مجتمع
رقم قياسي من المساعدات وصل المناطق المنكوبة.. والتبرعات شملت مالًا وتبرعات بالدم وأغذية وألبسة هبة الطنجاويين بعد الزلزال.. أبناء مدينة البوغاز أكَّدوا تضامنهم قولًا وفعلًا
كارثة بكلّ ما تحمله الكلمةُ من معنًى، تلك الَّتِي باغتت المغرب في السادسة مساء يوم 8 شتنبر 2023، إذ ضرب زلزال بقوّة 7 درجات على سلم ريختر مجموعةً من الأقاليم، أبرزها 6 مناطق في وسط المغرب، أعنفها إطلاقًا، الهزة الَّتِي دمَّرت إقليم الحوز بأكمله، ما استدعى هبّة غير مسبوقة، انخرط فيها المغاربة -بشكلّ طوعي- للتبرّع بدمائهم وأموالهم، والوصول إلى المناطق المنكوبة بغرض تقديم يدّ المساعدة للمنكوبين، والعمل على انتشالهم -ولو جزئيًا- من المعاناة الَّتِي وجد أنفسهم فيها على حين غرة.
ومن مدينة طنجة، أبعد النقاط الجغرافية عن مناطق الزلزال بشمال المملكة، كان الانخراط في الحملة الوطنية لإغاثة منكوبي الفاجعة قياسية ومفاجئة ومُحفّزة للكثيرين، من أجل أن يحذو حذو أبناء مدينة البوغاز، الَّذِينَ لم يتردّدوا في جمع المساهمات المالية والعينية من جميع المناطق، والمضي قُدمًا إلى القُرى الأكثر تضررًا لإيصالها لمستحقيها، لدرجة أنَّ هَذِهِ الهبة الجماعية حظيت باهتمامٍ واضحٍ من وسائل الإعلام الوطنيَّة والدوليَّة.
- هبَّة تطوعية غير مسبوقة
ولم يكن الانخراطُ في المبادرات التطوعية -الموجهة إلى منكوبي الزلزال بالنسبة لسكان طنجة- يتطلّب انتظار أي إشارةٍ رسميّةٍ، فمنذ اليوم الأول للكارثة بدأت الأسئلة تتناسل عبر منصات التواصل الاجتماعي بشأن الطريقة الَّتِي يمكن أن يُساعد بها الطنجيون المناطق المتضرّرة بغض النظر عن بُعد المسافة، ومعها بدأت المقترحات تنتشر، بعضُها كان يتحدّث عن التبرع بالدم، والبعض الآخر عن تجميع المساعدات العينيّة من أغطيةٍ وملابسَ وموادَّ غذائيّةٍ وأدويةٍ، في حين اقترح آخرون المساهمة الميدانية عن طريق المشاركة في عمليات البحث أو الإسعافات الأوّلية.
وكان إعلان المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة مراكش آسفي، بعد ساعات من الزلزال، نداءً عاجلًا للتبرع بالدم، نظرًا لكثرة أعداد المصابين، نقطة البدء في عمليات المساهمة من مدينة طنجة، وفي صباح اليوم الموالي انتشرت عبر المواقع الإخباريَّة ومنصات التواصل الاجتماعيّ، صورٌ أيقونيةٌ للمئات من سكان المدينة، وهم ينتظرون دورهم خارج مركز تحاقن الدم بشارع المسيرة، بعدما استجابوا بسرعة إلى نداء الاستغاثة، وما جعل الأمر أكثر إبهارًا، هو حضور مجموعة من الراهبات المسيحيات اللاتي تركن كنائسهن وجلسن في الطابور ينتظرن المساهمة في العملية.
