حريق وحدة صناعية بمنطقة «المجد».. يعيد التساؤلات بشأن صيانة أنظمة الوقاية من الحريق وجاهزية فوهات الإطفاء‎

تشهد مدينة طنجة بين الحين والآخر حوادث حرائق في إحدى الوحدات الصناعيَّة أو الشركات، مما يثير تساؤلات بشأن كفاءة أنظمة مكافحة الحرائق بفضاءات العمل والإنتاج، بما في ذلك فوهات الإطفاء وضغط المياه المخصص لفرق الوقاية المدنيَّة.

وحسب ما يطرحه خبراء السلامة، فإن هَذَا النوع من المشكلات غالبًا ما يكون ناتجًا عن غياب الصيانة الدوريَّة والتفتيش اللازم على هَذِهِ الأنظمة، إلى جانب الافتقار للتجهيز الجيدّ في بعض المناطق الصناعيَّة.

وتُعدُّ فوهات الحريق جزءًا أساسيًّا من منظومة السلامة، إذ توفر مصدرًا سريعًا للمياه في حالة الطوارئ، وتعتمد كفاءتها على صيانتها الدوريَّة وفحصها للتأكّد من جاهزيتها للاستخدام الفوري.

وفي العديد من الحالات بطنجة، لوحظ أن بعض الفوهات تكون معطلة أو تعاني من ضعف ضغط المياه، مما يُعقّد عمليات الإطفاء ويزيد من حدة الحرائق.

وتعكس هَذِهِ التحديات غياب استراتيجيَّة مستدامة للصيانة والفحص الدوري لأنظمة الإطفاء والمعدات المرتبطة بها.

من ناحيَّة أخرى، يشير عارفون بأنظمة الوقاية من الحرائق إلى أهميَّة تخطيط المناطق الصناعيَّة وتزويدها بأنظمة مكافحة حرائق فعالة، حيث يجب أن تشمل هَذِهِ الأنظمة فوهات مياه ذات ضغط مناسب، ونظم إطفاء حديثة، ومخارج طوارئ واضحة ومجهزة.

كما يُعدُّ التدريب المستمرّ للعمَّال والموظفين على طرق التعامل مع الحرائق ضروريًّا لتقليل الأضرار المحتملة.

وتتطلب معالجة هَذِهِ الإشكالية الخطيرة اتِّخاذ إجراءات حازمة. ما يستدعي تعاون الجهات المختصّة مع القطاع الصناعي لإجراء فحص دوري للأنظمة وتجهيزها وفقًا للمعايير الحديثة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن اعتماد حلول تقنيَّة، مثل أنظمة إنذار مُبكّرة تتّصل بشبكات المياه ذات الضغط العالي، لضمان استجابة أسرع وأكثر فاعلية.

تظل هَذِهِ الحوادث مؤشرًا على ما يكتسيه الاستثمار في البنيَّة التحتيَّة الوقائية من أهميَّة، ليس فقط لتقليل الخسائر الماديَّة، ولكن أيضًا لحماية الأرواح وضمان استمراريَّة العمل. ومع النمو المتزايد للقطب الصناعي طنجة، بات من الضروري والمستعجل وضع استراتيجيَّة شاملة لتعزيز منظومة السلامة ومواجهة أي طارئ بفعالية أكبر.