تواصل معنا

الجهة

تقاليد وعادات ليلة القدر بطنجة.. مظاهر خاصة قلوب خاشعة وأبدان مزينة باللباس

إذا كان الأطفال في مختلف أنحاء المملكة المغربية، خصوصًا في الأحياء الشعبية ما زالوا يستقبلون شهر رمضان الكريم بفرحٍ كبيرٍ، يبرز ذلك من خلال استعداداتهم والشعارات والأغاني الَّتِي يتغنون بها بأصواتهم الطفولية مثل: «شني غدا رمضان شني نشربو الحريرة.. ورمضان بوشاشية شبعنا شباكية.. رمضان بوطربوش.. شبعنا الكرموس، ورمضان يا الحبيب.. شبعنا قهوة وحليب»، فإنَّ لكلِّ منطقةٍ ووجهةٍ خصوصياتها في الاحتفال بهذا ا الشهر المعظم، الَّذِي أنزل للصيام والقيام، فإنّ المغاربة يعطون لهذا الشهر رونقًا خاصًّا من خلال اعتمادهم عاداتٍ وتقاليدَ تُعطي دفئًا خاصًّا يرافق أعمالهم الإيمانية، خلال هذا الشهر.

إنَّ شهر رمضان المعظم، بقدر ما هو شهر للتسامح والغفران، فإنّ ليلةَ القدر تبقى أعظم ليلة في هذا الشهر، بل في السنة بأكملها، فقد فضّلها الله -سبحانه وتعالى- على باقي أيّام السنة، وجعلها ليلة بثلاثةٍ وثمانين سنةً وأربعة أشهر من الأعمال الصالحة والعبادة، فيها نُزل القرآن الكريم على خاتم الأنبياء والرسل، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، فضلًا عن كونها ليلة خصَّ الله سبحانه وتعالى بها أمّة محمّد عليه أفضل الصلوات بالفضل والثواب ليغفر لمن أعطاها حقها من العبادة ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، فيها تتنزل الملائكة إلى السماء الدنيا ليسلموا على المؤمنين الصالحين. وعن هذه الليلة المباركة، قال الله تعالى في كتابه العزيز، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.

وتتّسم ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الفضيل، «ليلة القدر»، بمدينة طنجة الضاربة في القدم مدينة مهد الحضارات والديانات مدينة ملتقى الثقافات ومدينة التسامح والتلاقي الديني بنوعٍ من التميّز عن باقي المناطق الأخرى بجهة شمال المملكة –طنجة تطوان الحسيمة- إذ تمتزج الأجواءُ الروحيةُ بالعاداتِ والتقاليد المتوارثة أبًا عن جدٍ، وتجتمع الأسر والعائلات على مائدة واحدة وتتبادل الحديث والزيارات، وهي فرصة لصلة الأرحام، والصلح بين المتخاصمين، والإكثار من الصلاة والدعاء، من أجل نيل رضا الله ورسوله.

ومع حلول اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك، واستعدادًا لليلة القدر العظيمة التي ينتظرها الجميع بشوقٍ كبيرٍ، تنتعش، بمختلف مناطق إقليم طنجة أصيلة، تجارة موسمية، خصوصًا بيع البخور والعطور والشموع، فضلًا عن أنواع كثيرة من الموادّ التقليديَّة التي تستعمل للتزيين في هذه الليلة المباركة، التي تُعدُّ آخر احتفال روحيّ في شهر رمضان قبل عيد الفطر، كما تقبل الأسر والعائلات على اقتناء ألبسةٍ جديدةٍ خاصّة بالعيد «الصغير» للأطفال، واقتناء أجود البخور العطريَّة، الَّتِي تليق بهذه الليلة.