كان المشهدُ القادمُ من طنجة محفزًا للمغاربة من جميع أنحاء المملكة، للمُساهمة سريعًا بأكبر قدرٍ مُمكنٍ في عمليات الإغاثة، مهما بعدت المسافات، واتّضح أنَّ إقبال أهالي طنجة على التبرع بالدم أكبر، حتّى من قدرة مركز تحاقن الدم على استقبالهم، لذلك لجأت السلطات إلى إحداث مركزٍ مؤقتٍ في ساحة الأمم، المكان الَّذِي أبان عن الحجم الحقيقي لانخراط الطنجيين في العملية، إذ استقبل المئات من المتطوّعين، لدرجة أنَّ العديدَ من السيَّاح الأجانب أسهموا بدورهم في ذلك، عندما عاينوا هَذَا الانخراط.
لكنَّ الدمَّ لم يكن الحاجةَ الوحيدةَ الَّتِي ينتظرها المتضرّرون من الزلزال، فالأمر يتعلق أيضًا بأرواحٍ بشريةٍ تحتاج إلى إسعافاتٍ عاجلةٍ، لذلك شهدت مدينة طنجة انخراط العديد من الأطباء والممرّضين والمسعفين في مبادرات، اتّجهت على عجلٍ للأماكن المنكوبة، وإن كانت عمليات التنقيب بقيت حكرًا على السلطات المختصة؛ نظرًا لحساسية الأمر وخطورته، فإنَّ مَن أسهموا في المقابل في عمليات الإغاثة الأخرى، وعلى رأسها الاستشفاء، كانوا كُثرًا من طنجة بالرغم من صعوبة الوصول إلى الكثير من المناطق الأكثر تضررًا في إقليم الحوز وتارودانت وشيشاوة خصوصًا.
ومن المبادرات الَّتِي رُصدت في هَذَا الصدد، انخراط جمعية طلبة طنجة في المبادرات التطوعية لصالح ضحايا الزلزال، الَّتِي أشرف عليها مجلس جماعة طنجة، حيث توجّه فريق تطوّعي مكون من 21 شخصًا إلى القرى المنكوبة للمساهمة في جهود الإغاثة، وتضمّن الفريق أطباءَ ومُمرّضين ومُسعفين مُتخصّصين في تقديم الإسعافات الأولية، وحسب ما أعلنته جماعة طنجة، في منشور، فإن ذلك يأتي ذلك في إطار تفاعل المجتمع المدني في المدينة مع المبادرة الَّتِي أطلقتها.
وعلى المستوى الروحي أيضًا، كانت طنجة مُتميّزة في إبراز التعاطف والوحدة والتضامن في أثناء الكارثة، ففي الوقت الَّذِي توجّه فيه مسلمو المدينة إلى المساجد لتأدية صلاة الغائب على أرواح من غادروا إلى دار البقاء، كانت كنائس طنجة -بدورها- تستقبل الجالية المسيحية المقيمة بطنجة من مختلف الأعراق للصلاة من أجل الرحمة للضحايا والشفاء للناجين.
وأصدر رئيس أساقفة طنجة الكاثوليك الأسقف إيميليو روتشا غراندي، بيانًا يعرب فيه عن «عميق حزنه وصدمته للضرر الكبير الَّذِي تسبب فيه الزلزال، سواء من ناحية الخسائر البشرية أو المادية»، موجهًا رسالة للمواطنين المغاربة جاء فيها: «أعزاءنا الأصدقاء المغاربة، إن ما يفرحكم يفرحنا وما يحزنكم يحزننا»، وأورد: «لقد تابعنا بقلقٍ شديدٍ حصيلة ضحايا زلزال الحوز، الَّتِي يرتفع في كل مرة، وكذا الأسى الكبير على مظاهر الخراب الَّذِي أصاب مساكن المواطنين، والبنية التحتية الَّتِي دمرت».
