سياسة
بسبب انتقاله لحزب «أخنوش» أبرشان يحدث زلزالًا سياسيًا في صفوف حزب «الحصان»

في خطوة سياسية اعتبرت بالمفاجأة والصادمة، التحق رئيس مجلس عمالة طنجة-أصيلة، عبد الحميد أبرشان، بحزب التجمع الوطني للأحرار، قادمًا من الاتّحاد الدستوري، حيث استُقبل الأربعاء الماضي، بمقر الحزب بالرباط من طرف رئيس الحزب عزيز أخنوش، والمنسق الجهوي بشمال المملكة، رشيد الطالبي العلمي.
الخطوة الَّتِي أقدم عليها أبرشان، المنسق الإقليمي لحزب الاتحاد الدستوري، اعتبرت بالمفاجأة وشكَّلت صدمة كبيرة لمحمد الزموري، الَّذِي كان يثق في أبرشان، حيث ما كان يجمعه به أكثر من الارتباط السياسي. ويتوقع أن يُبعثر انضمام عبد الحميد أبرشان بحزب أخنوش، أوراقَ حزب «الحصان»، الَّذِي كان أو يُمنّي النفس بالحسم في رئاسة العمودية لصالحه.
يذكر أن أبرشان يُعدُّ من ضمن أبرز الشخصيات السياسيّة لتولي منصب عمودية المدينة، خلال الولاية الانتخابية المقبلة، خصوصًا بعد الدعم الَّذِي حصل عليه من طرف يوسف بن جلون والأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار «عزيز أخنوش»، كما أنّ أبرشان يحظى بدعم أيضًا من طرف حزب العدالة والتنمية.
وعلى إثر ما سبق، يكون أبرشان قد أنهي علاقة امتدّت مع الزموري لمدة 22 سنة، فلغة المصالح كانت أقوى، فأبرشان أبدى رغبته القوية في حسم رئاسة عمودية طنجة، غير أنَّ المنسق الجهويّ لاتحاد الدستوري، بدأ عملية التنسيق مع التجمعيين، وأبدى قبوله لدعمهم، مقابل حصوله على مراتب جدّ متقدّمة في المكتب المسير لجهة طنجة تطوان الحسيمة.
مصدر مطلع، أكَّد لجريدة «لاديبيش» أنَّ وصول أنباء لمسامع أبرشان، تُؤكّد اتفاق الزموري مع التجمعيّين لدعم مرشحهم لعمودية طنجة بعد الانتخابات والتحالف معا لتشكيل مجلس الجهة، وهو ما أغضب أبرشان ودفعه لتطبيق المثل المغربيّ القائل «تغذى بيه قبل ما يتعشى بيك»، فامتنع عن التواصل مع زملائه في الاتحاد الدستوري طوال 10 أيّام، وانتقل إلى الرباط لإتمام «صفقة» انتقاله لحزب الحمامة.
وكان لظهور أبرشان رفقة أخنوش والمنسق الجهوي للتجمع الوطني للأحرار بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، رشيد الطالبي العلمي، في صورة الأربعاء الماضي، وقع الزلزال في أوساط الدستوريّين، ويقول مُقرّبون من أبرشان، إنَّ الاتّصالات الهاتفية لم تتوقف، لكن الأخير ظلّ يرفض الردّ عليها بعدما حسم أمره، فالزموري يعلم أن صديقه السابق لن يذهب وحده وإنَّما سيأخذ معه العديد من الوجوه الانتخابيّة، سواء القديمة أو الَّتِي انضمت لحزب الحصان مُؤخّرًا، الشيء الَّذِي أضحى يُهدّده بكارثة انتخابيّة.
وبنسبة كبيرة، بدأت الصورة تتّضح بخصوص الخارطة الانتخابيّة لحزب التجمع الوطني للأحرار بطنجة، بعد التحاق أبرشان، وفي الوقت نفسه خفت حدة الصراعات الداخلية بعد أن عرف كلّ من القياديين المحليّين دوره وموقعه المستقبلي، لكنّ الخاسر الأكبر من اللعبة كان هو حزب «الاتّحاد الدستوري» الَّذِي سيخرج خاوي الوفاض، لو استمرّ الأمر على ما هو عليه، بعدما كان قبل بضعة أسابيع فقط الوجهة المفضلة للكثير من السياسيّين.
فهل تُؤثّر خطوة أبرشان على المستقبل السياسي لحزب «الاتحاد الدستوري» ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى الجهوي ككل؟