  • زيارة المقابر صباح يوم ليلة القدر.. عادة ﻹحياء الصلة بين الأحياء والأموات عند أهالي طنجة

تُشكّل زيارة المقابر في يوم 26 رمضان، عادةً راسخةً لدى سكان مدينة طنجة، يحرصون –بموجبها- على الترحّم على موتاهم في هذا اليوم، الَّذِي يعتقد أنّه يسبق ليلة القدر. في مقبرة المجاهدين كما باقي المقابر الأخرى بمدينة طنجة، يتوافد مئات من المواطنين شيبًا وشبابًا لزيارة قبور ومراقد أحبائهم وأقربائهم، الَّذِينَ رحلوا إلى دار البقاء، كالتفاتة وفاء لهم وتخليد ذكراهم.

أمام المراقد في هذا المدفن، الَّذِي يُعدُّ الأكبر من نوعه في طنجة، تجد الناس جالسةً وهي تردد الأدعية والابتهالات ترحمًا على موتاهم، الَّذِينَ رحلوا، فأينما وليت وجهك وإلا رصدت أعينك المشاهدات نفسها والتقطت أذنيك الذكر نفسه.

حبابي رحيموا، امرأة في عقدها السابع، تزور زوجها المتوفي منذ عشر سنوات، كلّ يوم الجمعة فهي لا تتغيب إلا في حالات طارئة، لكن خلال ليلة القدر تُعدُّ الزيارةُ مُقدّسةً وضروريّةً، إذ تقرأ على رفيق دربها الراحل ما تيسر من القرآن الكريم والذكر الحكيم وتقرأ بعض الأدعية. المرأة التي أصبحت معروفة بمقبرة المجاهدين، تُؤكّد في تصريح خصّت به جريدة «لاديبيش»، أن زيارة القبور عادة محمودة لا يجب توقيفها أو قطعها، فهي فرصة للترحّم على الميت وربط صلة الرحم معه، وفرصة للترحم على جميع موتى المسلمين، حيث تجعلك تقرأ القرآن الكريم وتدعي لهم وتصدق بما استطاع به الإنسان.

وغير بعيد وجدت هيئة تحرير جريدة «لاديبيش» امرأةً أخرى أمام قبر ابنها والصوت يتعالى من طرف قارئ يتلو آيات من الذكر الحكيم نزولًا عند رغبة المرأة، نظير مبلغ من المال تُقدّمه كصدقة على روح والدتها الراقدة في هذا القبر.

«اليوم 26 رمضان، يأتي الناس إلى المقبرة بأعدادٍ كبيرةٍ أكثر من الأيام العادية لزيارة قبور آبائهم أو أقاربهم»، يقول رجل في الستينيات من عمره متحدثًا لجريدتنا، الَّتِي صادفته خلال رصدها مظاهر هذا الطقس الاجتماعي، جئت أمس الجمعة وعدت اليوم السبت، الَّذِي يُصادف ليلة القدر للترحم على ابني وزوجتي، فهي عادةٌ حميدةٌ لا يمكن لي قطعها رغم ظروفي الصحية.

وأضاف المتحدث ذاته والمُسمّى ببا مغايث، أنَّ السنوات العديدة، الَّتِي مرَّت على وفاة زوجته ونجله، إثر حادثة سير خطيرة، لم تمنعه من زيارتها والترحّم عليهما والدعوة لهما بالرحمة والمغفرة وأن يجعل الله قبرهما روضة من رياض الجنة. فيما يرى شاب مرفوق بطفله، وهو من رواد المقبرة، أنَّ زيارة قبور المتوفين من الأهل والأحبّة في هذا اليوم، ليست منحصرة في هذا اليوم فقط «نتذكرهم دائما ونزورهم كل يوم جمعة طوال سنة».

وبمقبرة سيدي عمار، رصدت جريدتنا، امرأةً مُسنّةً بزيها التقليديّ المعروف في منطقة شمال المغرب، تشقّ طريقها وسط عشرات المراقد، قاصدة قبر أحد أقربائها للترحّم عليه في هذا اليوم.

«الناس يأتون للترحم على موتاهم من خلال قراءة القرآن على أرواحهم والتصدّق من أجلهم، وأيضًا العناية بقبورهم». يشرح شاب يرافق رواد المقبرة أجواء يوم 26 رمضان، ويقرأ ما تيسر من القرآن ويدفع أذرع الدعاء مقابل بعض دريهمات كصدقة على الأموات، فهو لا يشترط أو يحجج مبلغًا معينًا، فذلك يبقى شأن المتصدق.

