تواصل معنا

سياسة

بعد عزل الشرقاوي.. التعديل الحكومي والحركة الانتقالية للولاة والعمال يخيبان آمال «الأحرار» بطنجة

شهدت الساحة السياسيَّة بالمغرب، في الأيام الأخيرة، حركيَّة متعدّدة المستويات، إذ أُعلن عن تعديل وزاريّ جزئيّ يقضي بتعيين أعضاءٍ جُددٍ للحكومة برئاسة عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، في ظل تحدّيات اقتصاديَّة واجتماعيَّة كبيرة تُواجه البلاد، ما يضع على عاتق الحكومة الجديدة مسؤولية كبيرة لتحقيق الإصلاحات الموعودة قبل ثلاث سنوات.

وقد انحصر التعديل في دخول وزراء جُددٍ، إذ عُيّن أمين الطهراوي وزيرًا للصحة والحماية الاجتماعيَّة، ومحمد سعد برادة وزيرًا للتربيَّة الوطنيَّة والتعليم الأولي والرياضة، وأحمد البواي وزيرًا للفلاحة والصيد البحري والتنميَّة القرويَّة والمياه والغابات، وعز الدين ميداوي وزيرًا للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وعبد الصمد قيوح وزيرًا للنقل واللوجيستيك، ونعيمة بنيحيى وزيرة للتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة.

هَذِهِ التغييرات على المستوى الوزاري تأتي في وقت تشتدّ فيه المناورات بين الفرقاء السياسيين بمدينة طنجة عاصمة الجهة، كما تزامنت أيضًا مع حركة انتقالية في أوساط ولاة الأقاليم وعماله.

وتتّجه الأنظار إلى حزب التجمع الوطني للأحرار في طنجة، الَّذِي -حسب مصادر مقربة من قيادته المحلية- كان يُمنّي النفس برحيل وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت عن منصبه ضمن التعديل الحكومي الأخير، وكذلك بتغيير والي جهة طنجة يونس التازي ضمن الحركة الانتقالية لرجال السلطة.

إلا أنَّ هَذِهِ «المتمنيات» خابت، وظلَّت التحديات الَّتِي يواجهها الحزب بعد عزل المحكمة الإداريَّة بطنجة رئيس مقاطعة طنجة المدينة، محمد الشرقاوي، ونائبه الثالث أحمد مشيشو، هَذَا العزل جاء في وقت حسّاس، إذ شرع حزب العدالة والتنميَّة، الَّذِي يدير المقاطعة مؤقتًا من خلال إدريس التمسماني، بتقديم البشير العبدلاوي، العمدة السابق لطنجة، كمرشحٍ محتمل لرئاسة المقاطعة.

وبالرغم من عدم الحسم في اسم مُرشّحه حتَّى الآن، فإنّ هناك تفاؤلًا كبيرًا لدى «الأحرار» بشأن فرصه في الظفر برئاسة المقاطعة، إذ يرى أنه كان من حقّه أن يتولَّى هَذَا المنصب في ظل خلط الأوراق الحاصل.

في حين يتوقَّع البعض أن البشير العبدلاوي قد يتمكَّن من الوصول إلى رئاسة مقاطعة طنجة المدينة، شرط نجاحِه في إقناع بعض الشخصيات السياسيَّة مثل يوسف بنجلون، المنسق الإقليمي لحزب الاتّحاد الاشتراكي، الَّذِي سبق أن ترشّح تحت راية العدالة والتنميَّة، فضلًا عن حميد أبرشان، وهما الاسمان اللذان دعما الشرقاوي خلال الانتخابات الماضيَّة.

ويُعدُّ العبدلاوي شخصيَّة بارزةً في المشهد السياسي المحلي، ما قد يُعطي العدالة والتنميَّة أفضلية في الفوز بالمنصب، وذلك في إطار سعي الحزب لتعزيز نفوذه واستعادة الثقة بعد الخسارة الأخيرة في انتخابات 8 شتنبر.

ستكون هَذِهِ الديناميات السياسيَّة حاسمةً في تحديد مستقبل التوازنات داخل تحالف الأغلبيَّة وحظوظ مكوناته في الاستحواذ على مقعد الرئاسة في مقاطعة طنجة المدينة. إنَّ الوضع الحالي ينذر بتحوّل في المشهد السياسي المحليّ، وهو ما قد يُشعل السباق الانتخابي حتَّى بين المتحالفين لتسجيل أهدافٍ في آخر أنفاس هَذِهِ الولاية.

 

تابعنا على الفيسبوك