الجهة
طنجة:حرب إعلامية تكشف خدمة بعض المنابر لأجندات حزبية وسط تحذيرات من تعكير أجواء استحقاقات دولية وشيكة

تشهد جهة طنجة-تطوان-الحسيمة مؤخرًا تصعيدًا غير مسبوق في حروب إعلامية، بعضها خفي وبعضها الآخر علني، بين عدد من المنصات الصحفية المحلية، وذلك في سياق باتت فيه بعض المنابر تُستعمل كأدوات لخوض معارك سياسية بالوكالة، تخدم أجنداتٍ حزبيَّة ضيقة على حساب القيم المهنية والأخلاقية للعمل الإعلامي.
وبحسب ما أفادت به مصادر متطابقة لجريدة “لاديبيش”، فإن عددًا من المواقع الرقميَّة بطنجة باتت تُوجه محتواها بشكل مكشوف لخدمة أطراف سياسية معينة، وصلت حدّ الترويج لأخبار زائفة، وتغذية حملات تشهير ممنهجة تهدف إلى تصفية حسابات مع مسؤولين منتخبين، أو على النقيض، تلميع صور شخصيات سياسية استعدادًا لاستحقاقات مرتقبة.
في وقت يُفترض فيه أن تضطلع الصحافة الجهوية بدورها التوعوي والرقابي وتأطير النقاش العمومي، اختارت بعض المنابر المتهمة بالتحيّز السياسي الاصطفاف داخل معسكرات حزبية، ما أخرجها عن حيادها المفترض، وجعلها طرفًا مباشرًا في صراعات سياسية يُفترض أن تبقى ضمن أروقة المؤسسات المنتخبة، لا أن تُنقل إلى الرأي العام بأساليب تُفرغ العمل الصحفي من مضمونه المهني.
ويأتي هذا التوتر الإعلامي في ظرفية دقيقة تستعد فيها مدينة طنجة لاحتضان فعاليات دولية كبرى خلال الأشهر القادمة، وهو ما يتطلّب تكاثف الجهود لتقديم صورة مستقرة ومشرقة عن الجهة، إلا أنّ استمرار هذا التجييش الإعلامي يُهدد بتقويض هذا المسعى، ويزيد من تعقيد المشهد المحلي.
فعاليات مدنية وحقوقية حذّرت مما وصفته بـ”الانزلاق الخطير” في أداء بعض المؤسَّسات الإعلامية، مطالبة بتدخل الهيئات الوصية لضبط قواعد الممارسة الإعلاميَّة، وفق أخلاقيات المهنة، والحدّ من توظيف الإعلام المحلي كأداة للمناورة السياسيَّة.
كما نبهت تلك الأصوات إلى أنَّ هذه الممارسات تُهدد إمكانيات بناء مشهد إعلامي جهوي قوي ومستقل، قادر على لعب دوره كوسيط نزيه بين المواطن والمؤسسات.
ويُذكر أن هذه “الحرب الإعلامية غير المعلنة” تتقاطع مع بروز جيلٍ جديد من الصحافيين الشباب، الذين يسعون لفرض معايير مهنيّة حديثة في الممارسة الإعلامية، بالرغم ممّا يواجهونه من تهميش وضغوط من قبل شبكات نفوذ تتحكم في بعض المنابر وتوجّه محتواها وفق مصالحها الضيقة.
