تواصل معنا

مجتمع

تخريب الحدائق العمومية.. الضحية هو الجاني نفسه!

تعرف مدينة طنجة على الصعيد الوطني بكثرة الحدائق العمومية، هَذِهِ المتنفسات الطبيعيَّة والترفيهيَّة للأسر القاطنة بالمدينة، لم تأتِ من فراغ؛ بل نتيجة جهد جهيد وعمل كبير لجمعيات المجتمع المدني، وكذا بعض المؤسَّسات، كما كلَّفت خزينة الجماعات ملايين من الدراهم، حتَّى تكون متنفسًا للمواطنين، فلماذا يتم تخريبها؟ 

تحوَّلت العديد من الحدائق العمومية بمدينة طنجة، تحديدًا مقاطعتا «مغوغة، وبني مكادة» الَّتِي لم يمضِ على إحداثها الكثير من الوقت إلى مناطق مهملة، فتمَّ تخريب مقاعدها، كما أنَّ الألعاب المُخصّصة للأطفال تكسَّرت، ولم يتم إصلاحها، الورود قُطِفَت دون الحديث عن النفايات الَّتِي يتم إلقاؤها بسبب تخريب حاويات النفايات، والموضوع المذكور تتدخل فيه عدّة عومل أولها ذاتية، والأخرى موضوعية، فمن جهة فإنَّ بعض الاشخاص الَّذِينَ يمتهنون حرفة كراء الألعاب للأطفال يعمدون إلى تخريب هَذِهِ الممتلكات لتسنح لهم الفرصة لكراء ألعابهم مقابل ثمن رمزي للأطفال، بينما هناك بعض العائلات والأشخاص يعمدون إلى تخريب هَذِهِ الحدائق العامة بقصد أو غير قصد.

ويبقى السؤال المطروح، لماذا تُصرف الملايين على حدائق مُوجّهة للمواطنين ليقوموا بعد ذلك بتخريبها دون أي منطق عقلي يسمح لهم بذلك؟ وهل يكفي إحلالها فقط لتعود إلى حلتها أم أنَّ الثقافة السائدة وسط المجتمع، الَّتِي تعتبر الملك العمومي قضية ثانوية والحفاظ عليه لا يدخل ضمن اهتمامات بعض العائلات فيكفيها الحفاظ على فضائها الخاصّ، بينما تتغير المفاهيم عندما يتعلق الأمر بالفضاء المشترك؟

تابعنا على الفيسبوك