  • ليلة القدر.. ليلة للتزين بأبهى الملابس التقليدية

عند الذروة، أو في منتصف النهار تجد الأزقة والأحياء، خصوصًا الشعبية قد اكتظّت بصغار السنّ، ذكورًا مزهوين بـ«جلاليبهم وجابدوراتهم وبلاغيهم»، وإناثًا يتفاخرن بـ«قفاطينهن، وجلابيهن، وشرابلهن» الَّتِي أعدت خصوصًا لهذا اليوم، ليحاكوا الكبار في أزيائهم وطقوسهم الدينيّة كمرافقتهم المساجد والقبور وزيارة الأهل والأحباب.

السيدة لطيفة، خصّت تصريحًا لجريدة «لاديبيش» قائلةً: «أحب هذه الليلة المباركة من الشهر الفضيل، إذ أجد متعتي وأنا أستعدّ لهذه الليلة المباركة مع أطفالي وزوجي وأسرتي، بل حتّى عائلتي».

وتابعت لطيفة قائلة: «تكون لأطفالي حصّة الأسد من تحضيرات هذه المناسبة، كالحرص على نقش أيديهم بالحناء، وارتدائهم ملابس تقليدية جديدة، كي تترسخ فيهم عاداتنا وتقاليدنا لهذا اليوم المبارك».  كما ترى المصرحة ذاتها أو المتحدثة أنَّ «يوم السادس والعشرين» هو يوم مُقدّس لكل الفئات العمرية نساءً ورجالًا وأطفالًا، ففيه تجتمع الأحباب والعائلات والأقارب.

  • ليلة القدر.. فرصة لصيام الأطفال والتزين بأبهى الملابس

يُعدُّ الأطفال بمدينة طنجة، هم الأكثر استفادةً من هذه الليلة المباركة، فهناك طقوس وعادات خاصة يفعلها الآباء احتفاءً بالأطفال، فهي ليلة لتشجيع الأطفال على الصيام وفرصة لتلقينهم تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، إذ يُحتفى بالأطفال الصائمين بالزغاريد والأهازيج.

كما يُخصّص للأطفال ملابس تقليدية خاصة مثل الجلابيب والجابدور والقفطان بالنسبة للفتيات، ويمنح لهم بعض الدراهيم تشجيعًا لهم على الصيام، أمَّا بالنسبة للفتيات فتنقش الحناء في أياديهن، كما هناك عددٌ من الأحياء التي تُشيّد بعض الخيام أو تُنظّم حفلات الإفطار الجماعي للاحتفاء بالأطفال والتقاط صور لهم بملابسهم التقليديّة، كما يُصطحب هؤلاء الأطفال إلى المساجد مرفوقين بآبائهم، لأداء الصلاة، وهناك تكون فرصة كبيرة للأطفال للتعرّف أكثر على فرائض الدين الإسلامي وعادات التقاليد المرافقة لهذا الشهر العظيم. ويصطحبون أيضًا إلى عددٍ من الأحياء الشعبية مثل عين القطيوط والمصلى وبن ديبان وكسابراطا للاحتفاء الجماعي وأخذ صور تذكارية لهم بلباسهم أو زيهم التقليدي.

فليلة القدر من شهر رمضان تُشكّل -كما سلف الذكر- فرصةً لا تعوّض بالنسبة للعائلات لتعويد أطفالها على الصيام أوّل مرة؛ إذ تُقام للصغار احتفالات خاصة بهدف تشجيعهم على أداء شعائر الصيام وتحبيبه لهم في الشهر الكريم؛ إذ يحظون بالتمييز من أجل دفعهم أكثر إلى المواظبة على أداء ثالث أركان الإسلام، وتُلبس الأمهات بناتهنّ أفضل ما يملكن من ألبسة ليجلسن كملكات على مائدة الكبار، الأمر نفسه بالنسبة للذكور، ويُعدُّ هذا الاحتفال بمنزلة مكافأة للصغار على صبرهم طوال يوم شاق.

