تواصل معنا

الجهة

حرب الشائعات بطنجة.. من يقف وراء “حملات التشهير” ضد مسؤولي عاصمة البوغاز؟

باتت‭ ‬الحملات‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬المحليين‭ ‬بمدينة‭ ‬طنجة‭ -‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الوالي‭ ‬والباشا‭ ‬هشام‭- ‬تثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬جدية‭ ‬بشأن‭ ‬الأطراف‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراءها‭ ‬ومصادر‭ ‬تمويلها‭ ‬وأهدافها‭.‬

هذه‭ ‬الحملات‭ ‬التي‭ ‬تتَّخذ‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرقمي‭ ‬ومنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مسرحا‭ ‬لها،‭ ‬تروج‭ ‬شائعات‭ ‬وتسقط‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تدري‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬تدري‭ ‬في‭ ‬تشويه‭ ‬سمعة‭ ‬أفراد،‭ ‬وذلك‭ ‬لعدم‭ ‬استنادها‭ ‬إلى‭ ‬أدلة‭ ‬ملموسة‭.‬

ومع‭ ‬تصاعد‭ ‬حدة‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات،‭ ‬يبدو‭ ‬أنَّ‭ ‬هناك‭ ‬جهاتٍ‭ ‬خفيّةً‭ ‬تعمد‭ ‬إلى‭ ‬تأجيج‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬يبرز‭ ‬بشكل‭ ‬ملموس‭ ‬افتقاد‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬لتاريخ‭ ‬وخبرة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬المدني،‭ ‬مما‭ ‬يثير‭ ‬التكهنات‭ ‬بشأن‭ ‬طبيعة‭ ‬نشاطها‭ ‬ودوافعها‭ ‬الحقيقية‭.‬

وما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الشكوك‭ ‬بخصوص‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬هو‭ ‬ارتباط‭ ‬بعضها‭ ‬بأسماء‭ ‬شخصيات‭ ‬سياسية‭ ‬جديدة‭ ‬نسبيا‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬المحلية،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬أي‭ ‬انخراط‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬أو‭ ‬التزامات‭ ‬اجتماعية‭ ‬مثل‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مثلًا‭.‬

وهذه‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬نشاطها‭ ‬اليومي‭ ‬على‭ ‬أساليب‭ ‬السمسرة‭ ‬والوساطة،‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬غفلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬لاعبًا‭ ‬رئيسيًّا‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬ضد‭ ‬المسؤولين،‭ ‬مستخدمة‭ ‬شبكات‭ ‬اجتماعية‭ ‬وإعلامية‭ ‬للترويج‭ ‬مدفوع‭ ‬الأجر‭ ‬لأجنداتها‭.‬

هذه‭ ‬الأجندات‭ ‬ورغم‭ ‬غموضها،‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬زعزعة‭ ‬الإدارة‭ ‬المحلية‭ ‬والجهوية‭ ‬عبر‭ ‬إضعاف‭ ‬ثقة‭ ‬الساكنة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭.‬

وتتزايد‭ ‬التساؤلات‭ ‬بخصوص‭ ‬دوافع‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬أي‭ ‬دلائل‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مصلحة‭ ‬عامة‭ ‬وراءها‭.‬

إذ‭ ‬رغم‭ ‬الادعاءات‭ ‬المتكررة‭ ‬بوجود‭ ‬فساد‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬إدارة،‭ ‬غير‭ ‬أنَّ‭ ‬هذه‭ ‬الادّعاءات‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬إشاعات‭ ‬غير‭ ‬مدعومة‭ ‬بأدلة‭ ‬واضحة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬الشكوك‭ ‬بشأن‭ ‬دوافع‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬واستهدافها‭ ‬تحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬شخصية‭ ‬بحتة،‭ ‬وإن‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬استقرار‭ ‬المدينة‭ ‬وتطورها‭.‬

مصادر‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬المحلي،‭ ‬أكَّدت‭ ‬لجريدة‭ “‬لاديبيش‭” ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬تمول‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شبكات‭ ‬وتكتلات‭ ‬معينة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬التبرعات‭ ‬واستغلال‭ “‬نفوذها‭” ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬غير‭ ‬مهيكلة‭.‬

هذه‭ ‬التكتلات‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬شخصية،‭ ‬تجد‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬للشائعات‭ ‬واستهداف‭ ‬الشخصيات‭ ‬العامة‭ ‬وسيلة‭ ‬فعالة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها،‭ ‬ولعل‭ ‬الغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬لا‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬معطيات‭ ‬دقيقة،‭ ‬بل‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬تضخيم‭ ‬أحداث‭ ‬عادية‭ ‬وربطها‭ ‬بأجندات‭ ‬مشبوهة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬تجد‭ ‬صدى‭ ‬لها‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الفئات،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يتوقعه‭ ‬البعض‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬بات‭ ‬المواطن‭ ‬الطنجاوي‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬من‭ ‬أمره،‭ ‬وهو‭ ‬يشاهد‭ ‬كيف‭ ‬تُستغل‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬لتحريف‭ ‬الحقائق‭ ‬وتشويه‭ ‬السمعة‭.‬

خاصّةً‭ ‬أنّ‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬وكأنّها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬صراع‭ ‬نفوذ‭ ‬خفي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضعف‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬ويشتت‭ ‬الانتباه‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الساكنة‭.‬

وعموما‭ ‬تظل‭ ‬الحقيقة‭ ‬بشأن‭ ‬الأوساط‭ ‬المعنية‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬غير‭ ‬واضحة،‭ ‬وسط‭ ‬كم‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬وعدم‭ ‬الثقة‭.‬

إنَّ‭ ‬التصدي‭ ‬لهكذا‭ ‬ظاهرة‭ ‬يتطلب‭ ‬وعيًا‭ ‬جماعيًّا‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والفاعلين‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬آليات‭ ‬الشفافية‭ ‬والمساءلة‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬عدم‭ ‬استغلال‭ ‬الإعلام‭ ‬لتحقيق‭ ‬مآرب‭ ‬شخصية‭ ‬ضيقة‭.‬

تابعنا على الفيسبوك