مجتمع
حي طنجة البالية.. فقط البزنازة يتوفر على محل «شوكة» وبائع الكتب لا يملك شبرًا واحدًا

من الطبيعي أن يتّخذ مُروّجو المخدّرات أماكنَ بعيدةً عن الأنظار، لترويج بضاعتهم وللقاء زبائنهم، إلا أنَّ ما يقع بحيّ طنجة البالية، عكس الطبيعي والمألوف، حيث يتّخذ مُروّجو المخدّرات من «الأكشاك» محلات لهم لبيع الحشيش.
وتتميّز الأماكن، الَّتِي يُروّج عبرها «البزنازة» المخدّرات في طنجة البالية بموقعها «الشوكة»، حيث تُوجد بالقرب من محطّة الحافلات، والمقاهي والمطاعم، والمحلات التجاريَّة الكبرى ومحطّة سيَّارات الأجرة، ومدرسة عمومية ومدارس خاصة، كلُّها فضاءات من المُؤسّف أن يُوجد بقربها «مُروّجون للمخدرات».
ويتركّز هؤلاء التجَّار على قارعة الشارع، ويبيعون الممنوعات على مرأى ومسمع قائد المقاطعة العاشرة، الَّذِي من المستحيل أن تكونَ قد وصلته أخبارٌ، يكفي أنَّ سمعة هؤلاء التجّار تسبقهم، فأيّ زبون مدمن يقطن بالحيّ أوّل مرة يتعجّب لوجود «البزنازة» في أكشاك بيع السجائر وبعض الحلوى، بينما الباطن ليس هو الظاهر، ولا يصعب الوصولُ إليهم، فأيّ شخص بحيّ طنجة البالية، تسأله عن مكان وجود بائعي المُخدّرات يرشدك إلى المكان، الَّذِي يسهل الوصول إليه كما سبق وأشرنا.
وفي الوقت الَّذِي لا يجد فيه بائع الكتب، مكانًا لعرض كتبه أو حتّى شبرًا بالمنطقة، الَّتِي تعرف رواجًا كبيرًا، يجد البزنازة مكانًا لترويج بضاعته، ولأنَّ ناشر العلم ليس كناشر السموم يُوجد برفقة هؤلاء «البزنازة»، دائمًا أشخاص لهم أشكال غريبة وتصرّفات تظهر نواياهم الإجراميَّة، ولمَن يريد اكتشاف الأمر بنفسه، ما عليه سوى أن يتوقّف بالقرب من أحد الوكالات البنكيّة، الَّتِي يُوجد بالقرب منها أحد المُروّجين، حتّى يتأكد −بما لا يدع مجالًا للشكّ− ما تمّ ذكره سابقًا.
من غرابة الصدف، أنَّ الحيَّ لا يتوفر على مكتبة أو دار الشباب أو مركز ثقافيّ، بينما يتوفّر فيه مُروّجو مخدّرات، يملكون محلات تُصلح لكل ما هو تثقيفيّ وتعليميّ، ولا تصلح لبيع السموم.
