تواصل معنا

مقالات الرأي

تأثير وباء «كورونا» على نمط استهلاك جيل كوفيد

أنوار المجاهد

ممَّا لا شكّ فيه أن وباء «كورونا» سيكون له تأثيرٌ مباشرٌ على القرارات المستقبلية لمراهقي اليوم على الرغم من صعوبة التنبؤ بهذا، لكن يمكن الجزم أنَّ القرارات سيكون لها انعكاسٌ على نمط الحياة والاستهلاك معًا، حيث يبدو من الواضح تمامًا أنَّ القيم مثل الثقة أو الأمن أو الحاجة إلى حماية الصالح العام، وسمت المنظومة الأخلاقيّة والأيديولوجيّة للجيل الجديد.

لقد أثبتت مجموعةٌ من الدراسات، أنَّ المراهقين والأطفال هم الأكثر تضرّرًا من هَذِهِ الأزمة الصحيّة، الَّتِي ألمّت بالعالم، الَّتِي للأسف أزاحت اللثام عن مجموعة من السلوكيات غير المتوقعة، وجعلت المستقبل الاقتصادي ضبابيًا في ظلّ ظهور نمط جديد للبيع والشراء، لقد أثَّر الوضع علينا جميعًا، ولكن بشكلٍ خاصٍّ على المراهقين؛ لأنه حدث في لحظة مهمّة في تطورهم ونموهم الشخصي.

بات من المستحيل التفكير في أنَّ الأيّام المقبلة بأننا سنتمكّن من ترك التدابير الاحترازيّة والتخلّص منها كالتباعد الاجتماعي أو القيود المفروضة على التنقّل أو الخوف من خطر غير مرئي كالفيروسات، ولن ينتهي الخوف بانتهاء حالة الطوارئ الصحيّة، أو تحسّن الوضعية الوبائية في العالم؛ لأنَّ المخيال الاجتماعي للجيل الجديد عاش مرحلة غير مسبوقة سيكون لها تأثيرٌ على شخصية هَذَا الجيل.

سيترك هَذَا الأمر لعلماء النفس والاجتماع وغيرهم من الخبراء لدراسة وتحليل العواقب والتغييرات المستمدّة من هَذِهِ الصدمة على قيم وسلوكيات جيل كوفيد، لكنَّ المسوّقين ليس لديهم الوقت لانتظارهم؛ لأنَّ هَؤُلَاءِ المراهقين هم مستهلكو المستقبل، وفي كثير من جوانب الحاضر.

 وإذا كان هَؤُلَاءِ الشباب لديهم بالفعل علاقة خاصة مع ما يُسمّى بالتقنيات الجديدة، الَّتِي لا يوجد فيها شيءٌ جديدٌ بالنسبة لهم؛ لأنّهم ولدوا معها، فإنَّ حقيقة أنَّ جميع التحدّيات الَّتِي نشأت في أثناء الوباء كانوا قادرين على مواجهتها عبر الإنترنت، ترخي بظلالها على المستثمرين الجدد.

ستكون هَذِهِ الأفكار وغيرها هي الانعكاسات الَّتِي يتعيّن على العلامات التجاريّة القيام بها لإدارة المستقبل، ويبدو أنّه من المشكوك فيه قليلًا أنّها تُؤدّي في جميع الحالات إلى اندفاع أكبر للتحوّل الرقمي في جميع مجالات الحياة.

تابعنا على الفيسبوك