ويُجرى إعداد وجبة فطور خاصة بهؤلاء الأطفال، وتحرص الأسر على أن يكون أوّل ما يتذوقه الطفل في هذا اليوم هو التمر وكأس حليبٍ باردٍ، فيما تحرص بعض الأسر الأخرى على أن يكون أول فطور صغيرها بيضة مسلوقة، وتعامله معاملةً طيّبةً إلى درجة أنه يعتبر نفسه ملكًا على رأس عائلته، ما يشجعه ويدفعه مرّة أخرى إلى خوض التجربة إلى أن يتعوّد على الصيام.

  • طنجة خلال ليلة القدر.. المساجد مملوءة عن بكرة أبيها

تفيض المساجد مدينة طنجة، طوال شهر رمضان الكريم عمومًا، وخلال ليلة القدر خاصة بالمُصلّين، الَّذِينَ توافدوا عليها، لإحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان، الَّتِي يعتقد أنَّها تتزامن مع ليلة القدر المباركة.

إذ تمتلئ مختلف المساجد بالمدينة، خصوصًا مسجد السوريين ومسجد بدر ومسجد محمد الخامس والإمام نافع ومسجد النور، ومسجد السعودي، ومسجد بلال ومسجد سي الأمين، وغيرها من المساجد المعروفة في المدينة، بآلاف المصلين.

ففي مشاهد روحانية، غالبًا لا تستوعب الفضاءات الداخلية الجموع الغفيرة من المُصلّين الَّذِينَ يتوافدون عليها لقيام ليلة «خير من ألف شهر»، إذ تمتدّ كالعادة الصفوف إلى الباحات الخارجيَّة والحدائق المجاورة لبعض هذه المساجد.

فتخشع قلوب هؤلاء المصلين مع تلاوات يرتلها مقرؤون -ذاع صيتهم على المستوى المحلي والوطني- فمنهم أطفال حاملين كتاب الله، لا سيَّما خلال لحظات دعاء ختم القرآن، الَّذِي اختار معظم أئمة التراويح قراءته، بعد استيفاء الأحزاب الستين المكونة لكتاب الله -عزّ وجلّ.

وتفيض أعين المصلين بدموع الخشوع وترتفع أكفهم بالضراعة إلى الله -سبحانه وتعالى- فيما الألسن تلهج بالدعاء المستحب في هذه الليلة، مُؤمنين على دعاء أئمتهم، الَّذِين يدعون الله بالعفو والفوز بليلة القدر، من قبيل: «اللهم إنك عفو كريم تحبّ العفو فاعف عنا، اللهم أعتق رقابنا من النار.. اللهم اجعلنا ممَّن وفق لقيام ليلة القدر فكتب له عظيم المثوبة والأجر».

كما يخصّ المشفعون الأقصى بأدعيتهم، قائلين: «اللهم احفظ مُقدّسات المسلمين، اللهم حرَّر المسجد الأقصى من الصهاينة المحتلين الغاصبين المعتدين(..)»، داعين كذلك للمستضعفين في فلسطين وبلاد الشام. كما لم يفوتوا الفرصة للدعاء لملك البلاد محمد السادس، بالنصر والتمكين في كل ما هو صلاح للشعب المغربي والأمة الإسلامية.

وعلى المستوى الرسمي، يترأس والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، حفلًا دينيًّا إحياء لليلة القدر، بحضور عددٍ من الشخصيات العمومية في مدينة طنجة، من بينهم رئيس مجلس الجهة ورئيس المجلس الإقليمي لطنجة أصيلة وعمدة المدينة ورساء المقاطعات الأربع وبرلمانيو الدائرة الإقليمية لطنجة أصيلة.

السيد عبد الله خمسيني، قال لجريدة «لاديبيش» إنَّ في هذه المناسبة تحفل المساجد بالمصلين المرتدين الملابس التقليديّة، وأضاف قائلًا: «بسبب امتلاء المساجد في صلاة التراويح من أوّلها إلى آخرها، يعمل المصلون على افتراش الحصير في بهوها وحدائقها أو الشوارع المقابلة لها، لتشعر أن لديهم ارتباطًا وثيقًا بدينهم وتعاليمه».

