تواصل معنا

إقتصاد

دور المدن في تقوية الدولة.. هل ستنخرط نخب طنجة في المشروع بعدما فهمت طبيعة المرحلة أم لا؟

في سياق معقّد، مثل ذلك الَّذِي خلفته جائحة «كورونا»، قرَّرت المملكة المغربية أن تتقدّم نحو الأمام، وتأخذ زمام المبادرة في تقوية اقتصادها في وقت صعب للغاية، ولتحقيق هَذِهِ الغاية، تشير دراسات حديثة ومُختلفة إلى أنَّ المدن ستؤدي دورًا محوريًّا يدفع إلى الأمام المرحلة الجديدة الَّتِي تنفتح بعد الوباء.

وتشير هَذِهِ الدراسات إلى أنَّ القوى العظمى ما بعد «كورونا» ستكون تلك الدول الَّتِي تعتمد على تقوية دور المدن لبناء مستقبلها، وعلى غرار الدول المتقدمة فإنَّ المغرب يراهن على مجموعة من المدن، في أن تمثل النموذج الأفضل لتنزيل الجهوية المتقدمة، والانخراط في النموذج التنمويّ الجديد الَّذِي جاء بأفق اجتماعيّ واقتصاديّ كبيرين، ومن بين المدن الَّتِي يراهن عليها المغرب «طنجة» المدينة الَّتِي مثلت تاريخيًا معقلًا للحرّيَّة، ومحورًا للتقدم، بل شكَّلت عاصمة دبلوماسية في فترة سابقة ونقطة استراتيجية الأفضل من نوعها بإفريقيا.

مدينة طنجة ونظرًا للعناية المولية الَّتِي تحظى بها، الَّتِي تجسدت في تنزيل عددٍ من المشاريع الكبرى أبرزها ميناء طنجة المتوسطي والمدينة الذكية، والقطار الفائق السرعة، مشاريع تُؤكّد بالملموس رغبة المغرب في أن تصير طنجة مركزًا جديدًا في المضيق وأن تمارس أدوارًا مهمّةً في الابتكار والرقمنة ومواجهة تغير المناخ.

إن النخب بمدينة طنجة في حالة ما فهمت طبيعة المرحلة الَّتِي تجعل التقاليد والتراث التاريخي يتعايشان مع التحديث ستتمكن من رفع التحدي؛ لأنَّ التقدم التكنولوجي سيعطي دفعةً جديدةً للتُّراث التاريخيّ، وللقيام بذلك يجب أن يُعتمد على الموارد البشرية والانفتاح على الطاقات؛ من أجل التوجه نحو المستقبل بخُطى ثابتة إلى جانب الاستثمار في البحث العلميّ والإكثار من الإصدارات الَّتِي تنطلق من الواقع بشكل دقيق.

فبعدما انتقل المغرب من مشروع مجتمعي محافظ بقيادة العدالة والتنمية إلى مرحلة الليبرالية بقيادة الأحرار، أصبح خيار إعطاء المدن الكبرى كطنجة بدور مركزي في مفاوضات الابتكار أمرًا مطروحًا بشدّة، وعلاوةً على ذلك، يجب أن تكون المدينة هي النقطة المرجعية لمواجهة تحدّيات المستقبل، ولعلّ ما خلفته جائحة «كورونا» من تساؤلات عميقة حول السياسيات الحمائية لكل مدينة ومدى استعدادها للتقدم دون الحاجة إلى دعم من المركز يسائلنا عن أيِّ نخب نريد للانخراط في هَذَا المشروع التنموي الجديد؟

بقدر ما يتعلق الأمر بالصناعة والتجارة والخدمات، فإنَّ الأمر يتعلق أيضًا بالنخب الَّتِي يجب أن تنخرط في مشروع التنوير، بحيث يكون هناك اتّصالٌ فعّالٌ بين جميع مكونات المدينة، من أجل الدفع بها نحو أن تصبح مركزًا يُعزّز تنافسية الدولة في المنطقة.

تابعنا على الفيسبوك