سياسة
بعد تحريك “أذرعها الاجتماعية”.. أحزاب تقرع طبول الانتخابات بطنجة

مع اقتراب موعد الانتخابات تُثار العديد من الأسئلة بطنجة بشأن دور “الأذرع الاجتماعية” للأحزاب السياسية في هذه العملية الانتخابية، إذ تُعدُّ هذه الأخيرة بمنزلة الأداة الحاسمة التي تعتمد عليها الأحزاب في التأثير على قطاعات من الفئات الشعبيَّة وكسب الأصوات، إذ تحوز أهمية خاصة في الشهور التي تسبق الانتخابات، وتسعى الأحزاب إلى تحريك هذه الأذرع لتعبئة المواطنين وحشدهم للتصويت.
وتتعدّد “الأذرع الاجتماعية” للأحزاب السياسية في المغرب، فهي تشمل بعض الإطارات النقابيَّة، والشبابيَّة، والنسائيَّة، فضلًا عن الشبكات الإلكترونية التي باتت تُؤدّي دورًا متزايدًا في السنوات الأخيرة.
ومع تزايد أهمية الإعلام الرقمي، أصبحت هذه الشبكات أكثر قدرةً على الوصول إلى جمهور واسع، خاصة فئة الشباب التي تُمثّل فئة حيويَّة في العملية الانتخابية. لكن السؤال المطروح: هل ستتحرك هذه الأذرع بشكل فعّال في الانتخابات المقبلة؟
وحسب مصادر لجريدة “لاديبيش”، تواصل بعض الأحزاب السياسية بطنجة تحضيراتها للانتخابات المقبلة، عبر تعزيز وجودها في الساحة الاجتماعية، وبدأت في تحريك أذرعها الاجتماعية باكرًا ووسّعت نطاق أنشطتها الاجتماعيَّة والثقافيَّة والرياضيَّة، بهدف تعزيز نفوذها على الكتل الناخبة.
هذه الأنشطة التي تتراوح بين تقديم خِدْمات اجتماعية، مثل توزيع المساعدات أو إقامة مشروعات تنمويَّة، تُقدّم بمنزلة البديل العملي لبرامج هذه الأحزاب التي تظلّ في جميع الأحوال حبرًا على ورق الدعاية الانتخابيَّة.
وهناك أيضًا من يرى أنَّ بعض الأذرع الاجتماعية للأحزاب قد تفتقر إلى فاعلية حقيقيَّة في إقناع الناخبين، معتبرين أنَّ هذه الأذرع تصبح نشطةً فقط في المواسم الانتخابيَّة، وتختفي بعدها، مما يقلل من مصداقية الأحزاب أمام الرأي العام.
ويعكس هذا النقد، واقع المشهد الحزبي في المغرب، إذ تميل بعض الأحزاب إلى التركيز على المصالح الانتخابيَّة المباشرة، دون تقديم برامج اجتماعيَّة واقتصاديَّة حقيقية تستهدف تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
وفي نفس السياق، تتساءل بعض الكتابات الأكاديميَّة عن مدى قدرة هذه الأذرع على التأثير الفعلي في الناخبين الشباب، الذين أصبحوا أكثر وعيًا بأهمية التصويت بناءً على برامج حزبيَّة واضحة، بدلًا من الانجذاب وراء حملات دعائيَّة موسميَّة، فالشباب المغربي أصبح مدركًا لأهمية المشاركة السياسية ويطالب بالمساهمة الفعلية داخل الأحزاب، وهو ما يتطلّب من هذه الأخيرة أن تكون أكثر شفافية وواقعية في أنشطتها.
على مستوى آخر، تُؤكّد بعض المصادر أنَّ هذه الأذرع الانتخابية تُؤدّي دورًا حاسمًا في الانتخابات المحلية من خلال تنظيم حملات تحسيسية على نطاق واسع، تُركّز على التوعية بأهمية التصويت، ومكافحة عزوف الشباب عن المشاركة.
كما أنَّ الاستخدام المُكثّف لوسائل التواصل الاجتماعي، خاصّةً في ظل الظروف الحالية التي تزداد فيها وتيرة الرقمنة، من شأنه أن يُعزّز قدرة الأحزاب على الوصول إلى الناخبين بشكل أسرع وأكثر فاعلية.
ومن جهة أخرى، لا يمكن أيضًا إغفال التحدّي الأكبر: وهو كيف يمكن للأحزاب أن تُقدّم حلولًا حقيقيةً ومؤثرة في حياة الناس، بدلًا من الانشغال بحملات دعائية فارغة؟
وتبقى تحركات ما يسمى بـ”الأذرع الاجتماعية” للأحزاب موضوعًا له نصيبه من التعقيد، إذ يختلف من حزب إلى آخر، فبينما تسعى بعض الأحزاب إلى إحداث فرق حقيقي على الأرض، يظل البعض الآخر يتّخذ من “الأذرع الاجتماعية” مجرد أداة لشراء الأصوات الانتخابيَّة، لأنَّها غالبا ما تكون بعيدة عن المسؤولية والواقعية في برامجها، حتّى تكون قادرةً على كسب ثقة الناخبين، وبناء علاقة قائمة على التفاعل الحقيقي والمستمر.
