تواصل معنا

ثقافة

طنجاوة العالم: أبناء عاصمة البوغاز في المهجر يعززون الهوية ويواصلون العطاء

لقد بات اسم «طنجاوة العالم» يتردد بشكل واسع في الآونة الأخيرة، وهو التوصيف الَّذِي لا يحيل فقط على التطوّرات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، الَّتِي شهدتها مدينة طنجة، بل يُعبّر عن ظاهرة اجتماعية وثقافية تتعلّق بأبناء مدينة طنجة الَّذِينَ هاجروا إلى مختلف أنحاء العالم.

هؤلاء المهاجرون، الَّذِينَ يُشكّلون جزءًا مُهمًّا من المجتمع المحلي «الطنجاوي»، أصبحوا يمثلون جسرًا ثقافيًّا وتجاريًّا بين طنجة وبقية دول العالم، مما جعل مصطلح «طنجاوة» يكتسب طابعًا عالميًّا أكثر.

ومنذ عقود، كانت مدينة طنجة منطلقًا للعديد من الهجرات نحو أوروبّا وأمريكا، خاصّةً إلى بلدان مثل إسبانيا وفرنسا وهولندا.

ولم يحمل هَؤُلَاءِ المهاجرون معهم تقاليدهم وثقافتهم الطنجاوية فقط، بل أصبحوا جزءًا من المجتمعات الَّتِي عاشوا فيها أيضًا، وأسهموا بشكل كبير في الاقتصاد المحلي لتلك الدول، وفي الوقت نفسه، حافظوا على ارتباطهم العاطفي والثقافي مع وطنهم الأم، مما جعلهم يُشكّلون شبكة مترابطة عبر القارات، تعمل على تعزيز الثقافة المحلية الطنجاوية في المهجر.

وقد ساعد هَذَا الارتباط المستمرّ بالوطن الأم في خلق حراك اقتصادي وثقافي مميز يعود بالفائدة على مدينة طنجة، فعلى سبيل المثال، يسهم الطنجاويون في المهجر بشكلٍ كبيرٍ في تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالمدينة، كما يسهمون في إنعاش السياحة وتنشيط التجارة مع البلدان الَّتِي يقيمون فيها.

وقد قام العديد من أبناء المدينة المهاجرين بفتح مشروعات تجارية واستثمارية في طنجة، بل أصبحوا سفراء غير رسميين للمدينة في الخارج.

ومن الناحية الثقافية، يسهم «طنجاوة العالم» في الحفاظ على التراث الطنجي وتعزيزه، سواء من خلال الفعاليات الَّتِي ينظمونها في المهجر أو عبر التبادل الثقافي مع أبناء وطنهم، حيث أصبح العديد من المهاجرين الطنجاويين سفراء للفن المحلي، سواء في الموسيقى أو الأدب أو الفنون البصرية، في مختلف أنحاء العالم.

إنَّ توصيف «طنجاوة العالم» لا يعني فقط أبناء المدينة في الخارج، بل هو تعبير كذلك عن اعتزاز هَؤُلَاءِ بجذورهم المغربية الطنجاوية الأصيلة، وعن رغبتهم المستمرّة في إبراز ثقافتهم ونقلها إلى العالم.

 

تابعنا على الفيسبوك