سياحة
جبل العلم بمنطقة مولاي عبد السلام بنمشيش وجهة سياحية ضاعت وسط الصراعات السياسية

يجد العشراتُ من المواطنين في أثناء تنقلهم لزيارة ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش بجبل العلم، صعوبةً بالغةً في الوصول؛ نظرًا لتهالك شبكة الربط الطرقي المؤدية لضريح الوالي الموجود بإقليم العرائش بدائرة مولاي عبد السلام. وبالرغم من أنَّ منطقة مولاي عبد السلام بنمشيش، حظيت بنصيب من مشروع فكّ العزلة عن القرى والمداشر، الَّذِي أطلقته الدولة المغربيّة، فإنَّ المنطقة الموجودة بجماعة تازروت، وتضمّ أحد أجمل المناظر الطبيعيّة، لاتزال تعاني التهميش، ما يضيع فرصًا عديدة للاستثمار والرقي بالوضع الاقتصادي والاجتماعي للساكنة.
ويبدو أنَّ الأهدافَ المُسطّرة من أجل انتشال ساكنة منطقة مولاي عبد السلام من التهميش، لم تحقّق على أرض الواقع؛ بسبب اصطدام إرادة الإصلاح بتيار الاقتصاد السائد المبني على فلسلة السعي وراء المصلحة الذاتيّة، وإهمال معالجة اختلال العلاقات الاقتصادية، إضافة إلى وجود جهات تقف سدًّا منيعًا أمام أيّ مبادرات تنموية، من شأنها، خلق فرص شغل -ولو مؤقتة- لشباب هَذِهِ المنطقة.
ويقتسم كلٌّ من رئيس مجلس الجماعة الترابية لتزروت أحمد الوهابي، وقوّة الضغط السياسيّة التابعة لحزب الاستقلال، بقيادة آل بركة جزءًا مهمًّا من المسؤولية، الَّتِي أنتجت وضعًا صعبًا أضاع فرصة تحويل المنطقة إلى وجهة سياحيّة، تجذب المزيد من الزوار، وذلك بسبب صراعات سياسية غير مؤسّسة على برامج ومشاريع.
ويتحمّل مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة جزءًا من المسؤولية أيضًا لعدم قدرته على خلق تنافسية سياحيّة، من شأنها تنشيط الدورة الاقتصادية، الَّتِي لن تكون مرتبطةً فقط بالسياحة، إنَّما بقطاعات ومجالات أخرى، في منطقة تعرف تدفقًا لمجموعة من السيَّاح والوافدين من الخارج والداخل، خاصّةً في فصل الربيع.
ونظرًا إلى أنَّ منطقة جبل العلم تقع بالقرب من ثلاث مدن، هي: «تطوان، وشفشاون، والعرائش»، فإنّ الاحتمالات تبقى كبيرة في أن تصبح منطقة مولاي عبد السلام بن مشيش قطبًا سياحيًا مُهمًّا إن ما رُكّز على تنويع الاختيارات السياحيّة والاستثمار في الخصائص والمؤهلات الطبيعيّة، الَّتِي تزخر بها.
