آخر الأخبار
بعد إسقاطه ثلاث مرات.. ما مصير «تصميم التهيئة» في عهد العمدة الليموري؟

تعرف مدينة طنجة يومًا بعد يوم، توسّعًا عمرانيًا متسارعًا، وبدل أن يخدم هَذَا التوسّع التوجّهات الكبرى لمشروع طنجة الكبرى الَّذِي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس سنة 2013، الَّذِي تهدف إلى تأهيل المدينة والمساهمة في خلق فرص شغل جديدة، غير أنَّ العشوائية الَّتِي يعرفها العمران، جعلت مجموعةً من المشاريع تسير بوتيرة بطيئة ولا تُحقّق أهداف التنمية.
ومن المرجح، أن يشهد مشكل التعمير في طنجة، تفاقمًا خطيرًا، إن لم يكتمل التسريع بإخراج وثيقة تصميم التهيئة لعاصمة البوغاز، خاصّةً في ظل عشوائية المدينة على مستوى العمران، فضلًا عن عدم وضوح رؤية المسؤولين المتعاقبين على تدبير شؤون عاصمة البوغاز.
وقد حوّلت هَذِهِ العشوائية العمرانية طنجة إلى مدينة شبه إسمنتية، بسبب تهافت لوبيات العقار على المساحات الخضراء، لتحويلها إلى مجمعات سكنيَّة ومراكز تجاريَّة. ورغم احتجاج العديد من جمعيات المجتمع المدني، وتقديمها عشرات الشكايات، فإنّ هاجس الزحف الإسمنتي قد يظل حاضرًا.
وفي سياق النقاش الوطني حول المشروع التنموي الجديد، يظلّ السؤال مطروحًا حول كفاءة النخب الحزبيَّة المحلّيَّة الَّتِي ستستوعب التحدّيات المطروحة، على طنجة بوصفها قطبًا اقتصاديًّا وطنيًّا من جهة، وكذا جودة العرض السياسيّ والبرنامجيّ الَّذِي تقترحه من جهة أخرى.
وفي سياق تشكيل المكتب المسير لجماعة طنجة وانتخاب منير ليموري عن حزب الأصالة والمعاصرة عمدة لعاصمة البوغاز، خلفًا لمحمد البشير العبدلاوي، بأغلبية أصوات بلغت 68 صوتًا مقابل 8 معارضين و3 ممتنعين، وانسحاب أبرشان مرشح حزب الاتحاد الدستوري، دشَّنت السلطات المحلية حملةً واسعةً ضد البناء العشوائي، الَّذِي استُفحل خلال فترة الانتخابات، حيث هدمت سلطات المحلقة الأولى بجماعة اكزناية، الأسبوع الماضي 12 منزلًا بمنطقة بنعجلات.
وتشير المعطيات المتوفرة لجريدة «لاديبيش» إلى أنَّ الحملة همَّت كلًا من منطقة الملحقة الإدارية السابعة بمسنانة والنواحي، وأشرف عليها قائد المنطقة مؤازرًا بأعوان السلطة وعناصر من القوات العموميّة، كما شملت الحملة أيضًا منطقة الملحقة الإداريَّة العاشرة مكرر تحت إشراف باشا منطقة شرف مغوغة، حيث هدمت ستّة من أساسات المباني، الَّتِي كانت في طور بنائها. كما هُدمت مجموعةٌ من جدران أسقف الطابق السفلي لمجموعة من المباني وفسخ ألواح التسقيف والأعمدة، بمناطق السانية القديمة وقندهار والشجيرات، فيما شرعت السلطاتُ في تحرير محاضرَ مخالفات وإحالتها على النيابة العامة المختصة.
وحسب مُتابعين للشأن المحلي بطنجة، فإنّه من المرجح أن يتم حلحلة مشكل إخراج وثيقة تصميم التهيئة، استنادًا على عدة مؤشرات، في مقدمتها الحضورُ اللافت لهَذَا الملف في البرامج المحلّيَّة للأحزاب، خلال الاستحقاقات الانتخابيَّة لهَذِهِ السنة، وكذا الاهتمام الكبير الَّذِي يُولّيه الوالي مهيدية لإشكالية التعمير، الَّذِي ظهر جليًا في محطتين أساسيتين، هما الحملة الأخيرة ضد البناء العشوائي، وكذا تحرّكه ضد التجاوزات العمرانيّة، الَّتِي تفشّت بمنطقة اكزناية في عهد رئيس جماعتها المخلوع الإدريسي، الَّذِي كانت هَذِهِ التجاوزات من أسباب خلعه من قبل القضاء.