وفي إشارة إلى حالة التعايش الكبيرة، الَّتِي تعيشها طنجة، أوردت الرسالة «أمام هَذِهِ المأساة نعلن تضامننا وقربنا لكلّ ما يصيب المغاربة الَّذِينَ يعيشون حالةً من الحزن والحداد، سواء في أسرهم جرحاهم ومنازلهم أو ممتلكاتهم»، وأضاف: «توجهنا إلى الربّ الواحد، الرحمن الرحيم يوم الأحد في جميع كنائس المغرب، وصلينا من أجل الضحايا، ودعوناه ليمنح عائلات المنكوبين القوة والشجاعة ليكملوا المشوار ويستمروا في هَذِهِ الحياة، ما يربطها مع دعوة التضامن الَّتِي أطلقها جلالة الملك وحكومة المغرب في جميع أنحاء الوطن».
- أطنان من المساعدات
ومنذ اليوم الموالي للزلزال، اتّضح أنَّ المناطقَ المنكوبة أضحت في أمسّ الحاجة للمساعدات العينية؛ نظرًا للعدد الكبير من المتضرّرين، الَّذِينَ وجدوا أنفسهم في العراء، دون منزل ولا لباس ولا طعام ولا ماء، منهم مَن نجا من الموت المُحقّق، وكثيرون فقدوا أحباءهم، وكان عليهم أن يزاوجوا صابرين بين ألم الفراق ومشاعر الخوف والقلق من الوضع الَّذِي يعيشونه، وكما كان متوقعًا عجَّل أهالي مدينة طنجة بالمساهمة في جمع التبرعات المالية والعينية المُوجّهة إلى الضحايا بشكل أثار إعجابًا ودهشة على المستوى الوطني.
وفي مناطق مثل إيبيريا والسواني وطنجة البالية وكاسابراطا، وُجدت أماكن مُخصّصة لتلقي المساعدات من التطوعين، وبسرعة تحوّل الأمر من تدبير الندرة إلى تدبير الوفرة، فالكميات الكبيرة من الموادّ الغذائية، مثل الحليب والزيت واللحوم المعلبة والخضر والفواكه، كانت منتشرة بكميات كبيرةٍ في مثل هَذِهِ المواقع، إلى جانب الألبسة والأغطية والأفرشة، وحتّى المستلزمات النسائية وحفاظات الرضع وألعاب الأطفال، وأصبح التحدّي هو إيجاد أكبر عددٍ مُمكنٍ من الشاحنات والسيَّارات الخاصة بنقل البضائع أو رباعية الدفع للعمل على إيصال تلك المساعدات إلى المتضرّرين.
وتظافرت جهود السلطات المحلية مع منتخبي المدينة لتوفير النقل لتلك المساعدات، وبرز العديد من الميسورين وأصحاب السيَّارات أو الشاحنات، الَّذِينَ قرروا -بشكل تطوعي- وضع عرباتهم رهن إشارة النشطاء الجمعويّين والمتطوعين من شباب المدينة، الَّذِينَ تولّوا نقل تلك الموادّ إلى المناطق الأكثر تضررًا، ويؤكد عددٌ من المساهمين أنّه كان من الممكن رؤية المساهمات العينية منتشرة وسط الأحياء الشعبية وداخل مجموعة من المرائب، في انتظار نقلها إلى المناطق المنكوبة، لأنَّ الإكراه أصبح هو كيفية الحفاظ عليها من التلف، خصوصًا الموادّ الغذائيَّة، وإيجاد وسائل النقل الكافية والقادرة على الوصول إلى الوجهة المحدّدة.
وللوقوف على حجم التضامن الَّذِي عاشته طنجة، نرجع إلى أرقام إحدى الجمعيات المدنية الَّتِي تولت جانبًا من تنظيم عملية تلقي المساعدات وشحنها، ويتعلق الأمر بجمعية «باقي الخير»، ففي اليوم الرابع من الزلزال، 12 شتنبر 2023، أعلنت أنَّ عددَ الشاحنات المملوءة بالدعم العيني الَّتِي وصلت إلى المناطق المتضررة، وصل إلى 18 شاحنة، وفي يوم 18 شتنبر، كان العدد هو 23 شاحنة، وكان بالإمكان الوصول إلى رقم أكبر لولا تحقيق الاكتفاء، بعد أن وُزّعت المساهمات القادمة من طنجة عبر هَذِهِ الجمعية على جميع الدواوير المتضرّرة بإقليم تارودانت، في ظرف أقل من أسبوع.
