تواصل معنا

آخر الأخبار

شباب مجلس جماعة طنجة.. وجوه جديدة بتجارب مختلفة

تُعدُّ المشاركة السياسيَّة للشباب من العناصر الأساسيَّة التي يمكن أن تحدث تغييرًا حقيقيًّا في المجتمعات، وتُعزّز من روح الديمقراطيَّة التشاركيَّة والتفاعل الاجتماعي في مدينة طنجة، وبرز عدد من الشباب الذين استطاعوا أن يثبِتوا وجودهم في الساحة السياسيَّة، مظهرين طموحًا وإرادةً للنجاح مع التحدّيات التي يواجهونها أمام الوجوه الانتخابيَّة التقليديَّة.

ومن بين هؤلاء الشباب، نجد يوسف الورديغي، سعيد البقالي، سعيدة مشيشو، زكرياء أبو النجاة، وعمر العباس، الذين يمثلون نماذجَ مُلهمة في هذا السياق.

يوسف الورديغي، المنتمي لـ”حزب التجمع الوطني للأحرار”، الذي برز في سياق “التمرد” الذي قاده 27 مستشارًا ضد رئيس مجلس المقاطعة، محمد الحمامي، هذا “التمرد” الذي كان في إطار دعوات لإنهاء مدّة رئاسته، إذ يُعدُّ فاقدا للأغلبيَّة، ويكشف موقف يوسف الورديغي كيف يمكن للشباب أن يكونوا جريئين في مواجهة التحدّيات السياسيَّة، ومعبرين عن رغبتهم في التغيير وتحقيق أهدافهم، إنَّ شجاعة المبادرة التي أقدم عليها المستشار الشاب ونائب رئيس المقاطعة تُعدُّ مثالًا يحتذى به للعديد من الشباب الساعين لدخول غمار اللعبة الانتخابيَّة.

وفي مقاطعة الشرف مغوغة، لمع نجم سعيد البقالي، عن “حزب جبهة القوى الديمقراطيَّة” إذ ورغم تموقع حزبه في المعارضة، فإنَّه ظل قريبًا من الأغلبيَّة ومهادنًا لجزء منها، ما يظهر نوعًا من الذكاء في التعامل مع الوضع والتوازنات القائمة، بحيث يسعى إلى تحقيق أهدافه دون تعقيد الأمور فهذه الاختيارات تنمُّ على دراية بالكواليس وتبرز أهميَّة الفهم العميق للمصالح المتشعبة داخل مجلس جماعة طنجة وكيفيَّة التعامل معه بذكاء.

وكذلك تُمثّل سعيدة مشيشو، المنتميَّة لـ”حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبيَّة”، نموذجًا آخر للشباب الطموح في طنجة، إذ تسعى إلى تعزيز حقوق النساء والشباب في المجتمع، مُؤكّدة أهميَّة تمكين الفئات المهمّشة، ثُمّ أنَّ نشاطها الواضح في المجال الثقافي والجمعوي يُعبّر عن رغبة حقيقيَّة في إدماج جميع شرائح المجتمع في العمليَّة السياسيَّة، ما يُرسّخ ممارسة الديمقراطيَّة التشاركيَّة بالمدينة.

كما برز ضمن هذه الولاية لمجلس جماعة طنجة، زكرياء أبو النجاة مستشار “حزب اليسار الاشتراكي الموحد”، الذي يُعدُّ أيضا واحدًا من أبرز الشباب في مجلس مقاطعة طنجة المدينة، خاصّةً، وقد كان له دورٌ جليٌّ في الدفاع عن رئيس المقاطعة المعزول محمد الشرقاوي، كما قدَّم الدعم في قضايا ذات الاهتمام المشترك، كما عرف عن المستشار الشاب ترافعه المستميت في ملف ضمان حقوق الكلاب والحيوانات، مع اهتمامه بالمناطق الخضراء، ما يظهر جانبًا من فهمه لعمق العمل السياسي. كما سبق لزكرياء أبو النجاة المطالبة بمزيدٍ من الدعم لجمعيات كرة القدم المحليَّة، منطلقًا من اعتبار أنَّ لهذه المبادرات بالغَ الأثر على القضايا الأساسيَّة التي تهم المجتمع.

أمّا عمر العباس، المنتمي لحزب “الديمقراطيين الجدد” بمقاطعة السواني، المهندس المدني القادم من عالم الأعمال والعقار، الذي يُعدُّ مثالًا يحتذى به في كيفيَّة الانخراط في تجربة العمل الجماعي، ويسعى عمر إلى تعزيز المشاركة الفعالة للشباب في النقاش السياسي، وضرورة إدماجهم في صنع القرار، كما عدّت تجربة عمر العباس من التجارب التي تسلط الضوء عن كيف يمكن للشباب أن يكونوا جزءًا من النقاش وليس انتقاد للواقع فقط.

وعمومًا ومن خلال هذه التجارب الشبابيَّة في طنجة، يبدو أنَّ هناك جيلًا جديدًا من الوجوه الانتخابيَّة التي تسعى إلى اقتحام المشهد السياسي والمضي قدما، رغم أنّ التحديات التي تواجههم ليست قليلة، لكن بفضل شجاعتهم وإرادتهم يمكن أن يشكلوا بديلا متوقعًا لوجوه “السكة القديمة”؛ انطلاقًا من طموحهم نشاطهم الواضحين، وهو ما من شأنه تشجيع المشاركة في إنعاش اللعبة الانتخابيَّة، وتأكيد أن العمل الحزبي ليس حكرًا على الأجيال السابقة، بل هو مجال مفتوح للجميع خاصة للوجوه الجديدة ذات الطموحات الكبيرة.

 

تابعنا على الفيسبوك