع‭ ‬والمدربة‭ ‬بمركز‭ ‬الموارد‭ ‬والدراسات‭ ‬المنهجية‭ ‬لمكافحة‭ ‬التنمر‭ (‬ReSIS‭) ‬بالمغرب،‭ ‬أمل‭ ‬حسون،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يروم‭ ‬تكوين‭ ‬مدربين‭ ‬وأطر‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬رصد‭ ‬والوقاية‭ ‬من‭ ‬التنمر‭ ‬والتحرش‭ ‬وتطوير‭ ‬المهارات‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للتلميذات‭ ‬والتلاميذ،‭ ‬مع‭ ‬تكوين‭ ‬أساتذة‭ ‬وتلاميذ‭ ‬سفراء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬لا‭ ‬سيَّما‭ ‬داخل‭ ‬الثانويات‭ ‬الإعدادية‭.‬

أما‭ ‬حميد‭ ‬العسري،‭ ‬منسق‭ ‬الندوة‭ ‬المنظمة‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬المعهد‭ ‬الفرنسي‭ ‬بطنجة‭ ‬ووكالة‭ ‬التنمية‭ ‬الرقمية‭ ‬ومركز‭ ‬ReSIS‭ ‬الفرنسي،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬التنمر‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬المدرسي،‭ ‬وله‭ ‬تبعات‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬التلاميذ‭ ‬وتعلمهم‭ ‬ومسارهم‭ ‬الدراسي،‭ ‬مبرزًا‭ ‬أهمية‭ ‬معالجة‭ ‬الظاهرة‭ ‬وفق‭ ‬مقاربة‭ ‬علمية‭ ‬وتربوية‭ ‬واجتماعية‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬تطرّق‭ ‬الأستاذ‭ ‬الباحث‭ ‬بجامعة‭ ‬سيدي‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بفاس،‭ ‬مصطفى‭ ‬اللويزي،‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬للمعالجة‭ ‬الإعلامية‭ ‬للتنمر‭ ‬بالوسط‭ ‬المدرسي،‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬الوضع‭ ‬أو‭ ‬الحد‭ ‬منه،‭ ‬متوقفا‭ ‬عند‭ ‬الدور‭ ‬التربوي‭ ‬والتحسيسي‭ ‬للإعلام‭ ‬في‭ ‬الحدّ‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬السلبية،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الهدر‭ ‬المدرسي‭ ‬أو‭ ‬تُؤثّر‭ ‬نفسيًّا‭ ‬في‭ ‬الضحايا،‭ ‬عبر‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأجناس‭ ‬الصحفية‭ ‬المناسبة‭ ‬كالاستطلاع‭ ‬والتحقيق،‭ ‬على‭ ‬أسبابها‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وتجاوز‭ ‬المعالجة‭ ‬الإعلامية‭ ‬المناسباتية‭.‬

وتم‭ ‬بالمناسبة،‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬إطار‭ ‬للشراكة‭ ‬بين‭ ‬المركز‭ ‬الجهوي‭ ‬لمهن‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭ ‬والمعهد‭ ‬الفرنسي‭ ‬بطنجة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقوية‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المؤسستين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬مهن‭ ‬علوم‭ ‬التربية،‭ ‬وتنظيم‭ ‬تظاهرات‭ ‬مشتركة،‭ ‬وتمكين‭ ‬المتدربين‭ ‬بالمركز‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬عروض‭ ‬المعهد‭ ‬الفرنسي‭.‬

وكشف‭ ‬القنصل‭ ‬العام‭ ‬لفرنسا‭ ‬والمدير‭ ‬المنتدب‭ ‬للمعهد‭ ‬الفرنسي‭ ‬بطنجة،‭ ‬فيليب‭ ‬تروكي،‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬بالمناسبة،‭ ‬أنَّ‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬تندرج‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬‭”‬دينامية‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وفرنسا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعليم‭ ‬منفتح‭ ‬وشامل‭ ‬ومتجه‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭”‬،‭ ‬مبرزا‭ ‬أنَّ‭ ‬الاتفاقية‭ ‬ستتيح‭ ‬لهيئة‭ ‬التدريس‭ ‬ولطلبة‭ ‬المركز‭ ‬الجهوي‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬الأنشطة‭ ‬المنظمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المعهد‭ ‬الفرنسي‭.‬

تابعنا على الفيسبوك