وبلغت المساعدات المُوجّهة إلى المتضررين من طنجة درجة عالية من التنظيم، إلى جانب أن كمياتها كانت وفيرةً، لدرجة أنَّ السلطات المحلية بأقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة كانت تنسق -بشكلٍ مُباشرٍ- مع المتطوعين والفاعلين الجمعويين، من أجل إيصال تلك المساعدات وتوزيعها على الوجه الأمثل، ومنها ما كان يُوجّه إلى المراكز الصحية الميدانية؛ كونها كانت تتضمّن أيضًا أدويةً ومنتجاتٍ أخرى طبّيةً وشبه طبّية، استطاعت الإسهام في تغطية الخصاص الَّذِي شهدته الأيّام الأولى بعد الكارثة.
والملاحظ أنّه مع مرور الوقت أعاد الطنجيون ضبط المساعدات الَّتِي يُوجّهونها إلى المناطق المنكوبة، فبعد أن كانت الأولوية للموادّ الغذائية خلال الأيّام الأولى بعد الكارثة، أصبحت الآن المساعدات الَّتِي تصل إلى الأقاليم المتضرّرة -في غالبيتها- عبارة عن خيمٍ وأفرشةٍ وملابسَ وأغطيةٍ، بالإضافة إلى شحنات من الأدوية، مثلا حدث يوم الأربعاء الماضي حين نظّم مهنيّو الصيدلة قافلة كانت مُحمّلة بشحنات من الأدوية، بالإضافة إلى الفوط الصحيّة وحفّاظات الأطفال، الأمر الَّذِي ينسجم وتوجيهات سلطات تلك المناطق وفاعليها الجمعويّين الَّذِينَ يحدّدون أولويات كل مرحلة في انتظار انتهاء عمليات الإحصاء والشروع في أشغال إعادة الإعمار.
- تضامن على المستوى الرسمي
وعلى المستوى الرسمي، كانت مدينة طنجة حاضرة أيضًا لتلبية نداء المساعدة المقبلة من الأقاليم المتضررة، وفي مقدمة المؤسّسات المنتخبة الَّتِي انخرطت في العملية جماعةُ طنجة، الَّتِي أطلقت يوم 10 شتنبر 2023، إعلانًا لعموم السكّان والراغبين في المساهمة في جهود الإغاثة، مفادها بأنَّها قررت تخصيص موقف السيَّارات المقابل لمقر الجماعة لوضع الشاحنات المُخصّصة لتجميع تعبئة المساعدات، وهي فكرة آتت أُكلها سريعًا، إذ انطلقت عملية التجميع يوم 11 شتنبر، ويوم 12 شتنبر مساءً انطلقت أول قافلة من الشاحنات إلى المناطق المنكوبة باسم مدينة طنجة وسكانها، وفي الساعات الأولى من صباح 14 شتنبر، كانت العملية قد وصلت إلى دفعتها الثالثة مع انطلاق 5 شاحنات إلى الأقاليم المتضرّرة.
وعجلت الجماعة أيضًا بإطلاق نداء للتبرّع بالدم، معلنةً أنَّ منتخبيها ومُوظّفيها سيكونون في صدارة المتبرعين، كما دعت إلى المساهمة في الصندوق الخاص بالصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال، من خلال رقم حساب بنك المغرب الَّذِي أمر به الملك محمد السادس، وفي هَذَا الصدد ترأس عمدة طنجة اجتماعًا استثنائيًّا؛ بهدف تدارس الإجراءات المزمع اتّخاذها استجابةً للتعليمات الملكية، وخلاله تقرَّر أن تساهم جماعة طنجة بمبلغ 5 ملايين درهم في الحساب الَّذِي أمر جلالة الملك بفتحه لفائدة ضحايا الزلزال، كما قرَّر أعضاء المكتب أيضًا، بالإجماع، التبرع بتعويضاتهم عن مهامّهم الانتدابية عن الأشهر المتبقية من سنة 2023، لفائدة ضحايا المناطق المنكوبة، انسجامًا مع روح التضامن والإخاء الَّتِي حثّ عليها جلالة الملك، وَفْق ما ورد في بلاغ صادر عن الجماعة.