  • طنجة.. الكسكس والرفيسة خلال ليلة القدر

تتميّز ليلة القدر بمدينة طنجة بعاداتٍ وتقاليدَ وطقوسٍ راسخةٍ متوارثة أبًا عن جد، رغم أن شريحة مُهمّة من المجتمع بدأت في التخلّي عن هذه العادات والتقاليد، وسارت خلف كل ما هو جديد وما تقدمه التكنولوجيا الحديثة للمستهلك؛ فأغلب العائلات الطنجاوية ما زالت تحافظ على إعداد طبق الكسكس في ليلة القدر، ويجتمع أفراد الأسر والجيران على «القصعة»، الَّتِي تتكوّن من الكسكس والخضراوات واللحم أو الدجاج البلدي، كل على قدر استطاعته.

كما هناك أسر عديدة ما زالت تحافظ على عادة إعداد الكسكس وتصديقه في مساجد الأحياء، إذ يجد عددٌ من المصلين الكسكس في انتظارهم للعشاء بعد الانتهاء من صلاة التراويح، وهي عادة الغرض منها إخراج الصدقة على الموتى والمرضى والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة والشفاء أيضًا.

كما هناك عدد من الأسر يعدُّون أكلة الرفيسة بالدجاج البلدي، فهي الأكلة الثانية في العادات والتقاليد تعوّض الكسكس عند عدد من الساكنة، ويتجمعون حولها في صورة نمطية جميلة تؤرخ لروابط صلة الرحم، فغالبية الأسر بمدينة طنجة وعلى غرار باقي المدن الأخرى تجتمع مع بعضها البعض احتفاء بهذا اليوم الفضيل يوم الرحمة والمغفرة

  • طنجة.. لا يحلو الشاي دون الحلوى والفواكه جافة

وبعد الانتهاء من وجبة العشاء تعد النساء الشاي المغربي الأصيل في البراد «إناء الشاي» الَّذِي يقدم في إناء تقليدي «صينية»، مرفوقًا ببعض الحلوى التقليدية مثل: «غُريّبة السمن وحلوى التمر والفقاص وحلوى البيان أو الكوكو» بالإضافة إلى الفواكه الجافة حسب التقاليد.

وفي هذا السياق، أكَّدت نزهة، ابنة مدينة طنجة وبالضبط حي واد احرضان، في حديث مع جريدة «لاديبيش»، أنَّ تقديم الشاي مع الفواكه الجافة في أطباق تقليدية من أهمّ مميزات المجتمع المغربي، مشيرة إلى أنّه لا يحلو شرب فنجان الشاي دون الفواكه الجافة (مثل اللوز والتمر والتين والفستق والجوز وغيرها). وأضافت المتحدثة أيضًا، أنَّ الحلوى التقليدية أيضًا من عادات ساكنة مدينة طنجة، إذ تُعدُّ وتُقدّم مع براد الشاي المغربي المنعنع.

فإذا كانت لكل المدن المغربية عاداتها وتقاليدها خلال ليلة القدر، فإنَّ أيضا لطنجة عاداتها وتقاليدها، التي تحافظ عليها رغم انفتاحها على باقي العادات الأخرى بفضل الهجرة الداخليّة، الَّتِي شهدتها المدينة، فإنّها تحاول المقاومة والحفاظ على عادات تؤرخ لهذه المدينة المنفتحة المؤمنة بالحداثة وبقيم التعايش.

لكنها تقتسم أيضًا مع باقي مناطق المملكة عددًا من الطقوس والعادات المشتركة الَّتِي توطد لعادات وتقاليد المغاربة أجمعين ومدى ارتباطهم بدينهم الإسلامي الحنيف، وهي عادات تُميّز المغاربة عن باقي سكان المناطق المغاربية وشمال إفريقيا.

 

تابعنا على الفيسبوك