مجتمع
طنجة.. الإصلاحات بالمدينة القديمة ما بين الإفلاس الاقتصادي وتهديد سلامة «الشيوخ»

مما لا شكّ فيه، أنَّ عشقك لها يزداد كلّ مرة وبسرعة متناهية، نظرت لجماليتها وموقعها الجغرافي المتميز وطبيعتها الخلَّابة، فكلما تجوّلت في دروبها، إلا وظلّ قلبك يخفق حبًا وعشقًا لها، وأصبحت عيناك متشوقةً للاستماع بمناظرها الخلَّابة، كيف لا وهي المدينة الَّتِي أبهرت العالم وأصبحت مع الحضارات الضاربة في القدم ومهد تناقح للثقافات.
فحبك لمدينة طنجيس «عاصمة البوعاز»، يزداد كلما تم مزج بين الأصالة والمعاصرة، أي من خلال تشييد معالم ثقافية وعمرانية كبيرة تُوفر وتراعي جلّ متطلبات الساكنة وبين الحفاظ على عادات وتقاليد المدينة، خصوصًا العمرانية، فالحفاظ على هويتها وجماليتها مع إعادة ترميمها أصبحت أمرًا مطلوبًا ومحسومًا.
ولعل من بين المشاريع الَّتِي خضعت في الجماعة المحلية بطنجة لهَذَا التمرين، إعادة هيكلة أزقة المدينة القديمة، فهل يا تُرى نجح الحزب الحاكم في هَذَا المران؟
اليوم لن نتطرق لموضوع إعادة تهيئة هَذِهِ المنطقة، وكيف تمت العملية؟ وما الاختلالات المرصودة؟ لكن سوف تطرح الإشكالات الحقيقية الَّتِي تُعاني منها الساكنة، والتجّار أيضًا.
- مي الغالية.. المسؤولون لم يراعوا كبار السن في هذه الإصلاحات
مي الغالية الَّتِي بلغت عقدها الثامن، حكت بكل عفوية لجريدة «لاديبيش»، عن معاناتها اليومية مع هَذِهِ الاصلاحات، خصوصًا أنَّها تقطن وحدها في المنزل، لهَذَا في كل مرة تحاول الخروج إلا وتنتظر من يرافقها حتّى لا تسقط في الشارع.
مي الغالية استرسلت قائلةً: المسؤولون لم يراعوا كبار السن في هَذِهِ الإصلاحات، وكأن الإصلاحات جاءت بشكلٍ عشوائيٍّ غير خاضع لأي دراسة علمية، الأمر الَّذِي دفعهم للسقوط في ارتجالية كبيرة.
مي الغالية تعتبر أنّي أيّ إصلاح يجب أن يخضع لشروط عدّة أهمها السهر على توفير راحة الساكنة، تقديم بدائل وحلول للتجّار، خصوصًا إذا ما كانت مدة الإصلاح طويلة مع الحفاظ على هوية المنطقة.
- با مغيث.. الإصلاحات لم تقدم أي جديد
اعتبر با مغايث، ذو 65سنة، أنَّ الإصلاحات الَّتِي تشهدها المنطقة منذ أشهر، مضت لم تقدم أي جديد للساكنة، خصوصًا إذا ما علما أنَّ لكل عملية إصلاحية وتجديدية تكون لها أهداف واضحة من بينها خدمة الساكنة.
المتحدث ذاته، أكَّد لجريدة «لاديبيش»، أنَّ تصميم التهيئة لم يراعِ عدّة أشياء، أبرزها لم تعمل على الحفاظ على هوية المنطقة وتاريخها، ولعلّ طمس عدة سراديب تحت الأرض، الَّتِي تُعدُّ بمنزلة معالم المنطقة دليلًا على ذلك، كما أنَّ الإصلاحات ساهمت في تأزيم وضعية التجّار دون مراعاة مصالحهم، أو تقديم لهم حلولًا بديلة ومنطقية، اللهم عدم مراعاة خصوصية الساكنة والمارة خصوصًا كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
با مغايث يُؤكّد في تصريح خصّ به جريدة «لاديبيش»، أنّه يعاني بشكل كبير ويومي في عملية التنقل والخروج لقضاء مستلزماته اليومية، ففي كلّ مرة يُقرّر الخروج يجب أن يبحث عمَّن يرافقه، حتى لا يسقط في الشارع، كما أكَّد أنَّ ابنه ذو 30 سنة، ويعاني إعاقة جسدية، يصعب عليه التنقّل والتحرك بشكل عادي.
- إبراهيم.. تضررت تجارتنا بسبب الإصلاحات
إبراهيم صاحب خمسين سنة، يمتلك محلًا تجاريا لبيع الموادّ الاستهلاكية، أكّد في تصريح خص به جريدة «لاديبيش»، أن هَذِهِ الإصلاحات الَّتِي تطلّبت وقتًا طويلًا وتزامنت مع جائحة «كورونا» لم تراعِ نهائيا وضعيتنا، حيث ساهمت بشكل كبير في تأزيم وضعنا الاقتصادي.
إبراهيم الَّذِي قرَّر فتح قلبه لجريدة «لاديبيش»، يؤكد أن العشوائية هي من سيطرت في هَذِهِ العملية حيث لم يتم استحضار مصلحتنا ومصلحة الساكنة. ويضيف إبراهيم، أنَّ الناس لم تعد تصل إلى هنا حيث مكان عملنا، بسبب هَذِهِ الإصلاحات الَّتِي لم ترافقها عدّة حلول كان من المفروض أن تُقدّم لنا.