وبدورها انخرطت مقاطعات مدينة طنجة الأربع في جهود الدعم، حيث اجتمع العمدة منير ليموري مع رؤساء المقاطعات أو من يُمثلونهم، وقرَّروا تخصيص جزءٍ من المنحة السنوية لمجالس المقاطعة لفائدة المناطق المتضررة، قالت الجماعة إنَّ عمدة طنجة اتّفق مع ممثلي مقاطعات طنجة المدينة وبني مكادة والسواني ومغوغة، على تخصيص 2، 5 في المئة من القيمة الإجمالية للمنحة الموجهة لمجالس المقاطعات من جماعة طنجة، للمساهمة في جهود الدعم والإنقاذ، وتتعدى القيمة الإجمالية للمبلغ المُخصّص لهَذَا الغرض 2، 5 مليون درهم.
وعلى مستوى جماعة طنجة دائمًا، أُرسل فريق صحيّ إلى المناطق المنكوبة، وخُصّصت لهَذَا الغرض فريقًا مُختلطًا مكونا من 14 عنصرًا من قسم حفظ الصحة، يقوده وينسق أعماله الدكتور جمال بخات، الطبيب الشرعي ورئيس قسم حفظ الصحة والمحافظة على البيئة، وتوجّه هَذَا الفريق إلى القرى الأكثر تضررًا للمُساهمة في عمليات الإغاثة، ومدّ يد العون للسلطات المحلية ولفرق الإنقاذ العاملة هناك، وضمّ الطاقم أيضًا طبيبًا للصحة العمومية، وطبيبيْن بيطرييْن، وتقنييْن متخصصيْن في النظافة والتطهير، إضافة إلى مُتخصّصين في رشّ الموادّ المُطهّرة ومراقبة جودة مياه الشرب، كما كان الطاقم مرفوقًا بـ7 آليات كبرى للتدخّل مجهزة بشكلٍ كاملٍ، بالإضافة إلى باقي الأدوات والموادّ، بهدف تقديم الخِدْمات الصحية للمتضررين.
وكان مجلس الجهة بدوره، من بين المساهمين في جهود الإغاثة وإعادة الإعمار، إذ قرَّر تخصيص مبلغ 40 مليون درهم من ميزانية الجهة، لدعم المتضررين من هَذِهِ الكارثة الطبيعية الَّتِي خلفت عددًا كبيرًا من الضحايا والمصابين، استجابةً للتعليمات الملكية للانخراط في المجهود الوطني الشامل لدعم المتضررين من الزلزال الَّذِي شهدته منطقة الحوز والنواحي، وَفْق ما جاء في بلاغ صدر عنه يوم 18 شتنبر 2023.
وحسب البلاغ، يأتي هَذَا القرار انطلاقًا من المسؤولية الوطنية والإنسانية المُلقاة على عاتق عضوات وأعضاء مجلس الجهة، إذ تقرَّر وضع هَذَا المبلغ في الحساب 126 الَّذِي أمر جلالة الملك بفتحه بهدف تلقي المساهمات التطوعية التضامنية للمواطنات والمواطنين والهيئات الخاصة والعمومية، وأورد أنّه بالإضافة إلى المساهمة، قرَّر رئيس المجلس، عمر مورو، وأعضاء المكتب، وكاتب المجلس ونائبه، ورؤساء اللجان الدائمة ونوّابهم، ورؤساء الفرق، المساهمة بقيمة شهر شتنبر 2023 من التعويضات الَّتِي يتلقونها عن ممارسة مهامّهم داخل المجلس، لفائدة الصندوق الخاص بمواجهة آثار الزلزال.