تواصل معنا

مقالات الرأي

جهة طنجة تطوان الحسيمة.. لا تحديث سياسي دون شبيبات حزبية

يحتاج المشهد السياسي في جهة طنجة تطوان الحسيمة -أكثر من أي وقت مضى- إلى انخراط الشباب في مسار تنزيل أهداف المشروع التنمويّ الجديد، بالتحوّل من الاعتماد على الشباب كقوّة ديمغرافيّة، إلى الاعتماد عليه كقوّة اقتراحية لإنجاح التجربة الإصلاحيّة، الَّتِي تعيشها المملكة المغربيّة، في ظلّ وجود تحدّيات محليَّة وإقليميَّة وجهويَّة.

وتندرج أهداف الإصلاح، من خلال، التركيز على دور الشبيبات الحزبية الرئيسي، الَّذِي تأسست من أجله، بالإضافة إلى أهمية القطاع الشبيبيّ في إعادة الثقة، الَّتِي فُقدت نتيجة مجموعةٍ من التراكمات الحزبية الفاشلة، الَّتِي أفرغت التنظيمات من شباب حامل رسالة ومبادئ، واستبدلته بآخرين لم يُلقّنوا التكوين السياسي ليصبحوا مُوظّفين في أحزاب لا سياسيين داخل تنظيمات.

ومن المعلوم أن الجهة -على مر العصور- كانت ولّادة للسياسيّين من ذوي القدرات الكبيرة على الإنتاج والتضحية، غير أنّها تخلّت –مؤخرا- عن هَذِهِ الأدوار، ولم تعد تغني المشهد السياسي بطاقات وكفاءات لها القدرة على تحمّل المسؤولية في التدبير السياسي، في مؤسساته التشريعية أو التنفيذية.

هَذَا النكوص يتجلّى بالأساس، في الغياب غير المبرر لدور الأحزاب بالجهة، من خلال الاستقطاب وتوسيع القاعدة الشبابيّة، الَّتِي تُعنى بمهام التأثير في الشارع وترسيخ قيم النضال المؤسساتيّ، الَّذِي ما إن خفت ضوؤه برزت مجموعةٌ من الإشكالات المرتبطة به، أبرزها الوقوف في موقف المتفرج بشأن قضايا الوطن، آخرها الأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا -الَّتِي لا تفصلها عن مدينة طنجة سوى 14 كلم- حيث ارتكنت الأحزاب وشبيباتها خلف الموقف الرسمي للدولة، دون القيام بأيّ مبادرات من شأنها توضيح رؤية المغرب في علاقته بالشبيبات الحزبية الأجنبية.

لا شكّ أن مَن يُتابع المشهد السياسي بالجهة سيجدُ أنَّ الشباب كان لهم دورٌ كبيرٌ في الترافع عن مجموعة من القضايا ذات الراهنية، ومع الاعتماد على الكفاءات الشبيبيّة، فهَذَا يعني بناء جبهةٍ قويةٍ قادرة على مواجهة كل التحدّيات الحقوقيّة والسياسيّة والثقافيّة، الَّتِي تواجهها وبالتالي تحقيق العدالة المجالية المنشودة.

تابعنا على الفيسبوك