تواصل معنا

سياسة

برامج المنتخبين «أحلام وكوابيس»

إغلاق ثقب الأوزون هَذَا ما تبقى لبعض المترشحين أن يدرجه في برنامجه الانتخابيّ العامر بالوعود ومشتقاتها، من يقرأ اليوم البرامج الانتخابيّة، الَّتِي تنزلها بعض الأسماء، لن يجد لها مخرجًا سوى تفسيرين اثنين؛ الأول أنّ بُعد المنتخبين عن الساحة الاجتماعية طوال المدة الَّتِي مثّلوا فيها أنفسهم أنستهم الواقع الاجتماعي وكثرة المشاكل، الَّتِي تتطلب التدخل العاجل للإصلاح، ثانيًا أنّ هَذِهِ الفئة تطلق العنان لمخيلتها الواسعة لحظة تدوين هَذِهِ البرامج، متأكدة غاية التأكد أن شيئًا منها لن ينجز، رافعة رهانها على عجلة الزمان أن تمحو هَذِهِ الوعود من برنامجها لحظة تحقيق هدفها المنشود، وهناك قراءة ثالثة خارجة عن السياق يفرضها الواقع الَّذِي يعيشه المواطنون، وهو الاستخفاف بأصوات الناس والاستهتار بحقوقهم وعدم الخوف من العقاب في حالة تعذر إنجاز هَذِهِ البرامج الوهمية.

كنش التحملات الَّذِي يحمله السياسيّون اليوم في جولاتهم المنتهية الصلاحية، لن تنفعهم في شيء طالما أن للمواطن ذاكرة قوية تجعله يميز بين الوعود الصادقة والكاذبة، وهو نفس الوعي، الَّذِي يدركون، من خلالها، أن الزيارات المفاجئة لزعماء الأحزاب، ومن يمثلهم ليست سوى زيارات مجاملة بهدف استمالة الناخبين إليهم بتحقيق مطالب وأحلام تتحوّل إلى كوابيس مع انتهاء أول يوم بعد الحملات الانتخابية وعملية فرز الأصوات.

وهي نفس الكوابيس، الَّتِي تتربص اليوم بأغلب السياسيّين، خاصة الَّذِينَ استشعروا نهاية أجلهم في الزمن الانتخابي وبادروا إلى إيجاد حلول بديلة، إما بتغيير شعارات الحزب والرفع من سقف الأحلام والوعود، أو بتغيير الانتماء الحزبي، وهي العادة الأكثر استفحالًا لدى أغلب الفاشلين السياسيّين، وإما برفع رهان التحدي لإنجاز ما عجز عن إنجازه طوال فترة تولي المسؤولية.

برامج المنتخبين اليوم أضحت مثل سلسلة الأسئلة، الَّتِي تتكرر تلقائيًا في كلّ موسم انتخابات، أجوبتها معروفة لدى المواطن ومدى تفعيلها على أرض الواقع يبقى رهينًا بالوعي الاجتماعي لدى الأفراد، الَّذِينَ يتجنبون الوقوع في شباك السياسيّين، الَّتِي لا تخطئ الهدف، بل تصيبه في مقتله وهو القضاء على عهد الثقة بين المواطن والسياسي، ما ينتج عنه غلق الأبواب عند كلّ طارق انتخابيّ يحمل معه مشاريع إصلاحية حقيقية. والله المستعان.

تابعنا على الفيسبوك